قال المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية إن منافسه الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش يستغل أجواء التوتر الناجمة عن الخوف من الإرهاب لتلميع صورته الانتخابية، بينما وجّهت منظمة العفو الدولية انتقادات إلى الأسلوب الأمريكي في الحرب على الإرهاب باعتباره ينطوي على انتهاك لحقوق الإنسان، في وقت واصلت فيه واشنطن حربها التي تشنها ضد ما تسميه الإرهاب دون هوادة، حيث تستعد لتسلم عنصر مهم في سعيها لتدمير الشبكات التي تقول إنها إرهابية. فقد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن السلطات البريطانية اعتقلت أمس الخميس الناشط أبو حمزة المصري بناءً على طلب تسليم من حكومة الولاياتالمتحدة. ووقع اعتقال أبو حمزة (47 عاماً) في الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي. ولم تتوفَّر على الفور مزيد من التفاصيل. إلى ذلك تعرضت التحذيرات الصادرة عن الإدارة الأمريكية باحتمال تعرض الأراضي الأمريكية لعمل تخريبي محتمل في الأشهر القادمة لانتقادات فورية، حيث يرى الديمقراطيون أنه يوجد أغراض سياسية وراء توقيت التحذيرات. وجاء الانتقاد على لسان مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري الذي حوّل الحديث عن التحذيرات إلى اتهامات لمنافسه الرئيس الأمريكي جورج بوش بالتقصير في مهمته. وقال كيري إن الحديث عن التهديدات الإرهابية للولايات المتحدة يشير إلى فشل الإدارة الأمريكية في تأمين القطارات والمحطات والقيام بالإجراءات الكافية قبل دخول الحاويات إلى الموانئ الأمريكية. وكان وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت قد أعلن الليلة قبل الماضية في مؤتمر صحفي أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة من عدة مصادر تشير إلى أن تنظيم القاعدة يعتزم شن هجوم على الأراضي الأمريكية في الأشهر القادمة. غير أن كيري قال (أعلم أن كل أمريكي شاهد الأخبار على محطات التلفزيون الليلة قبل الماضية أو قرأ صحيفته هذا الصباح صدم للجدية والقلق القادم من الإدارة). ومن المقرر أن يلقي كيري بخطاب يتحدث فيه عن أهليته لحماية الأمن القومي الأمريكي وأفكاره لتأمين الجبهة الداخلية الأمريكية والفروق بينه وبين الرئيس الأمريكي بوش فيما يتعلق بقضايا الأمن وحماية الأمريكيين ومكافحة الإرهاب. وقال كيري (نحن نستحق رئيساً للولايات المتحدة لا يحوِّل الأمن الداخلي إلى فرصة لالتقاط الصور أو الخطابة خلال الحملة الانتخابية). ويتهم الديمقراطيون عادة أقطاب الحزب الجمهوري بمن فيهم الرئيس الأمريكي باستغلال أجواء التوتر الحالي في الولاياتالمتحدة لتحقيق مكاسب سياسية وإيجاد حالة من الذعر الأمني بين الأمريكيين للتأكيد على رسالة متكررة بأن بوش وليس كيري هو القادر على التعامل مع الأمن القومي الأمريكي وأن الدليل على ذلك هو خوض حربين في العامين الماضيين وتشديد إجراءات الأمن داخل أمريكا. وعلى الرغم من تراجع شعبية الرئيس الأمريكي في معظم استطلاعات الرأي، غير أنه لدى سؤال المشاركين في تلك الاستطلاعات عما إذا كانوا يثقون في كيري أو بوش فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب يتفوّق بوش بفارق كبير عن منافسه الديمقراطي كيري. وتركّز الإعلانات التلفزيونية الصادرة عن حملة بوش - تشيني الانتخابية على تصوير كيري على أنه سياسي متردد فيما يتعلق بالأمن القومي الأمريكي وأنه لم يصوت لصالح قرارات في الكونجرس تؤمن الشعب الأمريكي ضد الإرهاب. غير أن الديمقراطيين يردون بالقول إن كيري على دراية بقضايا الأمن القومي أكثر من بوش لأنه خاض حرب فيتنام وحصل على ميداليات تكريم، بينما غاب بوش عن الحرب. إلى ذلك رفضت الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء تقرير حقوق الإنسان الذي أصدرته منظمة العفو الدولية وانتقدت فيه الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن الحرب على (الإرهاب) أسفرت عن تحرير 50 مليون شخص في العراق وأفغانستان. وقال ماكليلان (إن الولاياتالمتحدة هي داعية بارز لحماية حقوق الإنسان). وقال تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في لندن إن الإجراءات الدولية الصارمة في مواجهة (الإرهاب) أدّت إلى ظهور (موجة جديدة) من انتهاكات حقوق الإنسان وصرفت الانتباه عن مشكلات أقدم.