كنت أتصفح جريدة الجزيرة الأثيرة يومي الجمعة 14-1-1425ه والسبت 15-1- 1425ه ، وقد استهواني وأخذ بمجامع قلبي عمودان رائعان وطرحان جديران بالقراءة من كل عاقل فَطِنٍ يرغب الخير لنفسه والنفع لمجتمعه وأمته ، حيث نقلنا الكاتب المتألق الأستاذ عبد الله الكثيري في صفحة شواطئ إلى رحلة شائقة مع رجل ثمانيني أتاه الله صحة في بدنه وبركة في عمره ، عزا ذلك إلى أثر الطاعة عليه . فقد كان هذا الشيخ الموفق محافظا على صلاته سليما قلبه ينام وهو صاف القلب لا يحمل حقدا ولا حسدا على أحد من الناس .. كما أبحر بنا الشاعر المبدع الدكتور عبد الرحمن العشماوي عبر زاويته الشهيرة الراقية (دفق قلم) مع نموذج متميز من بنات هذا الوطن الشامخ ، فتاة فريدة في أخلاقها متمسكة بدينها بديعة في أسلوبها وبيانها محبوبة من المجتمع وما ذاك إلا من بركات طاعة الله. فما أروع صحافتنا عندما تتألق وتطرح مثل هذه المواقف المشرقة والنماذج الرائعة الحية التي يزخر بها مجتمعنا الطيب .. كم نحن بحاجة ماسة لمثل هذا الطرح في هذا الوقت بالذات ، الذي تشتد فيه المحن وتتلاطم فيه أمواج الفتن ويتكالب فيه الأعداء!.. انها طروحات تحيي الفؤاد وتنعش الروح وتنبه الغافل وتوقظ النائم فتسمو إلى مراقي الرفعة والنقاء .. كم من نفوس عطشى لمثل هذا الطرح والمعالجة ، في ظل فضائيات تقذف بسمومها وشرارها على مجتمعنا الطاهر ؛ بغية إضلال شبابه بل وكافة طبقاته وقلْب فطرهم وابعادهم عن دينهم ، وكأنه لا حياة لهؤلاء إلا الشهوة والمتعة واللذة المحرمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. معاشر الكتاب .. القلم أمانة استودعكم الله إياها فأدوا الأمانة على خير وجه وأكمله .. واشهروه وبكل قوة وثبات في وجه الباطل وأهله وليكن هطالا هتونا في نشر الخير والفضيلة والدفاع عن الدين وعرض النماذج الرائعة حتى تكون أسوة ومثالا يحتذى . أليس من الأولى أن يصور الرائعون المبدعون فيقتدي بهم شبابنا وشاباتنا ؟ أنتركهم طعما سهلا لفئة سافلة ونماذج عوراء يقتدون بهم ويترسمون خطاهم .. تذكروا أيها الكتاب الفضلاء : وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه تركي نايف تركي العتيبي/ تمير