الحديث عن المخدرات والتدخين حديث ذو شجون فلا شك أن المخدرات هي آفة العصر ولا خلاف على مدى أضرارها على الفرد والأسرة والمجتمع وأن تعاطيها من الأسباب الرئيسية في تخلف الشعوب. ولعلي في هذا المقال أركز على جانب مهم وخفي على كثير من الناس وهو أن من أسباب انتشار المخدرات هو حرص مروجي ومهربي المخدرات على التوغل داخل المجتمع ونشر هذا الوباء على أكبر عدد من أفراد المجتمع ولهم أساليبهم وطرقهم الخبيثة في الوصول إلى أهدافهم من أجل الكسب المادي السريع. وهنا أحب أن أوضح لأبنائي الشباب أن من أساليبهم الخبيثة تقديم المخدرات للمرات الأولى بدون مقابل بقصد التجربة حتى يصل المتعاطي إلى حد الاعتماد على المخدر والإدمان عليه وعدم مقدرته على الاستغناء عنه ومن ثم يبدأ البيع عليه مقابل مبلغ من المال البسيط ثم يرتفع تدريجيا إلى مبالغ خيالية لا يستطيع معها المتعاطي دفع قيمتها ومن ثم يلجؤون معه إلى أساليب أخرى مثل الترويج أو استخدام المتعاطين لتهريب المخدرات بين الدول. ويبدؤون استغلال ضعف المتعاطي وعدم قدرته عن الاستغناء عن المخدر بهدف تحقيق مآربهم في تهريب المخدرات حتى إذا ما وقع في يد رجال الأمن أصبح هو الضحية وهم في مأمن من ذلك فهم لا يعرفون إلا الربح السريع متنكرين لكل القيم والمبادئ والأخلاق همهم الأول جمع المال الحرام عبر صفقاتهم غير مبالين بما يحدث لشباب المجتمع جراء مصلحتهم هذه. وهنا أدعو أبنائي الشباب إلى أخذ الحيطة والحذر من مغبة أن يقعوا في شراك هؤلاء المجرمين وذلك باتباع الطريق السوي والبعد عن كل أمر قد يقودهم إلى طريق الشر ولعل من أسباب تعاطي المخدرات هو ضعف الوازع الديني وعدم استغلال الوقت بما هو مفيد ونافع وعدم اختيار أصدقاء نبلاء على خلق قويم. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أشيد بالدور الريادي الكبير الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في محاربة داء المخدرات وما تقوم به من دعم وتشجيع للأجهزة المعنية الأمر الذي من شأنه أن يساهم في الحد من تهريب المخدرات وانتشارها. كما أنه على الإخوة والأبناء المسافرين إلى خارج المملكة والقادمين إليها اتخاذ الحيطة والحذر وعدم حمل حقائب وأغراض خاصة بغيرهم لكيلا يقعوا في شراك المهربين وأن يشرفوا بأنفسهم على ترتيب أغراضهم وحقائبهم. كما أرجو أن يكون هناك تعاون مع رجال الجمارك والأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات والتبليغ عن أية حالات تساهم في كشف تهريب مخدرات أو ترويجها حيث إن الجمارك تمنح مكافآت مادية مجزية ومعنوية عن أي بلاغ وستحفظ لهم سرية البلاغ.