في مثل هذا اليوم من عام 1956 أدلى الناخبون المصريون بأصواتهم لانتخاب جمال عبدالناصر كأول رئيس لجمهورية مصر العربية. وقد تمكن عبد الناصر، ومجموعة من الضباط، من الاطاحة بنظام الحكم في مصر عام 1952 في انقلاب عسكري، وأصبح هو المرشح الوحيد للرئاسة. وفي نفس الانتخابات تمت الموافقة على الدستور الجديد الذي يقضي بأن تكون مصر دولة اشتراكية ذات حزب واحد وأن يكون الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد ووافق على ذلك 99.8 من مجموع الناخبين. وُلد جمال عبد الناصر في الإسكندرية عام 1918، وشارك في فترة شبابه في المظاهرات ضد الحكم البريطاني في مصر. وبعد إنهائه المرحلة الثانوية التحق عبد الناصر بكلية الحقوق لعدة أشهر، وتركها ليلتحق بالأكاديمية الحربية. وفي 1938 تخرج عبد الناصر برتبة ملازم ثان. وخلال خدمته في السودان أثناء الحرب العالمية الثانية استطاع عبد الناصر تشكيل تنظيم ثوري سري سُمي ب (الضباط الأحرار). وفي عام 1948 شارك عبد الناصر، وكان برتبة رائد في (حرب فلسطين) وكانت أول حرب عربية-إسرائيلية حيث أصيب أثناء حصار القوات المصرية في الفالوجة بفلسطين. وفي 23 يوليو- تموز عام 1952، قاد عبد الناصر مجموعة من الضباط الأحرار في انقلاب عسكري أطاح بالملك فاروق، أطلق عليه (ثورة يوليو) ، وتم تشكيل حكومة جديدة من مجلس قيادة الثورة بزعامة اللواء محمد نجيب. وفي 1954 أقال عبد الناصر محمد نجيب من السلطة وتم تنصيبه رئيسا للوزراء. وفي العامين التاليين أدار عبد الناصر الحكم، ووضع دستورا جديدا يجعل من مصر دولة عربية اشتراكية غير منحازة لأنظمة الشيوعية أو الديمقراطية الرأسمالية السائدة في عالم الحرب الباردة. وفي 23 يونيو-حزيران عام 1956 أجمعت حشود الناخبين في مصر على الموافقة على الدستور الجديد وعلي رئاسة عبد الناصر. وبعد مرور شهر من ذلك واجه الرئيس عبد الناصر أزمة كبيرة عندما رفضت الولاياتالمتحدةوبريطانيا العظمى تمويل مشروع بناء السد العالي على نهر النيل بسبب اتفاقية تسلح بين مصر والاتحاد السوفيتي. ورد عبد الناصر بتأميم قناة السويس التي تملكها بريطانيا وفرنسا، ليتمكن من خلال جمع الرسوم على المرور في قناة السويس من تمويل المشروع. وفي نهاية أكتوبر-تشرين الأول عام 1956 قامت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بالعدوان الثلاثي على مصر. وتم احتلال قناة السويس بيد أن الضغوط التي مارسها الاتحاد السوفيتي والأمم المتحدة أجبرت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على الانسحاب وعادت قناة السويس الى أيدي المصريين عام 1957 .