أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس الأحد أن 40 عراقياً على الأقل قُتلوا يوم أمس الأول السبت في اشتباكات ضارية قرب مدينة النجف بجنوب البلاد. وقال مسؤول بالوزارة إن القوات الأمريكية خاضت معارك في مدينة الكوفة القريبة وهي إحدى المدن التي تشهد انتفاضة شيعية، وأضاف أن من بين القتلى مدنيين ومقاتلين من جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكانت طائرة امريكية قد شنت في وقت سابق أمس هجوما جديدا على المقاتلين الشيعة بعد مشاكل واجهت المفاوضات الجارية بشأن تسليم السيطرة على الضريح للمؤسسة الدينية الشيعية، وقد اعقب زخات نيران مدافع الطائرة التي اضاءت المنطقة بومضات بيضاء انفجار. واشتبك مقاتلون موالون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بشكل متقطع مع القوات الامريكية في وقت سابق بعد ان اصطدمت المحادثات مع السلطات الدينية لانهاء حصار أكثر مزارات النجف أهمية بصعوبات. وقد أثار الانسحاب الأمريكي أمس الأول من مواقعه أمام الضريح علامات استفهام كثيرة حيث لم يكن من المتوقع التراجع بعد الوصول لنقطة قريبة جداً من الضريح لكن الأمريكيين عادوا أمس لمحاصرة الضريح الذي تتحصن فيه ميليشيات الصدر بحماية من دروع بشرية قدمت من كافة أنحاء العراق. وفي نفس الاتجاه ذكر أحد كبار مساعدي الصدر أن المحادثات مستمرة بين ممثلي الصدر والسلطات الدينية الشيعية العليا في العراق بهدف تسليم السيطرة على ضريح الإمام علي إلى آية الله علي السيستاني. والسيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق ويتعافى في لندن حالياً بعد عملية جراحية، ولكن مساعد الصدر علي سميسم قال إن المحادثات واجهت عقبة بسبب طلب ممثلي الصدر أن يرسل السيستاني وفدا لتسلم مجموعة من القطع القيمة في المسجد يعتقد أنها تضم حليا وقطعا أثرية وسجادا للقضاء على أي زعم بأن مقاتلي الصدر استولوا على أي شيء من الضريح. وقال سميسم للصحفيين إن مكتب السيستاني أبلغهم بأنه لا يمكنه تشكيل لجنة في ظل الظروف الراهنة، وأضاف أنهم أبلغوا مساعدي السيستاني بأن هناك ممثلين له في النجف وأنهم يرون أن من الممكن تشكيل لجنة. وكان مساعدو الصدر قد ذكروا في وقت سابق أن جيش المهدي سيظل يحرس المسجد بعد أي تسليم متحدياً بذلك مطالبة علاوي بنزع أسلحة الجيش وإخلاء المسجد. ومن جهة أخرى قال ضابط بالشرطة العراقية إن سيارة ملغومة انفجرت أمس الأحد في هجوم انتحاري قرب قافلة تقل مسؤولين عراقيين شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثمانية. وقال الضابط إن الهجوم وقع في بلدة الخالص على بعد 20 كيلومترا شمالي بعقوبة، وقالت الشرطة إن الانفجار استهدف فيما يبدو غسان الخدران نائب محافظ بعقوبة، وقالت وزارة الصحة إن الخدران نجا من الهجوم لكنه أُصيب بجروح طفيفة.