- أغلقت المدارس والجامعات أبوابها بعد عام حافل بالجد والنشاط وقد قطف المجتهد ثمرة كفاحه، وندب المتكاسل حظه العاثر بعد إهماله وعدم وعيه على أمل أن يلحق بقطار المتفوقين ولو بعد حين. - أولياء الأمور منهم من حزم حقائب السفر ليمتع أسرته برحلة صيفية هرباً من لهيب صيفنا الحار، ومنهم من وقفت ظروفه حائلاً أمام تحقيق ذلك، ولعل أبرز ما يقلقه هذه الأيام هو كيفية استثمار وقت أبنائه بما يعود عليهم بالنفع والفائدة. - تعددت الخيارات وتبقى المراكز الصيفية هي الخيار الأنسب ولكن بعض الأقلام بثت الخوف في نفوس أولياء الأمور حول خطورة هذه المراكز واتهامها بأنها مراكز لتفريخ الإرهاب والتطرف؟ - نحن واثقون بأن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم قد منحوا هذه المراكز جل اهتمامهم ووضعوا الضوابط التي تكفل نجاحها وقيامها بالدور التربوي المأمول من إقامتها، وتحري الدقة في اختيار الكوادر التربوية المكلفة بإدارتها. - من خلال خبرتي الطويلة في مجال النشاط الطلابي قد لمست تطوراً كبيراً في أداء هذه المراكز خلال الأعوام السابقة فهناك نقلة كبيرة بين العمل بالنمطية الجافة حيث كان التلميذ يخرج من أسوار المدرسة ليجد نفسه داخل أسوار مدرسة أخرى وهي المراكز الصيفية في ذلك الوقت مما جعل الكثير منهم يحجم عن الالتحاق بها، ولكن من خلال زيارتي لبعض المراكز خلال العام الماضي وتحضيرات بعض المراكز لهذا العام لمست تغيراً كبيراً وتنافساً على الإبداع وتنظيم البرامج الترفيهية الأكثر جذباً وتشويقاً. وقد تشرفت أخيراً بزيارة المركز الصيفي بمجمع الملك سعود التعليمي فهو مثال حقيقي للمركز النموذجي، إعداد رائع وسباق مع الوقت لتهيئة الجو المناسب لشغل أوقات أبنائنا الطلاب بالجديد والمفيد. - لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي تقوم به المراكز الصيفية تجاه أمن مجتمعنا فقد كان شعارها العام الماضي (شباب متحاور في وطن آمن) فمن ضمن البرامج التي تقدمها هذه المراكز برامج توعية أمنية شاملة وموجهة لشريحة الشباب يشارك فيها نخبة من رجال الأمن الذين ثمنوا الدور الكبير الذي تقوم به المراكز الصيفية في شغل أوقات الشباب وتفريغ الطاقة الكامنة بداخلهم من خلال ممارسة أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية صقلت مواهبهم وأكسبتهم المزيد من المهارات. - برامج المراكز الصيفية يغلفها الطابع الترفيهي للبعد عن الروتين الممل ولتشجيع أعضائها المراكز على المشاركة والتفاعل. وقد لفت انتباهي في العديد من هذه المراكز فسح المجال لمشاركة أولياء الأمور في هذه البرامج مما أكسبها بعداً اجتماعياً أكثر ودوراً تربوياً كان له أعظم الأثر في تحقيق أهدافها. - تحية إجلال وإكبار لأولئك الشباب الذين سخروا جهودهم واقتطعوا جزءاً ثميناً من أوقاتهم للعمل في هذه المراكز وذلك نابع من إيمانهم بالواجب تجاه وطننا الغالي وأبنائه. حفظ الله مليكنا وأدام نعمة الأمن على وطننا الحبيب وجميع بلاد المسلمين.