* بغداد - د. حميد عبدالله - بعقوبة - الرمادي - الفلوجة - الموصل - الوكالات: شن مسلحون هجمات منسقة على قوات الشرطة العراقية حوّلت العديد من المدن العراقية إلى مناطق حرب أمس الخميس مما أدى إلى سقوط 94 قتيلا بينهم خمسة أمريكيين و279 جريحا. وتمثل هذه الهجمات المتزامنة في بعقوبة والفلوجة والرمادي والموصل تكثيفا للحملة الدموية التي يشنها مسلحون عراقيون ومتشددون أجانب لتخريب التسليم الرسمي للسلطة من الاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة إلى حكومة مؤقتة خلال ستة أيام. وفي الموصل قالت الشرطة العراقية ان سلسلة هجمات على مراكز للشرطة في المدينة بشمال العراق أدت إلى مقتل 44 على الأقل وجرح 216وهزت سبعة انفجارات على الأقل المدينة. وانفجرت أربع سيارات ملغومة على الأقل بالقرب من مباني الشرطة مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان في الهواء واشتعال النار في العديد من السيارات. وقالت الشرطة انه سقط عدد كبير من القتلى والجرحى لكن لم تتوفر تفاصيل على الفور، وهزت ثلاثة انفجارات أخرى المدينة في وقت لاحق وأمر التلفزيون المحلي السكان بالبقاء في منازلهم، وأغلقت الشرطة جميع الطرق الرئيسية واعلنت حظر التجول من الغروب حتى الفجر. وأعلن الجيش الأمريكي ان جنديا أمريكيا قُتل وجرح ثلاثة آخرون في الانفجارات، وقال ان حارس أمن قُتل عندما هاجم مقاتلون شركة امن خاصة لكن الجيش لم يذكر جنسية الحارس، ودوت أصوات اطلاق النار في انحاء الموصل عندما خاض المقاتلون معارك ضارية مع القوات الأمريكية والشرطة العراقية. وفي بعقوبة شن مسلحون ملثمون يرتدون أقنعة سوداء موالون للمتشدد أبو مصعب الزرقاوي هجوما على مركز للشرطة في بعقوبة التي تبعد 60 كيلومترا شمال غربي بغداد. وأعلن مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام ان 20 شخصا قُتلوا بينهم 11 شرطيا وأمريكيان وجرح 45 آخرون من المدنيين في المواجهات. وقال شهود عيان ان عشرات المسلحين سيطروا على التقاطع الرئيسي في البلدة بعد هجوم في الفجر على مركز الشرطة وهاجموا أي شرطي عراقي أو جندي أمريكي جاء في طريقهم. وقال متحدث عسكري أمريكي ان جنديين أمريكيين قُتلا. وردت القوات الأمريكية بتوجيه ضربات جوية بعد ان استولى المسلحون على مركز مدني وهاجموا مبنى حكوميا آخر، وقتل اثنان من المهاجمين. وارتدى كثير من المقاتلين أغطية رأس صفراء عليها عبارة (سرايا التوحيد والجهاد)، ووزعوا منشورات تحذر العراقيين من (التعاون) مع الأمريكيين، وقالت المنشورات ان لحم المتعاونين أطعم من لحم الأمريكيين، وعرضت لقطات لمقاتلين ملثمين يلوحون بأسلحتهم في بعقوبة وقالت انهم من أنصار الزرقاوي، وكانت الجثث ترقد على الارض في الشوارع المجاورة. وأعلنت جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها الزرقاوي المسؤولية عن العديد من الهجمات في العراق من بينها ذبح الرهينة الكوري الجنوبي هذا الاسبوع. وأطلق المسلحون قذائف مورتر على مركزين للشرطة ومنزل مسؤول أمني في الرمادي التي تبعد 110 كيلومترات غربي بغداد مما ادى إلى مقتل ثلاثة اشخاص على الأقل، وقال شهود عيان ان شخصا رابعا قُتل في اشتباكات مع القوات الأمريكية. وفي وقت سابق من الأسبوع قُتل اربعة جنود من مشاة البحرية الأمريكية كانوا يتخذون مواقع على سقف مبنى في الرمادي. وفي الفلوجة اندلع قتال ضارٍ بين مشاة البحرية الأمريكية ومقاتلين. وحلقت طائرات حربية وطائرات هليكوبتر أمريكية على ارتفاع منخفض فوق المدينة بينما دوت اصوات القذائف الصاروخية والانفجارات في شوارع المدينة. وقالت مشاة البحرية الأمريكية في مدينة الفلوجة ان طائرة هليكوبتر طراز كوبرا اسقطت أمس قرب المدينة لكن طاقمها نجا سالما. وتجددت الاشتباكات في المدينة إثر زحف القوات الأمريكية على المدينة من جهتي الشرق والجنوب، وقُتل 26 شخصا بينهم 16 شرطيا في المواجهات، وهناك عشرات المصابين وعدد من القتلى يصعب حصرهم في الوقت الراهن. في تطور آخر قال شهود عيان امس ان مروحية أمريكية أسقطت في الجزء الشرقي من مدينة الفلوجة بعد إصابتها بقذيفة مضادة للطائرات. وتشهد المدينة منذ الصباح مواجهات بعد زحف قوات أمريكية على حي الشهداء والحي الصناعي في شرق وجنوب المدينة بالتزامن مع غارات جوية للطيران الأمريكي. كما أعلن مصدر في الشرطة المحلية ان مسلحين مجهولين هاجموا أمس منزل مدير شرطة محافظة ديالى (60 كلم شمال شرق بغداد) مما أدى إلى احتراقه. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان منزل اللواء وليد خالد عبدالسلام مدير شرطة محافظة ديالى هوجم صباح أمس بقذائف مضادة للدبابات (آر.بي.جي).