تمر الأيام والسنون والإنسان يعمل من أجل أن يبني المستقبل ناظرا للإمام يهون على نفسه كل عارض، أطل عليه وكل لحظة من لحظات الشقاء التي يحس بها من أجل أن يكون له دور ما في يوم ما، فهو يعمل من أجل أسرته، يعلم أبناءه ويكبر صغاره من أجل دور معلوم وفائدة مرغوبة.. فائدة من خلالها يرتاح هو من عناء السنين وركام الأيام.. وفائدة يجنيها الوطن من خلال ذلك القادم إليه الذي يحمل في قلبه اسم الوطن وفي عقله آماله العظام مردداً. وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق هكذا تمر الأيام وتتداول عبر أزمانها المختلفة وأجيالها المتوالية.. لم يكن يوما مرور هذه الأيام إلا كتابة عمر جديد لحياة جديدة يتطلع خلالها الوطن للتغيير المنشود من أجل البناء والتشييد.. لقد سقت تلك المقدمة من أجل أن نوضح الغاية من مرور تلك الأيام ومدى صعوبتها عندما يقوم كل منا بذلك الجهد من أجل أن يعلم ويكبر واضعاً أمامه المستقبل حاملاً معه كل الأماني في هذه الحياة.. ولكن الواقع صعب والحياة متغيرة.. ونحن نرى أن أولادنا وفلذات أكبادنا يكابدون مرّ الحياة ويذوقون آلامها الجسام من أجل المستقبل، فكل منهم يمني نفسه بأن يتخرج يوما لكي يبني وطنه الذي قدم له الكثير الكثير وكذلك يساعد أسرته التي ما بخلت عنه يوماً ما.. ولكن الوظائف لا توجد إلا بصعوبة في مختلف القطاعات حتى القطاع الأهلي أصبح إيجاد الوظيفة فيه أملاً يراود كل شاب حتى إن وجدت فشروطه صعبة وكأنك أوصدت الباب في الوجوه. هناك أعمال يقوم بها من جاءوا إلينا وعملوا معنا منذ وقت وهو من غير أبناء البلاد..لا ننكر فضلهم فقد أدوا الكثير من الأعمال وعملوا في مختلف القطاعات وساهموا في بناء وإعمار تلك الديار.. ولكن الآن الحال تبدل والأمر تغير ولا بد مما ليس منه بد.. فالنظرة العلمية البناءة التي انطلقت من أجل السعودة نباركها ونؤيدها ونقف معها قلباً وقالباً.. متمنين اليوم الذي نرى فيه كل ربوع بلادنا الحبيبة بكل قطاعاتها يعمل بها السعوديون سواء كانت عامة أو خاصة. لقد أقر ولاة الأمر الخطط ووضعوا المشاريع لذلك وايدوا خطط السعودة على مراحلها المختلفة التي لم يتبق منها إلا اليسير ومن ثم تأخذ الأيدي الوطنية فرصتها وتبدأ مرحلة من مراحل بناء وطننا في ظل أبنائه الغيورين الذين لا أحسبهم أقل كفاءة من غيرهم بل يزيدون عليهم بدافع الوطنية التي تعمق الذات وتعطي المدلول على أهميتها وفق الأيديولوجية والمفهومية الواضحة لبناء الأوطان. إن أبناء الوطن يأخذون كل شيء بموضع الجد يبنون ويعمرون ويساعدون في أن يكون لهذا الوطن كيان قوي متمكن له سمعته وعروبته التي يفخر بها إن أبناء هذا الوطن ينتظرون الفرصة وهم قادمون على الأبواب يحملون أدوات البناء والتشييد ولسان حالهم يقول: إلى كل الوظائف.. إلى كل الأعمال.. إلى كل الغايات لتحقيق أهم الشعارات..إن أهمية السعودة وغاياتها أبدا لا تخلو مما أشرنا إليه فهي غاية كل أسرة وكل فرد سعودي وطني غيور على هذا الوطن.. إن الموضوعية في ذلك هي التي تؤكد لنا تلك الأهمية.. نحن لم نعد كالسابق حيث كانت الحاجة إلى العمالة في كل القطاعات بل الأمر تغير وصار لنا الكثير من الشباب الذين لهم الخبرة ولهم الدراية بكثير من الأمور.. ويجب أن يأخذوا الفرصة تلك الفرصة التي تجعلهم يلجون الوظائف المختلفة دون تميز بينها.. إننا في مراحل مهمة من مراحل السعودة حيث يجب أن تطبق قوانينها فعلاً وأن تكون هناك متابعة لكل القرارات الصادرة من ولاة أمورنا أمد الله في عمرهم وحفظهم من كل مكروه دون أية مجاملة في ذلك الموضوع الوطني الذي يمس الوطن أولاً وأخيراً.. وقلبي معك يا وطني.