قالت كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي ان الولاياتالمتحدة لم تفعل ما يكفي للتواصل مع اكثر من مليار مسلم في العالم ينتقد كثير منهم حربها على العراق ويرون ان سياستها في الشرق الاوسط منحازة لإسرائيل. وقالت رايس ان حكومة الرئيس جورج بوش تريد تشجيع (اصوات الاعتدال والتسامح والتعددية) في العالم الإسلامي وان تبدد صورة تظهر الولاياتالمتحدة على انها تتعامل (بفظاظة) مع الآخرين. وقالت رايس ان واشنطن سعت لتحقيق تلك الاهداف في الماضي دون ان تحقق نجاحا يذكر وأقرت بوجود تشكك واسع النطاق تجاه امريكا بين المسلمين. وقالت رايس في كلمة ألقتها امام المعهد الأمريكي للسلام (بوسعنا ويجب علينا ان نفعل المزيد). (تفاعلنا يجب ان يكون في شكل حوار وليس حديثا من طرف واحد). وأضافت رايس ان هذا المسعى يمثل جانبا مهماً للغاية في المعركة على الارهاب لكنها لم تقدم أي تفاصيل بشأن كيفية تنفيذ ذلك. وقال ابراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية ان أي محاولة لكسب قلوب وعقول المسلمين مقضي عليها بالفشل ما لم يتحقق تغير في السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط رغم ما سماه (بالمشاعر الطيبة) لرايس. وأضاف هوبر (ما لم نتخذ اجراء حقيقيا لنكون عادلين في محاولة حل صراع الشرق الاوسط فلن يجدي غير ذلك شيئا). وسعت حكومة بوش لتحسين صورة الولاياتالمتحدة لدى المسلمين من خلال الاذاعات وبرامج التبادل في مجال التعليم واجراءات اخرى مماثلة. كما سعى بوش ايضا للتشجيع على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية في العالم العربي. الا ان هذه المساعي تعرضت لانتقادات واسعة باعتبارها مفرطة في التبسيط. وينتقد المسلمون بشدة دعم بوش لسياسات اسرائيل المتشددة ضد الفلسطينيين وإخفاقه في اعطاء اهتمام كاف لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وقال شبلي تلحمي الاستاذ في جامعة ماريلاند (اعتقد اننا بعيدون جدا عن الفوز بالعقول والقلوب). وأقر تلحمي الذي عينه الرئيس بوش العام الماضي في لجنة استشارية مختصة بتحسين صورة الولاياتالمتحدة في الخارج بفضل رايس لاعترافها بوجود مشكلة. الا انه قال ان الانفاق على عملية التواصل كان (هزيلا) واشار إلى ان وجهات نظر المسلمين تجاه الولاياتالمتحدة في ظل حكومة الرئيس بوش زادت سوءا. وفي عام الانتخابات فإن تواصلا مع المسلمين يمكن ان يكون له مغزى سياسي لدى بوش.ويقول جون زغبي المتخصص في اجراء استطلاعات الرأي العام ان النتائج الاولية بشأن استطلاع رأي الناخبين المسلمين في الولاياتالمتحدة اظهرت معارضة كاسحة لبوش. ويعد هذا تحولا مثيرا في مواقف الناخبين المسلمين عما حدث في انتخابات عام 2000 حينما سعى الجمهوريون بنشاط للفوز بأصوات المسلمين وحصل بوش على تأييد قوي منهم. ويعزو زغبي هذا التحول إلى مشاعر الاستياء التي شعر بها المسلمون تجاه الحرب على العراق وإلى سياسات واشنطن في الشرق الاوسط والى تشريعات صدرت في اعقاب هجمات 11 من سبتمبر 2001 يرى العديد من المسلمين ان بعضها متحامل عليهم. ويقول زغبي انه رغم ان المسلمين لا يمثلون الا ما بين 1 و1.5في المائة من اصوات الناخبين الأمريكيين الا انهم يمكن ان يكونوا كتلة مؤثرة في المعارك الانتخابية في بعض الولايات مثل ميشيجان واوهايو وبنسلفانيا.