تعقيباً على ما ذكره الأخ الكاتب عبدالرحمن السماري في زاويته بصحيفتنا الغراء الجزيرة العدد 11618 الثلاثاء 3 من جمادى الآخرة 1425ه وتحت عنوان (نجاحات وإخفاقات)، ومن ضمن ماذكر أن بعض المحافظين أو رؤساء المراكز هم سبب في غياب بعض المشاريع عن المدينة أو المحافظة أو القرية لعدم تعاملهم مع توصيات الجهات المسؤولة. أقول نعم: إن ما ذكره صحيح إلى حد ما، فهناك للأسف محافظون أو رؤساء مراكز لايهتم كثيراً بالمنطقة التي يشرف عليها خاصة إذا كانت تلك المنطقة نائية ويقتصر دوره على الدوام فقط. ومن هذه المناطق منطقة بني مالك- الطائف التي للأسف لم تستفد كثيراً من المشروعات التنموية التي حظيت بها مثيلاتها في الشمال أو الجنوب منها خاصة في السنوات الأخيرة، فمعظم المشروعات التي وجدت بها وجدت منذ فترة طويلة كالطريق الرئيسي، وبعض الفروع والمدارس والمراكز الصحية وفروع الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى، وبالطبع فإن التأخير أو النقص في هذه المنطقة يعود بالدرجة الأولى لرؤساء المراكز الذين تعاقبوا على الإشراف على المنطقة خلال الفترة الزمنية السابقة، وهي طويلة بكل المقاييس وكان بالإمكان أن يكون الوضع أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، كما أن لأهالي المنطقة دورا في ذلك، وهم بحاجة للتوعية أحياناً، وللتحفيز أحياناً، وللمشاركة وإبداء الرأي أحياناً أخرى، وهنا يبرز دور رئيس المركز في القيادة والتأثير على الآخرين والعمل بروح الفريق الواحد نحو أهداف مشتركة للمنطقة. من يزور المنطقة اليوم يجد أنها لاتزال في مؤخرة الركب وينقصها الكثير والكثير من الخدمات التي تعتبر مقوماً لاستقرار أبناء المنطقة ورافداً قوياً للسياحة الداخلية، فالمنطقة هي امتداد لطبيعة ومناخ محافظتي الطائف والباحة. والتطور الذي يحدث في المنطقة بطيء جدًا، وهذا ما حدا ببعض أهالي المنطقة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى (للمدن) في الغالب للاستفادة من الخدمات الأساسية التي تقوم عليها الحياة اليوم. والمنطقة لاتزال بحاجة إلى شبكة خطوط مسفلتة لتربط بين قراها المختلفة وهذه الشبكة تأتي من ضمن أولويات المنطقة، ولاتزال بحاجة إلى شبكة من الخطوط الهاتفية، فالموجود الآن هواتف ريفية مكالماتها متعثرة ومكشوفة، كما أن أبناء المنطقة لايستفيدون من خدمات الانترنت، كما أنها لاتزال بحاجة إلى كليات تعليمية للبنين والبنات، فأبناء المنطقة وبناتها ملزمون بالانتقال إلى المدن الأخرى القريبة أو البعيدة حال تخرجهم من الثانوية العامة مما يترتب عليه أحياناً كثيرة انتقال الأسر بأكملها، علماً أن مثل هذه الكليات تخدم بالإضافة إلى هذه المنطقة منطقتين أخريين، هما منطقة ميسان بالحارث ومنطقة ثقيف، والمنطقة لاتزال بحاجة إلى خدمات صحية تتواكب مع أعداد السكان، فلا يوجد بها حالياً سوى مستشفى صغير في (القريع)، كما أنها بحاجة لإقامة السدود والحدائق العامة والمتنزهات وملاعب الأطفال والأندية الرياضية ونحوها. وأجدها فرصة مناسبة لتوجيه الدعوة من خلال منبر الجزيرة للمستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في المنطقة في مجالات مختلفة منها على سبيل المثال الفنادق والشقق المفروشة والمصارف (البنوك) وتجارة المواد الغذائية والأزياء والملابس والأسواق المركزية والذهب والمدارس الخاصة كرياض الأطفال والمستوصفات الخاصة وقاعات الاحتفالات أو قصور الأفراح والمشروعات الزراعية والحيوانية. إن دور المحافظ أو رئيس المركز يتعدى الدور المعتاد من إشراف على المنطقة وتيسير أمور المواطنين وحل للخلافات أو المشكلات أو النزاعات التي تحدث بينهم، فالجانب الأهم هو تطوير المنطقة وتحفيز أبنائها على ذلك، والتعاون معهم في عملية تطوير وخدمة المنطقة بما يحقق ازدهار المنطقة ونموها فضلاً عن البعدين الاجتماعي والاقتصادي اللذين يحققان من جراء عملية التطوير وتوطين الأهالي والهجرة العكسية للقرى والأرياف، وهي لاشك لاتخفى على المسؤول والباحث، ولنا المثل الأعلى في ذلك ما حدث لمنطقتي عسير والباحة بالتحديد من تقدم وتطور حاز على رضا الجميع. وفي الختام كلنا رجاء وأمل في صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- أمير منطقة مكةالمكرمة بأن يولي هذه المنطقة المزيد من الرعاية والاهتمام والمتابعة. والله من وراء القصد