اقتحمت الدبابات الاميركية المعقل الاخير للمسلحين في جنوب مدينة الفلوجة أمس، فيما دارت معارك عنيفة بين عشرات المسلحين من أنصار ابي مصعب الزرقاوي والقوات الأميركية والعراقية في بعقوبة، وأعلنت الشرطة العراقية مقتل ثلاثة من عناصرها، بينهم عقيد، وسبعة من المسلحين في حين اعلن الجيش الاميركي مقتل حوالى 20 مسلحاً واصابة اربعة من جنوده. وشهدت الموصل اشتباكات عنيفة قتل خلالها سبعة من قوى الأمن العراقية و03 مسلحاً في عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مراكز الشرطة في المدينة. بغداد، بعقوبة، الموصل، كركوك، مانيلا ، وارسو أ ف ب، رويترز - اقتحمت الدبابات الاميركية المعقل الاخير للمسلحين في مدينة الفلوجة أمس في الوقت الذي لاحقت فيه قوات"المارينز"المسلحين في الشوارع في عملية تطهير للمدينة. وقال مراسل ل"رويترز"ان الدبابات تمركزت في شوارع حي الشهداء وجنوب الفلوجة بينما طوقت قوات"المارينز"المنطقتين بحثاً عن المسلحين الذين تمكنوا من الفرار. وكانت الطائرات الحربية والمدفعية الأميركية قصفت مناطق في كل أنحاء الفلوجة بينما تحصنت مجموعة من المقاتلين بمواقعها في جنوبالمدينة. واعلن الجيش الاميركي في بيان أمس ان القسم الاكبر من الفلوجة اصبح تحت السيطرة، لكن العمليات لم تنته بعد. واوضح ان"طيران القوة المتعددة الجنسية قام خلال الساعات ال24 الاخيرة بعدة مهمات دعم حيث هاجم القوات المعادية المتحصنة في عدد من المباني في المدينة". وأضاف ان"احدى الطائرات قصفت خندقاً تحت الارض متصل بأنفاق في جنوب البلاد تؤدي الى مخازن للاسلحة"، وتابع ان"هذه الأنفاق ترتبط بمجموعة من المنشآت مليئة بالأسلحة بينها سلاح مضاد للطائرات وأسرة في الجدران وشاحنة". وما زال المسلحون المحاصرون في جنوب الفلوجة يتصدون للقوات الاميركية. وقال اللفتنانت كريستوفر بيمز في اليوم السابع من الهجوم:"هناك بين خمسين وثمانين من المقاتلين العراقيين والأجانب في الجنوب الغربي بانتظار الهجوم النهائي". واضاف"بقدر ما نتقدم باتجاه الجنوب، تصبح المعارك اكثر عنفاً وتنظيماً". وصرح قائد سرية دبابات في ساعة متأخرة من مساء الاحد بأنه ما زال يوجد عدد كبير من المقاتلين في حي الشهداء جنوب الفلوجة وهو آخر معقل للمقاتلين. واعلن مصدر عسكري اميركي ان 38 جندياً اميركياً قتلوا بعد اسبوع على بدء الهجوم على الفلوجة، موضحاً ان ثلاثة من القتلى سقطوا في حادث لا علاقة له بالمعارك الدائرة منذ الاثنين الماضي. واشار الجيش الاميركي الى ان خمسة جنود عراقيين قتلوا في الهجوم، مقدراً عدد المسلحين القتلى ب1200 مقاتل. ولم يعرف حتى الآن حجم الخسائر بين المدنيين. وقال ضابط في"المارينز"ان الجيش الاميركي سمح للمرة الاولى الاحد بإخراج جثث 22 قتيلاً سقطوا خلال المعارك لدفنهم في سقلاوية عند المدخل الشمالي للفلوجة. وشاهد مراسل ل"رويترز"قاد سيارة من شمال المدينة الى جنوبها جثثاً منتفخة ومتحلّلة في الشوارع ومنازل مدمرة ومساجد مهدمة وخطوط كهرباء وهواتف مقطوعة. وكان عناصر"المارينز"عثروا صباح الاحد على جثتي سيدتين احداهما مقطعة الإوصال، كما عثر على جثتين مقيدتين، وجثث ثمانية آخرين. كما اعلن الجيش الاميركي انه اكتشف في حي الجولان شمال غربي المدينة مستودعاً هائلاً للاسلحة في سجن تحت الارض عثر فيه على جثتين ايضاً ورجلين منهكين لكنهما على قيد الحياة. بعقوبة: معارك عنيفة مع أنصار الزرقاوي في غضون ذلك، اعلن مسؤول عسكري اميركي أمس ان ما لا يقل عن 20 مسلحاً قتلوا في ضواحي بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد في غارتين وقصف اميركي بعد اشتباكات عنيفة مع القوات العراقية. واكدت الشرطة مقتل ثلاثة من عناصرها، بينهم عقيد، وسبعة من المسلحين في حين اعلن الجيش الاميركي مقتل حوالى 20 مسلحاً واصابة اربعة من جنوده فيما اعلن مستشفى المدينة استقبال 20 جريحاً. وبين القتلى العقيد محمد قاسم الحيالي، قائد شرطة بهزر التي تبعد كيلومترين جنوببعقوبة. ومن جهته، اوضح قائد شرطة محافظة ديالى اللواء وليد العزاوي ان المواجهات بدأت صباحاً في بهرز عندما هاجم المسلحون مركز الشرطة بأسلحة خفيفة وقاذفات الصواريخ المضادة للدروع. واضاف ان"المعارك اسفرت عن سقوط سبعة ارهابيين وثلاثة من الشرطة"مشيراً الى ان المسلحين انتشروا في الضواحي الجنوبية للمدينة. وافاد شهود ان نحو مئة مسلح هاجموا بهرز في حين تمركز عدد مماثل في القسم الجنوبي من المدينة. واوضحوا ان المسلحين يتحركون عبر مجموعات من 20 شخصاً غالبيتهم من اعضاء"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة الزرقاوي وجماعة"انصار السنة". وقال احد جنود فرقة المشاة الاولى:"خضنا معارك طيلة النهار". واوضح الصحافي الذي يرافق القوات الاميركية ان المعارك استمرت مساء مع محاولة القوات الاميركية استعادة مركز الشرطة في بهرز. وكان ناطق عسكري اعلن ان الطيران شن غارتين على مواقع للمسلحين بعد اشتباكات مع القوات العراقية. وذكر السرجنت ستيف جونسون ان نحو 85 مسلحاً ما زالوا في المنطقة مشيراً الى"حصول العديد من الهجمات في الايام الماضية". واضاف"كنا نتوقع تصعيداً للعنف خصوصاً مع انتهاء شهر رمضان والهجوم على الفلوجة وما حدث في الموصل ... فكل ذلك دفع بنا الى التأهب". وأضاف انه جرت ثلاث مواجهات منفصلة بين الحرس الوطني والمسلحين في حين تم رصد آخرين يزرعون عبوات ناسفة كما تمت مهاجمة احد المساجد. واشار الى اصابة اربعة من الجنود الاميركيين بجروح طفيفة. وتابع جونسون ان"الشرطة العراقية فرضت طوقاً حول المسجد بينما عقدت قوات التحالف اجتماعاً مع محافظ بعقوبة وقائد الشرطة"مشيراً الى العثور على اسلحة في المسجد. واضاف ان الاضطرابات اسفرت عن القاء الجيش قنابل ضخمة الحجم على مواقع المسلحين في ضواحي بعقوبة، مؤكداً ان الاشتباكات ما زالت دائرة بين القوات الاميركية والعراقية والمسلحين. وقال صحافي يرافق القوات الاميركية ان الجنود الاميركيين يشنون حملات دهم بحثاً عن المسلحين، مشيراً الى ان المواجهات تدور في منطقة الوثبة، جنوبالمدينة، حيث يتحصن مسلحون في عدة مبان تطوقها قوات اميركية. الموصل: مقتل 7 من الشرطة و03 مسلحاً وفي الموصل 370 كيلومتراً شمال بغداد قتل سبعة من عناصر القوى الأمنية العراقية و03 مسلحاً في عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مراكز الشرطة في المدينة. وانتشر الحرس الوطني العراقي في عدد من احياء الموصل على الجانبين الشرقي والغربي للمدينة التي كانت ما زالت تشهد اشتباكات متقطعة. وجابت قافلة أميركية تضم 12 عربة مدرعة في وسط المدينة وشمالها للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات فيها. واتخذ الجيش مواقع على خمسة جسور فوق نهر دجلة واعلن انه"قتل ثلاثة متمردين"، وأصيب جنديان أميركيان بجروح في هجوم بسيارة مفخخة على قافلة أميركية على الطريق السريع المتجه الى غرب المدينة. وكان وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب اعلن"مقتل سبعة من عناصر القوى الامنية العراقية و30 مسلحاً في عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مراكز الشرطة في المدينة الاحد، حيث تمكنت الشرطة من استعادة