يبقى محمد جمعة الحربي رئيس نادي الشباب السابق وعضو شرفه الحالي موسوعة رياضية غنية بالعطاء والأفكار والمتابعة سواء لناديه الشباب أو للكرة السعودية والرياضة ككل، ولهذا كان ضيفنا في (الجزيرة) هذا اليوم حيث فتحنا معه مجالات عدة أبرزها الشباب بدون ربانه خالد بن سعد في المرحلة المقبلة وحقيقة خلافاته في السنوات الماضية مع صناع القرار الشبابي وموقفه من انضمام عساف العساف لعضوية الإدارة الشبابية.. وأبحرنا به إلى تأثير فقد الرموز وآخرهم الأمير عبدالرحمن بن سعود ورؤيته عن أسباب تراجع الكرة السعودية وسياسة تكديس النجوم في نادٍ واحد واللاعب الأجنبي، فإلى الحوار وما جاء فيه من ضيفنا. (الملف الشبابي) * دعنا نفتح من البداية ملف ناديك المفضل الشباب والمرحلة التي يعيشها الآن في ظل استقالة الأمير خالد بن سعد بعد سنوات من العطاء كيف ترى انعكاسها على مستقبل النادي ككل؟ - حقيقة تفاجأت كثيراً باستقالة الأمير خالد بن سعد ولكن شخصياً لدي قناعة كبيرة أن خالد بن سعد حتى لو استقال سيبقى لديه دور كبير في مسيرة النادي القادمة. * ومن أين تستوحي هذا الاعتقاد؟ - من خبرة ومعرفة بالرجل، فأنا أعرف علاقته وحبه لنادي الشباب وللاعبيه وبالتالي لن يبتعد، وأنا أنصح إدارة نادي الشباب الحالية بعدم الاستغناء عن خبرة الأمير خالد سواء في الاستشارة أو الإشراف وهذا ما كنا نقوم به وعندما كنت رئيساً كنت أستعين به في كل كبيرة وصغيرة في النادي وفي كرة القدم تحديداً. * انتقال رئاسة الشباب من الأمير خالد بن سعد إلى نائبه طلال آل الشيخ دون المرور بالجمعية العمومية أو حضور الشرفيين يضع علامة استفهام وسؤال: ماذا دار خلف الكواليس بين الشبابيين لهذه النقلة؟ - سأقول لك شيئاً دائماً في الأندية عند يستقيل رئيس يكون هناك اختيار لبديله مسبق وذلك حسب الأنظمة التي تقوم على الانتخاب أو التزكية واختيار طلال بقنوات شبابية معروفة ومتفق عليها. * وكيف تنظر لمستقبل الشباب تحت قيادة طلال؟ - لقد باركت ولا زلت أبارك له هذه الثقة وهذا من واقع معرفة شخصية بيننا، فقد عمل معي في إدارتي وعمل الكثير والميزة الممتازة في طلال تواجده الدائم في النادي وطلال يعرف أن نجاحه يجب أن يلتزم بالعودة للأمير خالد بن سعد إذا أراد الانتاج والنجاح مثلما نجحنا. عساف لا يصلح للشباب * تحفظت كثيراً على انضمام عساف العساف لإدارة طلال آل الشيخ فهل يعني ذلك أنك مع حجم الثقة لديك علامات استفهام حول الإدارة الجديدة؟ - سياسة الشباب لا تتغير والأندية مفتوحة أمام كل المحبين ولا خلاف بيني وبين أي شبابي وطلال أبارك له وأتمنى له التوفيق ولن أتردد عن دعمه بخبرتي وهو شخص عزيز جداً، وبالنسبة لموضوع عساف أنا لديّ وجهة نظر أن كل إنسان له ناديه المفضل وبالتالي عندما يعمل فيه يعمل بحب وإذا لم تكن محباً للنادي لا أعتقد أن الخطوط الحمراء ستعطي فرصة للنجاح والعطاء المطلوب، وفي وضعنا الحالي النجاح مع نادٍ آخر صعب في ظل الخطوط الحمراء إلا إذا كان هناك احتراف. * وما توصياتك للإدارة الجديدة؟ - كما سبق وأشرت أتمنى أن يتواصلوا مع الأمير خالد بن سعد في كل كبيرة وصغيرة ان أرادوا لدرب النجاح طريقاً. * نقطة اعتراضك الكبرى على انضمام عساف العساف للشباب كان الإشراف الكروي.. فمن ترشحه لهذا المنصب؟ - من وجهة نظر شخصية لا يمكن لرئيس النادي القيام بهذا الموقع ولكن أنا أطالب من زمان بوجود إدارة تسمى إدارة كرة القدم بقيادة شخص كفء يدير دفة الأمر. * ومن المهيأ لذلك في الشباب حالياً؟ - حالياً وبدون تردد سلطان خميس قياساً بفترته الطويلة في الشباب.. حبه للنادي.. دوره في تسجيل اللاعبين.. فكره الرياضي الناضج كما تابعت خلال تحليلاته التلفزيونية بمعنى أنه الشخص الأنسب فعلاً لهذا الموقع حالياً. * من كل ما سبق أنت تحترم عساف العساف لكنك تتمنى له التوفيق في نادٍ غير الشباب؟ - المشكلة لدي ليست بانضمامه لمجلس إدارة الشباب.. المشكلة الإشراف على كرة القدم التي هي الواجهة الحقيقية لأي نادٍ وهي تحتاج لشخص محب ومن أبناء النادي ويتأثر بكل شيء والمشرف الكروي يحتاج لمواصفات وإذا سألتني عن انطباقها على عساف سأقول لك..لا!! * أبا حامد.. كثيراً ما ننتظر عودة فعلية لك إلى الشباب لكن ذلك لا يحدث فهل اعتزلت العمل الإداري دون أن تبوح بذلك؟ - الاعتزال لن يكون بما يعنيه من كلمة فارتباطي بالشباب باقٍ حتى آخر لحظة في عمري لأن هذا هواية وحب أقترن بأمثالي حيث عشت الشباب لاعباً وإدارياً ورئيساً، ولكن ابتعادي الحالي لأن هناك شبابا قادما ولماذا نحن نتمسك بالمسؤوليات في وجودهم ووجود أفكارهم النيرة ولا بأس من دعمهم بالفكر والخبرة والمال إذا تيسر. لا خلاف مع خالد بن سعد * دعني أسألك سؤالاً مهماً.. يتردد في الكواليس أن محمد جمعة الحربي عنصر معارض لبعض الإجراءات في الشباب أو علاقته ببعض القيادات الشبابية ليست على ما يرام لاختلاف الرؤى فما صحة ذلك؟ وهل هناك فجوة؟ - ابتسم.. وأجاب قائلاً.. لا توجد فجوة.. وعندما تركت النادي كانت هناك اتصالات واستشارات ولا زالت قائمة وأنا أحب النادي ككل ولكن قد يكون البعض استنتج أنني ضد عملية بيع لاعبي الفريق والتي كنت (عاطفياً) لا أؤيدها ولكن أنا قلت حينها للشبابيين سنعطي أربع سنوات لتقييم السياسة وإذا لم تنجح سنتحدث وقلت أنني سأتكلم واخترت الأربع سنوات لإتاحة الفرصة ودراسة الأمر ولمس النتائج وبعدها وجدت ان سياسة الأمير خالد بن سعد أعطت ثمارها ولهذا باركناها وساندناها وشكرناه ونشكره عليها مهما كان الاختلاف إلا أن الحق حق قد تكون هناك تصورات مختلفة لكن هذه السياسة نجحت في النهاية وأنا دائماً مع النجاح ومع المصلحة أما من يريد الاصطياد في الماء العكر فلن ينجح لأننا أصلاً لا يوجد في شبابنا ماء عكر. * أبا حامد.. هل هي اختلافات بمعناها أم اختلاف في الرؤى ذلك الذي كان بينكم وبين بعض التوجهات؟ - دعني أقول شيئاً واضحاً.. ما بيني وبين الأمير خالد بن سعد شيء كبير جداً سواء إدارياً أو شخصياً والذي بيني وبينه حتى شخصياً أنا لا أنساه أبداً ولست من الناس الذين يحبون الحديث ولست كأولئك الذين يظهرون في الإعلام لبث اعتراضاتهم وموافقاتهم بل العكس أنا ممن يحبذ الحوار ومبدأنا الذي أدعو له في الشباب دائماً ((أمننا يا جماعة أسرار الشباب لا تقال في الصحافة وإنما تودع في الصندوق الأسود الذي يحتوي كل أسرارنا ويأخذ أيضاً جزءا من شعارنا . وأعيد القول أن العلاقة بيني وبين خالد بن سعد أكبر من كل شيء ولم يكن لي معه في يوم من الأيام اختلاف البتة فنحن متفقون ومتفقون على حب الشباب الكبير. * بعد نجاح السياسة وعودة الشباب في الموسم الفارط بطلاً ماذا يحتاج الشباب للاستمرار؟ - هي نفس السياسة إذا استمر الشبابيون عليها لن يتراجعوا وهي سياسة الاهتمام بالصغار والبناء للمستقبل لمواجهة توقف الأجيال الحالية. * وهل إذا انتقل قريباً نجم شبابي شاب هل ستقف مؤيداً؟ - بدون تردد.. وإذا سألت لماذا؟ سأقول إذا كان الشباب بحاجة للبيع ويوجد من يعطي مكانه ولو 60% من عطاء ذلك النجم. * حالياً ماذا تقدم.. الجانب الفني أم المالي؟ - الآن الناحية المادية هي الأولى بلا شك قياساً وأوضاع الأندية. أنا مع بيع الغنام * تردد مؤخراً أن عبداللطيف الغنام سينتقل للهلال.. هل لديك شيء عن هذا الخبر وما وجهة نظرك تحديداً؟ - نعم لدي فكرة وتقصيت عنه وإذا كان المبلغ المدفوع يستحق اللاعب ونجوميته فما المانع وأؤيدهم. * مادياً هناك من يخشى على الشباب بعد رحيل الأمير خالد بن سعد كونه كان يمثل حلقة الوصل الحقيقية لذلك ولهذا اتجهت الإدارة الجديدة مبكراً لجلب رجال الأعمال في سبيل مواجهة ذلك.. هل تلمس أنت بحكم خبرتك ذلك الأمر؟ - دعنا نكن صريحين.. من يدعم الشباب خلال السنوات الماضية؟.. الأمير خالد بن سلطان والأمير خالد بن فيصل بن سعد والأمير خالد بن سعد.. فهل هؤلاء تركوا الشباب الآن؟ لا .. لم يتركوه وهم الركيزة وسيبقون.. والبحث عن آخرين لزيادة الدعم شيء صحي لكن الشباب لن يستغني عن هذا المثلث وهذا المثلث بإذن الله لن ينسى الشباب ولا خوف على الشباب ما داموا موجودين وهم رموزه الدائمين. * أمام الشباب في الموسم الجديد استحقاقات محلية وخارجية كيف ترى الاستراتيجية الأمثل للإعداد لها؟ - بالفعل هذه النقطة مهمة ويجب أن توضع لذلك دراسة فليس المهم في الكم ولكن في الكيفية التي سيشارك بها الفريق وأعتقد أن المشاركة في دورة الصداقة على كأس الرمز عبدالله الفيصل كانت ايجابية ويجب أن تكون المنطلق لوضع ملف تلك الاستحقاقات. رحيل أبي خالد... خسارة * ما دمنا قد وصلنا للحديث عن الخبراء والرموز دعنا نسألك عن الأثر الذي تركه رحيل الأمير عبدالرحمن بن سعود عن الساحة الرياضية مؤخراً؟ - بالنسبة للأمير عبدالرحمن انسان ضحى بالكثير (مالاً ووقتاً ومعنوياً) ودوره ليس في النصر الذي بناه من البداية إلى النهاية وإنما سيكون تأثيره في الرياضة ككل سواء من خلال آرائه أو ما قدمه وأنا أعرف أن هناك أناساً كانوا ضده وضد النجاح بشكل عام ولكن مع ذلك تبقى بصمته لا تنكر ولا تنسى وأنا من الناس الذين أخذوا عن عبدالرحمن روح والحب للنادي وكنت أسأل نفسي إذا كان هذا الرجل بكل ما لديه وحوله يضحي لأجل النادي فكيف بنا نحن؟ والحقيقة ما يؤسفني الآن ويجعلني أسأل هو لماذا لم يقل في عبدالرحمن أثناء حياته ما قيل عنه بعد وفاته؟!.. هذا الإنسان يستحق ما قيل عنه منذ زمن بعيد حيث أفنى هذا الإنسان كل وقته لخدمة ناديه والرياضة وهذا ليس إنكاراً لدور الآخرين ولكن عبدالرحمن كان الأكثر والأبرز. * ولماذا يحدث هذا؟ هل هو جحود من الوسط الرياضي للرموز؟! - هذا الشيء لا يتهم به الوسط الرياضي فقط وإنما هي ظاهرة في مجالات كثيرة ولكن يكفي الأمير عبدالرحمن رحمه الله الرضا النفسي الذي كان عليه أمام كل أعماله وبالتالي لم يكن يسعى لأكثر من خدمة الكرة السعودية ونادي النصر وقد حقق كل ذلك وترك الدنيا فعلاً وهو راضٍ عن نفسه بدليل اعتراف حتى مخالفيه مؤخراً بعد أن عرفوا أنه كان يسير في الطريق الصحيح. * من واقع خبرتك هل يستطيع النصراويون ملء الفراغ الذي تركه الأمير عبدالرحمن بن سعود؟ - لا أعتقد أن الأشخاص يتكررون لأن كل شخص له شخصيته الخاصة وتركيبته التي لا تتكرر ولكن النصر مليئ بأناس قادرة على قيادة النادي ومواصلة مشوار عبدالرحمن ولكن بشرط أن يسيروا على حس وأفكار الأمير الراحل البعيدة والطموحة فإن النصر سيواصل وأنا أتمنى أن يسعوا على الأقل لان يكون النصر نصراً لأجل الأمير عبدالرحمن. * في الهلال استطاع رجال هذا النادي ترتيب أوراقهم بعد رحيل الأمير عبدالله بن سعد ويقدموا ناديهم بقوة.. النصراويون هل مشوارهم سهل؟ - نعم أعتقد أنه سهل إذا تكاتف رجال النصر ونسوا الماضي وهم يستطيعون السير به إلى الطريق السليم ويحققوا رغبات الأمير عبدالرحمن بأن يبقى النصر دائماً في القمة. * ظل الأمير عبدالرحمن في السنوات الماضية يحذر من قدوم هزات للكرة السعودية.. بحكم خبرتك لماذا يشعر الجميع أن الكرة السعودية تمر بمرحلة تعاني فيها؟ - هناك أشياء كثيرة تولد هذا الشعور وأنا لا أريد الابحار كثيراً في هذا الأمر لأن هناك منهم أعلى وأقرب ولكن أعتقد أننا ندفع ثمن بعض الأمور كعدم وضع استراتيجية كاملة لعشر سنوات مثلاً.. ولم ندرس ملف اللاعب الأجنبي.. ولم نقيّم الاحتراف والاستعانة بالأجانب منذ سنوات.. وهنا أريد أن أتوقف وأتساءل ماذا حقق هذا الجانب؟!.. وسأجيب شخصياً وأقول لم يحقق شيئاً.. والدليل في وجود اللاعب الأجنبي الذي لا يزيد عن لاعبينا إمكانيات وبالتالي حرم اللاعب الوطني الموهوب بحضور الأجنبي في موقعه.. وكي أضع توضيحاً أكثر للسنوات العشر الماضية.. فقدنا ماجد عبدالله والآن لا يوجد مثيله بينما يوجد مواهب قد تفوقه الآن مثلما كان ماجد موهوباً صغيراً ولكن أين الفرصة في ظل زخم التعاقد مع مهاجمين أجانب؟!.. ومثل ماجد هناك الثنيان وسامي والمهلل.. الخ وكل هؤلاء فقدناهم ولم نعوضهم لأننا اخترنا بدلاء أجانب.. وأنا دائماً أضرب مثالاً بمنتخب اسبانيا وعدم قدرته على تقديم نفسه رغم الدوري القوي فيها لكن لأن الأساس في قوته قائم على الأجانب فقد المنتخب القومي العناصر المحلية القادرة على تأهيله لأن يأخذ موقعاً له في الخارطة الكروية.. وإلى ما سبق هناك مشكلة ثالثة تتعلق باختياراتنا التدريبية التي تعتمد على الأسماء ولا تعتمد على قدرات لاعبينا فأصبح الاختيار في وادٍ وقدرات اللاعب في وادٍ بدليل أن لدينا لاعبين تعتزل وهي تفتقد لمهارة التسديد بالقدمين معاً وبالرأس لان المدرب الكبير لن يأتي لتعليم الأسس عكس المدرب القادم للساحة ومن هنا يصبح اللاعب الذي لم يعد جيداً في الفرق السنية كما يجب فاقداً للشيء عندما يندرج إلى الدرجة الأولى.. والحقيقة ان المدرب الكبير يجب أن يكون مكانه درجة الشباب والناشئين وهذه وجهة نظري الخاصة وناديت بها كثيراً لأجل صالح استمرار عطاء الأندية والمنتخبات. الأندية مسؤولة عن تراجع المنتخب * مثل هذه الأفكار تبقى لدى الخبراء وأنت منهم حبيسة حتى تأتي مناسبة لايقاظها.. ألا ترى معي أنكم تقصرون في حق الرياضة السعودية عندما لا تطرحونها للمسؤول؟ - ما أقوله ليس مطلوباً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب القيام به.. هذا دور الأندية وتطبيقه فيها أما الرئاسة فمسؤولياتها زيادة دعم قطاع الشباب والناشئين والتوصية بانتقاء كوادر جيدة تدريبياً للقطاعين حسب لائحة تضم الخبرة والشهادة فمن غير المعقول ان نسند هذا القطاع الهام لكل من أعتزل من اللاعبين. * هل أفهم أنك متحفظ على الاحتراف السعودي؟ - لا ليس كذلك ولكن الاحتراف السعودي للأسف لم يطبق كما يجب وسبق لي أن أبديت ملاحظاتي على أمور عدة من أهمها الرواتب الخيالية التي يتقاضاها اللاعب وكان اقتراحي ألا يزيد الراتب عن عشرة آلاف ريال ويزداد الراتب سنوياً حسب لائحة مثل الموظف مع حفظ (الاختلاف) .. أضف لذلك هناك ملاحظات مزعجة مثل الخصم على اللاعب في أشياء طبقاً للائحة وأحياناً لحد المبالغة. * كيف ذلك؟ - حسب معرفتي أن الخصم لا يتجاوز 25% حسب اللائحة ولكن كما أسمع الآن أن هناك خصماً يصل لضعف ذلك وفق أشياء غير موجودة في عقده أساساً وهناك ملاحظة أخرى تتعلق بمقدم العقد ولا زلت أسأل هل ينص قانون الاتحاد الدولي عليه؟ الذي أفهمه أن اللاعب يتفق مع ناديه على مبلغ لفترة احترافية ويمكن ان يتسلم جزءاً منه والباقي على رواتب شهرية وذلك مفيد للطرفين أما أن يتسلم اللاعب مقدماً خارج الراتب فتلك مشكلة ومخاطرة كبيرة قد يدفع النادي ثمنها في أي وقت ويجب أن نتوقف عند هذه النقطة ويعاد النظر فيها للمصلحة. التكديس أضر بالكرة * تحدث الكثير في أمر الانتقالات ووجهوا انتقادات لاتساع مداها تحت بند الاحتراف وهناك مثل حي نادي الاتحاد الذي بات يضم أكثر من عشرة دوليين فما تعليقك على هذا الجانب؟ - من وجهة نظري إذا كنت في نادٍ والأنظمة واللوائح تسمح لي فلا تلومني سواء هدفي حسن أو سيئ ولكن أعتقد أن المشكلة لدينا أن هدف تحقيق البطولة بأي وسيلة هو هدف الإداريين حالياً ولم يعد هدف الانتاج وبناء استراتيجية هو الهدف الذي تسير عليه الإدارات ولكن للأسف كرسي الرئاسة أصبح الهدف منه تحقيق البطولات بدون النظر للوسيلة. * هل المنتخب السعودي تأثر بهذا الشيء؟.. وهل لذلك علاقة بما حدث في كأس آسيا؟ - المنتخب له أناسه ولا أريد أن أتجاوز الأمر ولكن أريد القول أن المدرب ليس كل شيء وخاصة في الملاعب السعودية التي تتطلب وجود جهاز إداري متكامل ومتفهم لعلاقات اللاعبين مع المدرب الذي يبقى اختصاصه الفني هو الأساس وباقي الجوانب يقوم بها الإداري أو المسؤول ومنها مناقشة المدرب وإفهامه بما يخفى حتى لو بلغ الأمر بايضاح من يلعب إذا كانت لدي كإداري خلفية أفضل من المدرب، وبالنسبة لتأثير تكديس اللاعبين في نادٍ فأنا أقول الأندية والمنتخب قرينان وإذا عاد الأثر على النادي فهو سيطول المنتخب. * كثيرون يخشون على الكرة السعودية هل أنت معهم؟ - أنا متفائل ولكن بواقعية المنتخب منذ كأس الخليج لا زال المستوى دون المطلوب. * ومن برأيك المسؤول؟ - شخصياً أحمل الأندية المسؤولية الأكبر ويأتي بعد ذلك الانتقاء للاعبين الذي لا زال للأسف محصوراً في أندية معينة بينما المصلحة تدعو لأن اختار الأفضل حتى لو كان يلعب في درجة ثانية وشخصياً لاحظت أن لاعبين مميزين لم يتم اختيارهم لأنهم لم يلعبوا في أنديتهم بسبب (التكديس) وهنا دور الإداري لأن المدرب قد لا يكون لديه خلفية كاملة عنهم ويجب أن يوضع في الصورة كي يلعب اللاعب حتى لو في مباريات ودية على مستوى عالٍ ليشاهده المدرب وأنا لاحظت أيضاً أن المدرب لم يستفد من عناصر كثيرة مهيأة للعطاء كصاحب العبدالله واعتماده على عناصر في خط الهجوم مع احترامي لها هناك الأفضل منها خارج القائمة فمن غير المعقول ألا يكون لدينا بديل لمحمد نور ولو ب80% من عطاء نور وأنا أحترم البحرين والأردن وعمان وتفوقهم ولكن المقارنة بالمنتخب السعودي غير منطقية شهرة وتاريخاً وحتى مواهبَ في أنديتنا. * تكديس اللاعبين بات مصطلحاً وموضوعاً شائعاً.. هل ترى أن العملية تحتاج لإعادة نظر حتى لا يتم التمادي فيها؟ - يا أستاذ عيسى إذا أردنا التطور فلن تؤثر ولكن المشكلة تفاوت إمكانيات الأندية التي تعتمد على أعضاء الشرف وهنا نعود لكواليس أقامت ذلك التفاوت كمقدم العقد الذي صعد مع أول تجربة احترافية لنا عندما أحضرنا في الفترة الأولى لاعبين من تونس والسبب أن من ذهبوا لم يجيدوا التفاهم مع اللاعبين في تونس فسجلوا تعاقدات باهظة. * وكيف يصح هذا الشيء؟ - لا بد من نظام يحكم الأمر وأن توجد نصوص في العقد واللائحة تمنع ذلك وتمنع التجاوزات الأخرى مثل تحويل المحترف لهاوٍ، فلماذا نبقى على اللاعب إذا لم يطبق الاحتراف حتى يذهب لنادٍ آخر وهذه شروط رئيسية يجب أن تكون في نص عقد اللاعب. * أبا حامد لا نريد تفويت الفرصة والاستفادة من خبرتك الطويلة بسؤالك عن رؤيتك للواقع الإداري الذي تعيشه الأندية ومدى استفادتها من أعضاء مجلس الإدارة؟ - نقطة جيدة والحقيقة أنا أركز دائماً على نقطة مهمة في هذا الشأن وهي حقيبة الأمين العام وأمين الصندوق وأطالب بأن يشغلهما أشخاص متفرغون براتب أو بمكافأة تعادل على الأقل 30% من الراتب الذي يتقاضاه العضو في عمله الرئيسي لأن الأندية بحاجة لتواجد أكبر لهذين العضوين فهي لم تعد كما في السابق (غرفتين وحوش) وأتمنى فصل الأمين العام وأمين الصندوق عن عضوية مجلس الإدارة أو تخصيص المرتب المجزي والفترة الزمنية لعملهم الهام والحيوي للأندية. * وماذا عن نظام الدوري الحالي وتحديد منعطف المربع الذهبي؟ - أنا من المؤيدين جداً للمربع لأنه أعطى بعداً للمنافسة ولا زلت أذكر أن إقراره في عام 1411ه جاء ونحن في الصدارة ورغم تحفظنا إلا أننا اقتحمناه بعزيمة وإصرار وحققنا اللقب ثلاث مرات متتالية ورددنا على من وصفنا بأننا تكملة عدد في الدوري وأننا خارج قائمة الكبار. * مشاركات الأندية المتعددة مثار تساؤل في حالتيها المحلية والخارجية أنت كيف تراها؟ - في الحقيقة أنا أطالب رؤساء الندية بأن ينظروا للأمر بمنطق الكيف وليس الكم فهذا الاتحاد شارك في الموسم الفائت في كل المسابقات والنتيجة كانت دون الطموح بل ان الفريق أرهق والمنتخب تأثر من ذلك فليس المهم الكم ولكن المهم الكيف لمواجهة المشاركات، ثم يا أخي ما الدافع لأن تكون بطولة العرب تسعة أشهر هناك أمور تحتاج لتروٍّ وإعادة نظر وعندها ستحقق الأندية كل طموحاتها. * بطولة تحت 23 سنة على كأس الأمير فيصل بن فهد فكرة ولدت العام الماضي ما أبعادها على الكرة السعودية؟ - هي خطوة مباركة وأتمنى أن يستبعد اللاعب الأجنبي منها وأن تجد دعم القطاع الخاص لأنها منطلق هام للأجيال الجديدة وخطوة تؤكد ان لدى القيادة الرياضية بقيادة الأمير سلطان بن فهد رؤى مهمة لمصلحة الكرة السعودية وعندما أتحدث عن القطاع الخاص فأنا أقصد شركات النقل والإقامة والملابس لأنها ستوفر على الأندية. * وكيف ترى دور القطاع الخاص؟ - يمكن ان يصبح أفضل وأسأل هنا لماذا لا تتبنى شركات المنطقة الوسطى دوري شباب المنطقة أو أنديتها ومثل ذلك في الشرقية والغربية، فهذه نقطة مهمة وتفعيلها سيجد انعكاسات رائعة على المجال الرياضي والقطاع الخاص فالأول يدعم والثاني سيجد وسيلة التسويق المثلى. * ومن المسؤول عن عدم التفعيل حتى الآن؟ - المسؤولية مشتركة فالرئاسة مسؤولة والأندية والإعلام كذلك وحتى القطاع الخاص يجب أن يتحرك ليحاكي المجال الرياضي شأنه شأن نفس القطاع خارجياً. الحكم واللاعب الأجنبي * اللاعب الأجنبي سؤال عريض.. هل ترى فيه الآن عائداً إيجابياً على الكرة السعودية؟ - شخصياً أنادي بالغائه الفوري ومن الفائدة الحالية أن تلغى الاستعانة به. * والاستعانة بالحكم الأجنبي هل أنت معها أم ضدها؟ - لا أنا معها لسبب وهو لتأكيد أن الأخطاء التي تصدر هي نفس الأخطاء سواء الحكم أجنبي أو محلي ولكن ليقتنع المنتقدون وأتمنى ان يُعطى الحكم الأجنبي مساحة أكبر بالمشاركة في كل الأدوار وليس النهائية والكل شاهد مشاركته الماضية أنها لا تختلف عن الحكم المحلي بل فيها أخطاء واضحة. * الأزمة المالية حديث كل الأندية..كيف ترى التعامل معه؟ - الأزمة واقع ملموس قياساً والمصروفا ت التي تدفعها الأندية وكذلك تخفيض الإعانة وشخصياً أرى أن تتجاوز الأندية عن الأسباب التي تدعو لذلك كمقدم العقد الذي يكلف الأندية ولا يعطي اللاعبين الدافع للعطاء فما المعنى من مقدم خارج الراتب إنني أتمنى أن أزود بنسخة من عقود الاتحاد الدولي لأرى هذا الجانب فهو الآن من أهم الأسباب لأزمات الأندية ناهيك عن العقود الفنية واللاعبين الأجانب وضعف الدعم الشرفي، والحل في أن تتبنى الأندية تصحيح حجم مصروفاتها وألا ترهق ميزانياتها بما يفوق الطاقة. * في الختام دعني أسألك.. هذه الخبرات لماذا لا تبلورها في كتاب يعزز حجمها للمستقبل القادم؟ - في الحقيقة تأليف أو تسجيل الأحداث في كتاب يحتاج لدقة وشخص يسجل كل صغيرة وكبيرة في مشواره الرياضي وللأسف هذان الشرطان لا يتوفران بي والذي يتوفر فيه ذلك هو الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وأعرفه وأعرف أن عنده سجلاً لكل الأحداث وهو الأجدر بالكتابة ولديه كتاب ولا أدري متى سيصدر لكنني أرجوه أن يبدأ في نشره لحاجتنا وحاجة الوسط الرياضي في أن يظهر للنور. * وما كلمتك الأخيرة؟ - أشكر جريدة (الجزيرة) والقائمين عليها وأتمنى للرياضة السعودية التوفيق والتقدم ولنادي الشباب دوام الازدهار.