إذا قدَّم لك إنسان معروفا ولو كان بسيطا أو ساعدك في عمل شقَّ عليك فإنك ولا شك سوف تحاول أن تكافئه على صنيع عمله الذي قدمه سلفاً وتكنُّ له كل احترام وتقدير هذا فيما إذا كان إنسان عادياً. فما بالك بمن أنت مدين لهما طوال حياتك، إنهما والداك اللذان يشقيان لتسعد ويجوعان لتشبع، ويسهران الليالي الطوال في سبيل راحتك، ان اسمك لا يذكر إلا مقترنا باسم أبيك وإذا مرضت أشرفت عليك أمك وطببتك وعملت على راحتك، ولقد قرن الله عبادته ببر الوالدين والإحسان إليهما فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، ثم أمر تعالى الا تنهرهما وترفع صوتك فوق صوتهما: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ } ثم أكد الخضوع لهما فقال: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} حتى أن الشريعة الإٍسلامية أسقطت وجوب الجهاد على الابن في سبيل خدمة والديه واسعادهما وذلك بأن شاباً جاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن يجاهد معه فسأله هل والداه باقيان فأجاب بنعم. فقال عليه الصلاة والسلام (ففيهما فجاهد). فيجب علينا طاعة الوالدين فيما يأمران به. أيها الابن: فمنذ نعومة أظفارك والأب يكد ويكدح وذلك في سبيل لقمة العيش لك، والأم تعمل على تربيتك حتى صرت رجلا كالرجال وهما يفخران بك ويعتزان بما وصلت إليه من رفعة ومجد، ثم إن من برَّ والديه برَّه أولاده ومن عصاهما عصاه أولاده، كما قال رسول الله: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم). سعيد علي العلكمي