قال تعالى:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.. صدق الله العظيم. لقد صعقت في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء الموافق 23-2-1425ه عندما قابلني أحد الزملاء وأخبرني وقدّم لي العزاء في فقيدنا وعزيزنا النقيب طلال بن عبدالرحمن المانع رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وقد كان الخبر فاجعاً، ولم أستطع أن ألملم أشتات نفسي فقد عرفته رحمه الله منذ تخرجه عام 1416ه وعملنا معاً في إدارة واحدة وكان رجلاً حُراً أبياً يجمع بين قوة الإرادة وحسن الخلق واحترام الجميع الذين بادلوه نفس المشاعر.. لقد كان طلال مثالاً للمواطن والضابط المخلص لدينه ووطنه وقيادته، وكان طلال مميزاً دائماً بأدائه وأفعاله للأعمال المنوطة به وفي تعامله مع الجميع على مختلف المستويات، لقد كان قائداً شجاعاً وجسوراً مقداماً لا يهاب الموت وله مواقف يعرفها الزملاء الأعزاء، مواقف بطولية مميزة فلقد كان طلال رجلاً وليس كل الرجال كطلال، وليس ذلك غريباً عليه فقد تربى في كنف أسرة كريمة فوالده الشيخ - عبدالرحمن المانع (رحمه الله) كان مثالاً للنبل والكرم وحسن الأخلاق والسيرة. لقد قدّم طلال وزملاؤه، رقيب - جارالله علي الجار الله، ورقيب - تركي محمد العتيبي، والعريف - سالم رشيد الموسى قدموا أنفسهم فداءً لعقيدتهم ووطنهم، وقبلهم كوكبة من شهداء الواجب رجالاً افتدوا وطناً لا يقبل الذل أبناؤه.. وطن لم تطأه قدم مستعمر.. وطن لم يمد يده لخائن.. وطن كلنا له فداء من الأجداد إلى الآباء إلى الأحفاد. رحمك الله يا أبا نواف وأسكنك مع زملائك الشهداء فسيح جناته وعزائي لنفسي ولنواف ولأسرة المانع الكريمة وأسرة الجار الله والموسى وأسرة تركي العتيبي، وعزائي لسعادة قائد القوات الخاصة لأمن الطرق العميد - سعد محمد المغربي، وقائد قوة أمن الطرق بالقصيم المقدم - خلف محمد الرشيدي ولكافة منسوبي قوات أمن الطرق. نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا وأمننا وقادتنا، إنه سميع مجيب.