المؤسسات الثقافية والعلمية .. مراكز إشعاع ونور وإشراقة حضارية تدعم الفكر ليسري حبر القلم على أوراق بيضاء تخرج نتاجا فكريا عظيما بعظم مادته التي يحتويها الكتاب والمؤلف في كل مكان وزمان، تكمن معاناته في الطباعة التي ليست بالضرورة أن تكون منمقة، ولكن الأهم أن تكون خالية من الأخطاء المطبعية القاتلة للموضوع وهذا أهم .. وإنما الهم الأكبر هو حفظ الحقوق التأليفية لصاحبها.. وخصوصاً ما إذا كانت المادة جديدة وفكرتها لم تطرق من قبل.. فيخشى الصاحب من ضياع مؤلفه لكثرة ما يسمع من الاستيلاء من قبل بعض القائمين على هذه المؤسسات والمجيزين لهذه المواد والتحجج بضياعها، ومن ثم يفاجأ صاحبها بطباعتها باسم أحد أصحاب هذه المؤسسات باسمه وانتشارها في المكتبات بعد أسبوع أو أكثر من إخبار المؤلف عن ضياع نسخته التي تقدم بها للمؤسسة أو المطبعة للموافقة! صدمة كبيرة يُمْنَى بها الصاحب، وأول ما يقوده تفكيره هو إلى إثبات أحقية فكرته.. لاسترداد حقه العلمي أو الأدبي.. ولكن هيهات من الذي سيصدق أنه صاحب المؤلف؟! فإن كان ضعيفاً فسوف يستسلم.. ويردد حسبنا الله ونعم الوكيل..وبالتأكيد سينتصر ولو بعد حين. وإن كان قوياً فيستمر في المطالبة باسترجاع مادته التي تعب في كتابتها وجمعها وترتيبها وتنسيقها؟ سؤال؟ استفهام يقلقني دائماً.. وكنت أتمنى أن أوجهه شخصياً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز المفكر والأديب والشاعرالمثقف المرهف وصاحب مؤسسة الفكر العربي التي آتت ثمارها كالنخلة المثمرة التي تؤتي أكلها كل حين.. شمس الفكر والمعرفة.. وليس ذلك بغريب مادام (خالد الفيصل) الأمير المتواضع هو من يتربع على عرشها.. وتتغذى من دعمه غير المحدود، في أن يولي هذا الاستفهام جل اهتمامه حول.. كيف للمؤلف أن يحمي حقوقه التأليفية من انعدام الاستيلاء عليها؟ ولماذا لا يتم إنشاء محكمة ثقافية فكرية تتولى إنشاءها مؤسسة الفكر العربي.. مهمتها تولي القضايا الفكرية المتعلقة بالسطو على أعمال المبدعين والمؤلفين؟ على أن تكون بإقرار واعتراف من جميع المؤسسات الثقافية العربية والأوروبية؟ لأن البعض قد يطبع المادة خارج أرض الوطن العربي أي عدم نشر المسؤول هذه المادة خارج حدود الوطن - المؤلف- بحجة الانتشار حتى نضمن عدم تسرب خيوط الخوف لقلوب المؤلفين وأنا أولهم .. كما أسلفت من حيث الجديد في الفكرة والمضمون والعرض.