تعليم البنات في مملكتنا الغالية يحظى باهتمام بالغ ويوكل إلى أناس ذوي خبرة عالية وكفاءة واضحة ومستوى متناهٍ في الإخلاص ناهيك عما تتميز به مدارس البنات وكلياتها من اهتمام بالغ بأحوال الطالبات ومتابعتهن على الصعيد الشخصي وحمايتهن من بعض الأفكار التي قد تدمر سلوكياتهن... رغم أن الطالبة في الكلية يفترض أن تكون وصلت إلى مرحلة متميزة من الإدراك ومعرفة التيارات وحماية نفسها منها ولكن لعل العمل العموم بالنسبة لهؤلاء الطالبات والكليات ناجم عن الخوف من القاعدة الشاذة ومن باب سد الذرائع وخشية الغفلة وتوغل الخطر.. كل هذه الأمور يسرني أن أشيد بها وأشد على يد الأخوات العاملات في إدارة الكليات والمدارس على حرصهن الدؤوب على بناتنا وحمياتهن من أنفسهن أولاً ومن نافخ الكير ثانياً.... والحقيقة تأتيني اتصالات كثيرة من طالبات الكلية والمرحلة الثانوية يشتكين فيها من صعوبة المعاملة والحرص الزائد الذي ترى الطالبة من منظورها القاصر أنه بلا داعي... وأجزم أن عدم تعاطفي مع هذه الشكوى ناجم عن تأييد ذي أبعاد كبيرة لضرورة الحرص على البنات ومراقبة الثقة التي تمنح لهن دون تمهل... ولكن الشكوى التي توقفت عندها كثيراً ورأيت أن أطرحها على المسؤولين إما أن أقنعهم أو يقنعوني حتى أنقل هذه القناعة لجميع الطالبات اللواتي حاولن الاتصال بي للكتابة عن مشكلتهن وهي قانون الزي داخل الكلية، حيث يقتصر على لونين فقط ومشتقاته و(مشتقاته) هذه تعطي تفخيماً بلا داعي لحرية الزي لدى الطالبات علماً بأننا لو بحثنا في مشتقات الألوان المباحة داخل الكلية لوجدناها لوناً واحداً لكل لون أساسي.. أي اللون الكحلي ويُشتق منه (السماوي) واللون الأسود ويتفرع منه (الرمادي) وكلها ألوان توحي بالحزن الصباحي وعدم الإقبال، والحقيقة لا أعلم ما الحكمة من هذه الألوان بالذات كما أنني أجزم أن كثيراً من الطالبات لا يعلمن عنها شيئاً.. وربما تكون ألواناً تتعلَّق بمسؤول معين أو مسؤولة كانت تعشق هذه الألوان وقننتها في الكليات!! ما المانع أن تلبس طالبة الكلية جميع الألوان الهادئة طالما أنها ملابس محتشمة وتليق بحرم الجامعة ولماذا لا تعطى طالبة الكلية حرية على الأقل في الملبس بضوابط معينة وشروط ثابتة دون تجاوز لآداب العملية التعليمية.. لماذا جميع الطالبات يلبسن فقط لونين ثابتين وكأنهن فريق كرة سيبدأ التنازع في أي وقت؟!!! ثم إن طالبة الكلية فتاة ناضجة بشكل عام وهي تؤهل في هذه المرحلة لتكون مربية أجيال فلماذا نسعى دائماً من خلال القوانين غير المدروسة إلى إيجاد جيل يعاني من الممنوع غير المسبب لتكون النتيجة سلسلة متوارثة من العقد المنقولة من جيل لآخر وفي النهاية لن يكون لدينا شخصيات قيادية إلا من فلتت من السيطرة الدكتاتورية وساهمت في تكوين شخصيتها بعيداً عن المنشأة التعليمية التي لا تسعى إلى بناء شخصيات ولا تلتفت إلى الكيف الذي لا بد أن تكرس كل الجهود من أجله ولعل هذه الخطوة المنتطرة وضع حجر أساسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حينما أعلن جامعة للبنات.. أتمنى أن تحل مشاكل بناتنا في حرم الجامعة المنتظرة بدءاً من الزي وانتهاءً بحرية الرأي وإعطاء الثقة. [email protected]