اطلعت على الخبر المنشور بالعدد رقم 11624 تاريخ 9-6- 1425ه بعنوان (اللواء الشيحة: النخيل المهملة عرضة للعبث والطرق الوعرة تهدد آليات الدفاع المدني بالتلف). توقفت طويلاً أمام هذا الخبر الذي صرح به اللواء: صالح بن عبدالله الشيحة مدير إدارة المتابعة بالمديرية العامة بالدفاع المدني أثناء زيارته الرسمية لمنطقة حائل للوقوف ميدانياً على الحريق الذي شب بمزارع الحويط (300 كم) جنوب منطقة حائل والذي قلل من حجم الحريق ونفى وجود خسائر تذكر مقدراً تعداد النخيل المحترق ب5138 نخلة مشيراً الى أن تلك الأعداد الهائلة من النخيل لا يوجد لها ملاك ومهملة! ماذا حصل؟! وماذا حدث؟، أيعقل بأن أملاك ابنا الحويط أصبحت في طي النسيان والإهمال؟! أملاك توارثها الآباء عن الأجداد منذ آلاف السنين. الكل يعرف الحويط منطقة أثرية يعود تاريخها إلى 650ق.م أي قبل الميلاد وكانت تعرف سابقاً باسم (يديع) تشتهر بالعيون الفوارة والينابيع المتدفقة والنخيل الباسقة التي تقدر بحوالي 20.000 نخلة تمد إنتاجه إلى عدد من مناطق مملكتنا الغالية وكل شبر في هذه البقعة له قيمة وثمن ومملوك شرعا بالوثائق والمستندات الرسمية القديمة ويحظى بالحماية والعناية من قبل ملاكه وهؤلاء المزارعون مسجلون رسميا لدى وزارة الزراعة ولهم مكافأة من الدولة تشجيعا للمزارعين فكيف تم تجريد 5138 نخلة من أصحابها والتلميح بأن النخيل مهمل ولا يوجد له ملاك. إن الواقع عكس ما تحدث عنه اللواء الشيحة فالمزارع محياة ومملوكة ولازالت يانعة بثمارها تدر دخلاً موسميا على ملاكها أما الآن فهي كالهشيم تذروه الرياح بل سماد وسط الأسوار في مشهد مثير يعتصر منه القلب ألماً. إن الطرق التي يتحدث عنها اللواء الشيحة ليست بالصعوبة التي سردها لتغطية الإهمال الذي حصل من قبل رجال الدفاع المدني بحائل فالطرق سهلة وهناك موظفون ومدرسون ومدرسات يباشرون أعمالهم يومياً من الحويط إلى الحائط 50 كم عبر طرق ممهدة.