شدني ولفت انتباهي أثناء مطالعتي لصحيفة الجزيرة العدد 11647 وتاريخ 2-7-1425ه مقال قرأته للأخ سليمان بن فهد المطلق بعنوان: (علماء الخنفشار) وتعقيباً على هذا المقال الرائع أقول مستعيناً بالله إن للعلماء في الإسلام منزلةً عظيمةً، وقدراً رفيعاً، إذ هم عماد الأمة، وسياجها المتين، وبهم يُضاء الطريق للسالكين، وهم في هذه الأمة بمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل بتبليغ الدعوة إلى الناس ووراثة العلم والقيام به علماً وعملاً، وببقائهم يبقى العلم، وبذهابهم يذهب العلم. ومن سنن الله الكونية أن يكثر الجهل في آخر الزمان، ويزيد التعالم بدعوى العلم، ويكثر القرّاء، ويقل الفقهاء، قال صلى الله عليه وسلم:( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا). إذا تقرر هذا: فإن ما تعانيه الأمة اليوم من تطاول على علمائها وقادتها من أناسٍ ادعياء، حديثي الأسنان، سفيهي الأحلام، يدّعون العلم وما هم بعلماء، ويسفّهون غيرهم وما علموا أنهم هم السفهاء، لهو سبب رئيس في تفرقة الأمة، وتشتيت وحدتها، وتمزيق كيانها. ولقد ابتلينا في هذه الأزمان بهؤلاء (الخنفشاريين) أدعياء العلم، رويبضة العصر، الذين يتصدرون المجالس، ويفنّدون الأمور، وينعقون بما لا يسمعون، ويهرفون بما لا يعرفون. فإذا ما دخلت مجلساً إلا ووجدت مَن يهذي بما لا يدري، ويتخبط ويضطرب، ويجيب في مسائل لو عُرضت على الفاروق لجمع لها أهل بدر!! وإنك لتتعجب أشد العجب من تلك الجرأة العظيمة التي تخولهم للحديث في كل مناسبة، وتحت أي موضوع!! فأي جرأة يملكها هؤلاء؟؟ وأي سفاهة نزلت بهؤلاء؟؟ أما علموا أن الفتيا توقيعٌ عن رب العالمين؟؟ أما علموا أن اجرأ الناس على الفتيا اجرأهم على النار؟؟ إن التعالم مرضٌ مزمن، وداء عضال، لا علاج له إلا بطلب العلم الشرعي على أيدي علماء الأمة المعتبرين، الناصحين للأمة المشفقين على شبابها. وإني أقترح على المسئولين في وزارة الشئون الإسلامية - نصحاً للأمة وإبراءً للذمة وحماية للدين - أن تكون هناك شعبة تلاحظ أمثال هؤلاء الذين أفسدوا دين الناس ودنياهم - ممن يصدرون الفتاوى بمناسبة وغير مناسبة، ويضللون الناس بآرائهم، ويزرعون الشبهات في أذهان العامة، فيجب أن يوقف هؤلاء عند حدّهم ويساءلوا عن أقوالهم، ويقدموا للمحاكمة. اسأل الله أن يوفق علماءنا لكل خير، وصلى الله على نبينا محمد. الملازم أول محمد بن عبدالعزيز المحمود