مع عودة الزعيم الشيعي آية الله السيستاني إلى العراق ودعوته للنزوح إلى النجف، اتضحت جلياً قوة هذا الرجل الذي يُعتبر المرجعية الأولى للشيعة في العراق. وجاءت أنباء وصول السيستاني إلى العراق فيما ضيَّقت القوات الأمريكيةوالعراقية الخناق حول ميليشيا جيش المهدي الموالي لرجل الدين مقتدى الصدر والذين يتحصنون في مسجد الإمام علي بالنجف. والدعوة التي وجهها السيستاني المعتدل للقيام بمسيرة الى النجف يمكن ان تثير المشاعر بين الغالبية الشيعية في العراق. ولم يذكر السيستاني شيئاً يُذكر بشأن الأزمة التي سقط فيها مئات القتلى وقوضت سلطة رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي. وعلى الرغم من اختلاف منهجية السيستاني عن الزعيم الشيعي الشاب الصدر إلا أن وصوله للنجف اليوم قد يساعد على حل الأزمة التي تورط الصدر بإشعالها مع القوات الأمريكية والقوات الحكومية العراقية. كما أكد حامد الخفاف مدير مكتب السيستاني في بيروت الذي قال: سيعلن السيستاني فور وصوله الى مدينة النجف عن مبادرة تهدف الى انهاء الازمة. وكان الخفاف قد اعلن ان السيستاني في طريقه الى النجف داعيا كل العراقيين الى التوجه الى مدينة النجف لاستقباله. وقال محمود السوداني المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في لقاء اجرته معه قناة تلفزيون العربية الاربعاء اننا على استعداد للاستجابة الى اي دعوة يصدرها السيستاني. واكد عبد الهادي الدراجي أحد مساعدي الصدر في بغداد ان قوافل من الناس من سكان مدينة الصدر ومدينة الكاظمية من بغداد بدأت بالتوجه الى مدينة النجف استجابة لدعوة آية الله علي السيستاني. واضاف الدراجي ادعو كل اهلنا من الشيعة والسنَّة بالتوجه الى المدينة استجابة للدعوة ولانقاذ ضريح الإمام علي. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في كربلاء ان قوافل من سكان اهالي مدينة كربلاء بدأت تتدفق الى النجف، واضاف لقد استبشر الجميع خيراً بهذه العودة اولاً وبهذه الدعوة ثانياً. واكد الكربلائي: نحن عازمون على الذهاب الى النجف استجابة لهذه الدعوة من اجل انهاء ازمتها وندعو جميع الاطراف الى وضع العقل والحكمة امام اي فعل او تصرف. وكان قد أُعلن أن السيستاني قد عبر الحدود العراقية من الكويت وأنه في طريقه إلى النجف، غير أن أحد مساعدي السيستاني قال إنه الآن في مدينة البصرة وسيتجه للنجف اليوم الخميس.