سعادة رئيس التحرير خالد المالك، تحية طيبة.. أثبتت الأحداث والأزمات ان قادة هذه البلاد حكماء وعقلاء حتى في أحلك الظروف.. يتعاملون مع المواقف بما يناسبها.. تميزوا بالصفح والعفو لمن أساء لهم ولوطنهم وبشهادة التاريخ ولهذا جاءت مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها ولي العهد حفظهما الله ورعاهما ونشرت في جميع الصحف المحلية بما فيها الجزيرة بعددها (11592) تحمل في طياتها كلمات وتوجهات ومناشدة أبوية من قادة هذه البلاد ومواطنيها لتلك الفئة المنحرفة عن الصراط المستقيم والضالة بالفكر السقيم لتؤكد ان هناك فرصة سانحة لكل من هوى وغوى ان يتوب إلى الله ويعود إلى رشده وينقذ نفسه من هلاك دنيوي وأخروي وان يستسلم ويسلم نفسه داخلا في أمان ولي الأمر إلى الجهات المختصة مستفيدين من فرصة العفو والصفح، وان هذه المدة فرصة حقيقية لهؤلاء الذين عاثوا في الأرض فساداً ليحاسبوا انفسهم ويراجعوا ذواتهم ويقيّموا واقعهم حيال ما اقترفوه بحق الدين والوطن من قتل وترويع وتخريب قوبلت بشجب واستنكار وتنديد من عموم المواطنين، وبتحريم وتجريم من قبل علماء ودعاة هذه البلاد الذين أوضحوا على الملأ رأي الشرع في تلك الأعمال الشنيعة والجرائم البشعة.. وان هذا العفو المصحوب بالأمان لهو فرصة تاريخية لتلك الفئة المنحرفة والضالة ان تعود إلى رشدها وتحكم عقلها وان تدرك ان العواقب وخيمة إن هم ساروا على غيهم، فان مآلهم هو مآل رفقائهم الذين تبرأ منهم آباؤهم واقرباؤهم ووطنهم وكانت نهايتهم نهاية سوء.. وإنه لا يعز علينا أن يخرج من بيننا من يكدر أمننا وينغص استقرارنا ويسفك دماء اخواننا من رجال أمن أو مواطنين أو يغدر بحق مقيمين جاءوا لخدمتنا او لتعليمنا.. وانه ليعز علينا أيضاً ان نرى زهرة الشباب الذي يعول عليه الوطن والأمة مستقبلها وآمالها لمواجهة التحديات الخطيرة التي يحبكها أعداؤها لنفاجأ بطعن من الخلف وبغدر لم نكن نتوقعه وبخيانة لم تكن في الحسبان.. إن هذا العفو المصحوب بالأمان لم يأتِ من ضعف أو انهزام ولكن لاعطائكم الفرصة للتفكير في مشروعكم الذي تتهاوى اسهمه يوماً بعد يوم وتتوالى خسائره لحظة بلحظة وتنكشف ملامحه وخططه وتنقشع ستائره وأسراه بدعاوى باطلة وحجج كاذبة.. فالذين استغلوكم لترويج تلك الأفكار هم بعيدون عنكم، والذين صفقوا لكم وشجعوكم هم خارج الوطن ينعمون ويتنعمون بأحضان الغرب.. ولهذا فإننا لنشفق على حالكم وأوضاعكم التي لا تسر إلا العدو الحقيقي للإسلام ولنا، فلا تكونوا دمية يحرككم أعداء الداخل والخارج، فالسعيد منكم من وُعظ بغيره والشقي منكم من وعظ بنفسه.. فإنها فرصة تاريخية وعظيمة منحكم إياها ولي الأمر من منطلق الشفقة عليكم والرأفة بحالكم فلا تضيعوها .. فشتان من يريد لكم الخير والسعادة وبين من يريد لكم الشر والشقاوة.. نسأل الله عز وجل أن يهدي هذه الفئة ويردهم إلى الحق رداً جميلاً وان يحفظ على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها ويوفق ولاة أمرنا لما فيه خير الدين والدنيا، إنه نعم المولى ونعم النصير. ناصر بن عبدالعزيز الرابح