احتفلت مدينة العمارية التابعة لمحافظة الدرعية مؤخراً بتدشين واحد من الصروح الصحية التي واكبت تطلعات العصر، ولبت احتياجات أبناء المنطقة، وقد شهدت المنطقة افتتاح مركز العمارية للرعاية الصحية التي شيد على نفقة الشيخ عبدالله بن طالب قام هذا الصرح الصحي العملاق على مساحة 2000 متر مربع، وكلف المشروع أكثر من ثلاثة ملايين ريال شاملاً قيمة الأرض والبناء. الاحتفال كان ابتهاجا بهذا الإنجاز، إن تدشين مركز العمارية للرعاية الصحية على نفقة أحد رجال الأعمال وأهل الخير، وهو من أبناء المنطقة، فيه دلالة واضحة على أهمية المشاركة في عملية البناء والتطوير، لأن الثروة البشرية هي الركيزة الأساسية في التنمية، كما أن الرعاية الكريمة من سمو محافظ الدرعية ومعالي وزير الصحة تبين اهتمام الدولة، ومواصلة نهجها في بناء الوطن وخاصة الجوانب الصحية والاجتماعية. والمتابع لحركة العمل الخيري في مجتمعنا يدرك أن هذه النشاطات شملت الرعاية الصحية، وأصبحت ظهيراً مسانداً لجهود الدولة التي ما فتئت تقدم كل جديد في مجال الطب، والتقنية خدمة لإنسان هذا الوطن الغالي، حتى صارت بلادنا مقصداً لكثير من طالبي العلاج من دول العالم المختلفة, حيث أجريت فيها العديد من العمليات النادرة والمعقدة. إن رجال الأعمال وأهل البر والخير يدركون الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين لذلك تأتي جهودهم تعزيزاً لهذا الدور، وتعضيداً له، دعماً لمسيرة البناء بما يلبي تطلعات واحتياجات المواطن، وها نحن نراهم يبذلون بسخاء في بناء المستوصفات والمستشفيات للإسهام في معالجة المرضى والمحتاجين.وإذا كان مركز العمارية للرعاية الصحية قد تكلف أكثر من ثلاثة ملايين ريال الذي شيد على نفقة الشيخ عبدالله بن طالب يمثل نموذجاً للجهد الأهلي المساند لجهود الدولة، وهذا ليس بغريب على المجتمع السعودي الذي عرف بالبذل والعطاء، وفي مقدمة هذا المجتمع الخيري رجل البر الأول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله-، الذين ضربوا الأمثلة الرائعة في البذل والعطاء والسخاء، ومعالجة المرضى وبناء المشافي والمراكز الصحية على نفقتهم الخاصة، كما لا يخفى على أحد في الداخل أو الخارج ما يقوم به فارس الأعمال الخيرية، وأمير الإحسان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أبو الجمعيات الخيرية.وبالرغم من أن هذه الأعمال الخيرية التي عودنا عليها رجال البر والاحسان تعكس مدى حسهم الوطني وحرصهم على مساندة جهود الدولة لما فيه مصلحة المواطن لكنها في ذات الوقت ترسخ دور المجتمع وواجبه تجاه التخطيط والبناء, خصوصاً أن جانب الرعاية الصحية الأولية يحوز على اهتمام كبير لدى ولاة الأمر - حفظهم الله - لما له من أهمية في خدمة المجتمع والارتقاء بصحة المواطن. فهذا المركز الحديث في إنشائه وتكوينه ظل يستقبل المرضى والمراجعين منذ شهر محرم الماضي، وهو يسد ثغرة مهمة في جانب الصحة والرعاية الصحية الأولية، وهو يعد منارة خير تعكس الحس الوطني والخيري لمؤسسه وبانيه، وسيظل دافعاً لإيقاظ وازع الخير في نفوس أبناء الوطن ممن حباهم الله المال وهداهم إلى فعل الخير وطريق الإنفاق في أعمال البر والإحسان، وليس هناك أفضل ممن يقدم الدواء والعلاج للمرضى، ويساهم في شفائهم بإذن الله وبفضله. ولا شك أن هذا الإنجاز الذي سبقته إنجازات كثيرة مماثلة من أهل الخير من أبناء الوطن الأبرار سيكون دافعاً للكثيرين لنهج ذات الدرب والإسهام في البناء من الزوايا التي تلامس احتياجات الوطن والمواطن، والتوجه نحو الأعمال التي تعود بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.