الغرور.. يالها من صفة تكون نعمة.. وتكون نقمة.. الغرور نعمة عندما يتصف بها الإنسان ليترفع عن سفاسف الأمور.. نعم الغرور نعمة عندما يكون في حدود العقل.. وياله من غرور محبب يحبذه من ينظر الى الأمور بعين العقل.. ذلك الغرور الذي يتخذه المرء ذريعة ليسمو بقيمته الى الأعلى في كون يقدر الانسان فيه بقدر حفاظه على تلك القيمة وهي سنة الكون.. وما دمنا في محيط هذا الكون فلابد لنا من مجاراته والسير حسبما يسير. من الواقع الغرور نعمة عندما يكون غرور بقدر المرء على الابتعاد عن طرق لا يرضاها العقل ولا المنطق.. لا يرضاها من وهبه الله العقل المفكر.. العقل الذي ينظر الى عواقب الأمور قبل الإقدام عليها. ولعل من يقرأ هذه الأسطر يتبادر الى ذهنه ان الغرور بلغ بي مداه وأنا اقر ذلك.. ولكن ذلك الذي بلغ مداه في حياتي هو انني اترفع وأسمو بشخصيتي عن السفاسف التي تتخلف عن بعض الامور، نعم انني اقر سواء كان غروراً او سواه.. اقر انني لا أرضى المسير في طريق ادرك حق الادراك عواقب المسير بها وما تنتهي إليه. والغرور نقمة.. نعم نقمة وأي نقمة.. نقمة عندما يكون غروراً بثقة الانسان بنفسه.. ولا أعني الثقة المطلوبة ان يتحلى بها كل انسان كلا.. فالثقة أساس من أسس النجاح.. ولكن هذه الثقة ليس من المحبذ أن تتعدى الحدود التي يجب ان تقف عندها. ومن الناس من يتصرف تصرفات ليس كما ينبغي وعندما يتطرق أي شخص الى التحدث إليه عن سوء تصرفه يتذرع بقوله: المهم انا واثق من تصرفاتي.. أي ثقة هذه الثقة العمياء انها لسيت ثقة انها غرور بأعمال يراها شخص صحيحة بين مجموعة ترى العكس صحيح.. غرور بلغ مداه. الغرور نقمة عندما ينحرف الانسان في تيار من الضلال وتكون حجته انه واثق من نفسه ومن تصرفاته. يالها من ثقة بلغ الغرور بها مداه.. وياله من ضرر قد بلغ الغرور به مبلغه ومن يضله الله فما له من هاد.