يعتقد الكثيرون أن المديرية العامة للجمارك وفروعها المنتشرة في جميع منافذ المملكة البرية، والبحرية، والمطارات الدولية. انها أجهزة تحصيل رسوم جمركية فقط. وانها أجهزة تطبيق لأنظمة ولوائح الاستيراد والتصدير، ومتابعة تعليمات المنع والفسح. التي تفرضها بعض الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية. وهي إن كانت مهمات صعبة، ومسؤوليات كبيرة.. إلا أن رجال الجمارك. يحملون مسؤوليات أكبر وأكثر من ذلك بكثير. فهم يحملون على عواتقهم مسؤوليات أمنية كبيرة، وخطيرة. لا يعرفها إلا من يكابدها من رجال الجمارك الأفذاذ. فهم في الحقيقة والواقع يحملون مسؤوليات الأمن الغذائي بكافة أشكاله. وإلى جانب ذلك يحملون مسؤوليات الأمن الوطني الشامل, في الدين, والفكر, والآداب، وغيرها من المحرمات الأخرى، كالأسلحة، والمتفجرات، والخمور، وكل وسائل الدمار والخراب. ولهذا لا أراهم جباة رسوم، وتحصيل أموال فقط. كما يتصور البعض وإنما هم فوق ذلك رجال أمن ينظرون إلى مصالح الوطن، والمواطنين بعيون مبصرة, وأفكار ثاقبة، وعقول لمّاحة. لهم صفات ومميزات مكتسبة بالذكاء والفطنة والخبرة في مجال عملهم الجمركي، وقد قرأت فيما سبق تصريحاً لمعالي مدير عام الجمارك الأستاذ صالح البراك بأن الوسائل الرقابية الجمركية أحبطت خلال العام الماضي أكثر من ثمانية ملايين مادة ممنوعة تشتمل على كثيرٍ من المحرمات والممنوعات كالمخدرات والأسلحة والذخائر، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل يقظة رجال الجمارك وإخلاصهم لدينهم، ومليكهم، ووطنهم باستخدام مختلف الأجهزة الرقابية الحديثة والمتطورة ثم فرحت بتصريح معاليه المنشور في الصحف يوم السبت 11-11-1424ه الذي عبّر فيه عن اعتماد مبالغ مالية ضخمة لتطوير أعمال الرقابة الجمركية وتزويدها بالأجهزة الحديثة المتطورة لضبط وكشف عمليات التهريب عبر المنافذ الجمركية وقال فيه: (إن ميزانية هذه التقنية اعتمدت هذا العام. وسوف تحبط كل محاولات التهريب التي يلجأ إليها ضعاف النفوس وأصحاب النوايا السيئة بعد أن تم تركيب أجهزة لضبط الحاويات في عددٍ من الموانئ البحرية بقيمة بلغت مائتين وتسعين مليون ريال، بالإضافة إلى استخدام الكلاب البوليسية المدربة جمركياً). وهذه التجهيزات الحديثة المتطورة سوف تساعد رجال الجمارك على حفظ الأمن، وإحباط محاولات التهريب، وسد المنافذ أمام المهربين الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الذاتية، وأهدافهم التخريبية, والمخلة بالأمن، والدين, والثقافة والآداب.. إلى جانب الإضرار بالاقتصاد الوطني.. ومثل هذا التصريح يمثل الدرع الواقي والسد المنيع في وجوه المهربين، والمفسدين في الأرض. وكم تمنيت على المسؤولين في المديرية العامة للجمارك القيام بإعداد خطط إعلامية تحذيرية أكثر نشاطاً، وأكثر فاعليةً مع الأجهزة الإعلامية المختلفة في بلادنا لتمثل السياج الحصين, والدرع القوي، في وجه كل من تسول له نفسه المغامرة بتهريب المحرمات والممنوعات أو التفكير في ذلك. كما أتمنى على معالي وزير المالية أن يقف مع هؤلاء الرجال بكل الإمكانات, والوسائل، والتقنية الحديثة التي تكفل لهم القدرة على حماية الوطن والمواطنين, وتمكّنهم من تنفيذ ما هو مطلوب ومرغوب منهم، شاكراً ومقدراً لمعاليه، ولمعالي مدير عام الجمارك جهودهما المستمرة لتطوير جميع مرافق المديرية في جميع منافذ المملكة العربية السعودية، ومتابعتهما الدائمة والمستمرة لكل المستجدات في التقنية الحديثة والتطورات الجديدة, ومساعيهما الجادة لمواكبة العصر الحديث في امتلاك كل ما من شأنه تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة، وخدمة وطننا الغالي. والله يوفق الجميع لكل ما فيه خير الأمة والوطن.