غالبية مراكزها ولم يتبق سوى اربع مراكز تحت سيطرة المسلحين". واضاف ان"اكثر من 50 في المئة من عناصر الشرطة عادوا الى مراكزهم وسيعود الباقون في وقت قريب"مشيراً الى"قتال شرس تخوضه قوات الشرطة والحرس الوطني لكن الاوضاع في المدينة افضل". وندد ب"وحشية"المسلحين قائلا"خطفوا أول من امس في الموصل جريحاً من الشرطة وقطعوه إرباً ثم علقوا جثته في احدى المناطق". وختم قائلاً ان المسلحين"سيفاجأون هذه المرة لأنهم سيشاهدون شيئاً لم يروه من قبل". وتوقع الجنرال الأميركي كارتر هام، قائد المنطقة الشمالية، حصول"اشتباكات عنيفة في الموصل في الايام المقبلة". ووصف الوضع هناك بأنه"متوتر لكنه بالتأكيد ليس ميئوساً منه". وأضاف انه"تم استعادة معظم مراكز الشرطة وعاد الكثيرون من رجال الشرطة الى أداء واجباتهم". وأضاف أن"عدداً قليلاً من مراكز الشرطة لا يزال خالياً، وهي تلك التي شهدت أعمال نهب واسعة النطاق أو أضرمت فيها النيران". وأكد ان"القوات المتعددة الجنسية والقوات العراقية تسير دوريات لضمان عدم احتلال المتمردين لهذه المراكز القليلة". وأضاف ان"رجال الشرطة الاكفاء سيسيطرون خلال بضعة أيام على كل المراكز". وبدوره، قال الضابط الاميركي في قوة"اولمبيا"الكابتن دوان ليمبرت ان القوات العراقية والاميركية بدأت تستعيد السيطرة على مراكز الشرطة في الموصل. واضاف ان"مئات من قوات التدخل السريع العراقية ارسلت كتعزيزات للشرطة من بغداد كما وصلت وحدات من الحرس الوطني من شمال العراق واقليم كردستان لاعادة النظام". واوضح ان المسلحين"لا يسيطرون على مراكز للشرطة وانما يتمركزون حول عدد منها"مضيفاً"انهم لا يسيطرون على المدينة وانما يهاجمون مباني حكومية بهدف اضعاف قوى الامن". وأكد ان المسلحين يهددون بعض الاحياء لكنهم لا يسيطرون على المدينة. فهم ينشطون في جنوبها وغربها والوسط حيث يلقون دعم العديد من انصارهم". وفي تلعفر، التي تبعد سبعين كيلومتراً عن الموصل، قتل عراقيان وجرح عشرون آخرون في اشتباكات بين متمردين وجنود اميركيين. وفي بيجي التي تبعد مئتي كيلومتر شمال بغداد قتل 13 عراقياً وجرح 26 آخرون الاحد في مواجهات وغارتين اميركيتين. ودخلت قوات أميركية، تدعمها دبابات أول من أمس وسط المدينة، واتخذ قناصة أميركيون مواقع عدة فوق أسطح المباني الحكومية. وفي الرمادي قتل ستة عراقيين وجرح خمسة آخرون في مواجهات في وسط المدينة. بغداد: مقتل 6 عراقيين في بغداد قتل ستة عراقيين، بينهم اربعة اطفال، بسقوط قذائف على احد احياء جنوببغداد. وقال احد الجيران في مكان الحادث ان"قذيفة سقطت على شقة فقتلت طالبة شابة في حين سقطت قذيفة اخرى امام احد المنازل ما اسفر عن مقتل ام واولادها الاربعة واصابة زوجها واثنين من الجيران بجروح". ومن جهته، قال محمد عباس ان قذيفتين سقطتا ايضاً في حي ابو دشير التابع لمنطقة الدورة على المدخل الجنوبي. وتعرضت السفارة البولندية في بغداد ليل الاحد الاثنين لاطلاق نار لم يسفر عن اصابات او اضرار مادية تذكر. وقال مراسل الاذاعة البولندية في بغداد ان 15 رجلاً مسلحاً برشاشات وقاذفات قنابل تمكنوا من الاقتراب من مبنى السفارة على رغم الاجراءات الامنية المشددة. واضاف ان تبادلاً لاطلاق النار وقع بين المهاجمين وحرس السفارة حوالى نصف الساعة. الى ذلك، افاد مصدر رسمي ان 17 عاملاً فيليبينياً أُخرجوا من العراق الى الكويت أمس قبل ان يستقلوا طائرة الى الفيليبين بطلب منهم. وكانت شركة كويتية ارسلت العمال الفيليبينيين الى العراق وكانوا يعملون منذ كانون الثاني يناير الماضي في قاعدة اميركية في تكريت شمال.