تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية بوتيرة متزايدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم أمس الإعلان عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين من جراء تلك الاعتداءات التي شملت تدمير عدة منازل إلى جانب فرض طوق أمني منع عشرات الآلاف من دخول القدسالمحتلة لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وفي ذات الوقت تم تسجيل حشود عسكرية كبيرة قرب مدينة نابلس رجح شهود عيان أنها قد تكون في إطار استعداد لعملية عدوانية جديدة في المدينة أو محيطها. فقد استشهد أمس الجمعة الفلسطيني محمد الحمايدة - 60 عاماً - متأثراً بجروحه التي أصيب بها أول أمس الخميس برصاصة في البطن أطلقتها دبابة إسرائيلية في منطقة الشريط الحدودي في مخيم رفح، وأصيب مع الحمايدة فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من العمر ونقلا إلى مستشفى غزة الأوروبي في رفح. الاعتداءات الإسرائيلية الأخرى شملت قيام جيش الاحتلال بتدمير عشرة منازل لفلسطينيين في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث توغلت مدرعات وآليات الاحتلال وجرافتين عسكريتين ليل الخميس الجمعة في حي الإسكان النمساوي وجزء من مخيم خان يونس وسط إطلاق النار مما أدى إلى إصابة مواطن بشظايا. وأوضح مصدر طبي أن حالة الجريح الذي نقل إلى مستشفى ناصر بخان يونس متوسطة الخطورة. وأشار مصدر أمنى فلسطيني إلى أن القوات الإسرائيلية (دمرت كلياً عشرة منازل كما دمرت جزئيا ثلاثة منازل أخرى قبل أن تتراجع إلى محيط مستوطنة نافيه دكاليم غرب خان يونس). وذكر شهود عيان أن مروحيات عسكرية إسرائيلية قامت بتغطية عملية التوغل، وكان الجيش الإسرائيلي فتح النار تجاه المنازل قبل تدميرها. من جهة ثانية أكد شهود عيان أن مروحيات إسرائيلية قصفت بالرشاشات الثقيلة صباح أمس الجمعة منطقة تل الزعتر في بلدة جباليا وشرق البلدة أيضاً في شمال قطاع غزة, وطالت عمليات القصف من المروحيات بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع وجنوبه على امتداد الحدود مع مصر.. وفي مقابل ذلك أعلنت ألوية (الناصر صلاح الدين) الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أنها أطلقت في التاسعة بالتوقيت المحلي من صباح أمس الجمعة (صاروخاً من نوع ناصر 3) على سديروت في جنوب إسرائيل. وأشار البيان إلى أن منفذي هذا الهجوم (عادوا بسلام رغم أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت زخات من الرصاص على مكان إطلاق الصاروخ). وفي الضفة الغربية اتخذت القوات الإسرائيلية إجراءات أمنية مشددة ودفعت بتعزيزات من الشرطة والجيش حول الحرم القدسي الشريف وقررت منع من تقل أعمارهم عن - 45 عاماً - من دخول الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة بحجة الخشية من وقوع مواجهات بعد الصلاة في ذكرى إحراق الأقصى المبارك. واعتلى القناصة الأماكن المطلة على ساحات الأقصى وكثفت سلطات الاحتلال الدوريات المسلحة وأقامت الحواجز وتحولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية تعج بالسلاح وجنود الاحتلال إضافة إلى طائرات المراقبة. ومنذ ليل الخميس الجمعة بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحشد قوات كبيرة تساندها آليات عسكرية وصهاريج المياه في منطقة وادي الباذان على المشارف الشمالية لمدينة نابلس في الضفة الغربية. ونقل تقرير وفا عن شهود عيان ومصادر أمنية مسؤولة في مدينة طوباس بأن قوات عسكرية معززة بدأت تتقاطر من معسكرات جيش الاحتلال في منطقة الأغوار الشمالية صوب طريق وادي الباذان. واعتبر شهود العيان هذه الحشود مقدمة لهجوم عسكري وشيك على مدينة نابلس أو إحدى ضواحيها أو القرى المحيطة بها. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت الليلة قبل الماضية عدة نقاط عسكرية وحواجز مفاجئة على طول الطريق الممتدة من مفرق جسر الملاكي حتى وادي الباذان. ومن جانب آخر ألغت محكمة إسرائيلية أمر ترحيل كان صدر بحق صحافية بريطانية اعتقلت منذ وصولها إلى إسرائيل في 11 آب - أغسطس، حسب ما أعلنت وكيلتها. وكانت الصحافية التي تعمل لمجلة (ريد) خضعت للاستجواب لدى وصولها لمدة سبع ساعات بعد اتهامها بالانتماء إلى حركات سلمية مناهضة لإسرائيل.