يكثر الحديث عن مرض السكري، وتتناوله الكثير من الأقلام المتخصصة بقصد التوعية وتوضيح مسببباته، والتنبيه لمخاطره، وهو مرض يصيب مختلف الأعمار. كما أن السبب الأهم في حديثنا حول هذا المرض هو أنه منتشر كثيرا في بلادنا حيث تشير أحدث التقديرات التي أعلنت في المؤتمر الدولي للسكري قبل عدة أسابيع في الرياض إلى أن 25% من السعوديين مصابون به، وتزيد هذه النسبة عند كبار السن. وازداد انتشار مرض السكري بزيادة الأمراض المسببة له ومن ضمنها السمنة. كما أن الوقاية تفيد كثيراً في تقليل مضاعفاته، وهذه الوقاية ممكنة وسهلة جداً. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة وعي المصابين بالسكري عن هذا المرض ضعيفة جدا. وسبب آخر هو أن الكثيرين يتساهلون بالمرض لأنهم لا يرون أعراضاً ظاهرة في البداية مقارنة بالجروح والحروق والكسور والآلام مثلاً. **** ما هو مرض السكري هو اضطراب يحدث في الجسم بسبب عدم وصول سكر الجلوكوز لداخل الخلايا في الجسم أوعدم إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، أو إفرازه بكمية أقل من اللازم. ومهمة هذا الهرمون هي تحويل سكر الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، فالأنسولين لا يحلل السكر كما يعتقد البعض بل ينقل الجلوكوز ويقوم بإدخاله إلى الخلايا. لماذا يكون سكر الدم لدى مريض السكري مرتفعاً؟ عندما نتناول الكربوهيدرات بأنواعها تتحلل في الفم والجهاز الهضمي إلى سكريات أحادية سهلة الامتصاص، ومن ثم تتحول إلى سكر واحد يسمى الجلوكوز، وكذلك البروتينات والدهون قد تتحول لنفس السكر، فعند نقص أو عدم إفراز هرمون الأنسولين أو وجود خلل في الخلايا المستقبلة له لا يدخل هذا السكر إلى الخلايا فيتكدس في الدم. لماذا يحس المريض بالجوع والعطش؟ من مهمات الماء أن يقوم بتعديل مركبات الدم، وعند تكدس الجلوكوز في الدم فإن زيادته تستلزم زيادة الماء وطرد الجلوكوز عن طريق الكلى الأمر الذي يزيد من كمية البول فيتبول هذا المريض أكثر من المعتاد. ويجوع المريض لحاجة المريض للطاقة التي لم تحصل عليها الخلايا لقلة سكر الجلوكوز حيث لا يستفد مريض السكري من كل الطعام الذي يتناوله لأن تحليل الطعام لا يكون كاملاً. ما هي أعراض زيادة السكر في الدم؟ من أهم موجبات الوعي بأعراض مرض السكر أن يلاحظ المريض الفرق بين أعراض زيادة السكر وأعراض انخفاضه (أو زيادة الأنسولين) فأعراض ارتفاع السكر هي: التبول بكثرة، العطش، الجوع، فقد الوزن، التعب وضعف وأحيانا عدم وضوح الرؤية. أسباب ارتفاع السكر في الدم: 1- تناول كميات من السكريات بالذات المحتوية على نسبة عالية من الجلوكوز أو السكر العادي (السكروز). 2- عدم أخذ جرعة الأنسولين، إن كان المريض ممن يعتمدون على الأنسولين. 3- عدم تناول حبوب تخفيض السكر، وبالمناسبة هذه الحبوب ليست (أنسولين) ولكنها تساعد البنكرياس في إفراز الأنسولين بشكله الصحيح، فالأنسولين هو عبارة عن بروتين، فإذا أخذ عن طريق الفم فإنه سيتحلل قبل وصوله إلى الدم، لهذا يؤخذ عن طريق الحقن أو تحت الجلد. ما هي الكمية الطبيعية للسكر في الدم؟ النسبة الطبيعية هي من 90 إلى 180 ملجم، أو 2 - 10 ملمول، ولكن يفضل ضبط نسبة السكر لتكون 70 - 140ملجم (4 - 8 ملمول) فإذا ارتفع السكر إلى 200 أو 250 ملجم ستظهر الأعراض الأولية وهي العطش - التبول، ولكنها لا تكون واضحة كثيراً، أما إذا وصل إلى 300 ملجم فإن الأعراض تكون واضحة. كيف يتم علاج السكري؟ بناءً علي توصية الطبيب المعالج يمكن اتباع إحدى الطرق الآتية التي تعتمد على نسبة السكر في الدم وحالة المريض: 1- اتباع نظام غذائي محدد (حمية). 2- اتباع الحمية وأخذ أدوية مخفضة للسكر. 3- الحمية وأخذ حقن الأنسولين. فإذن يعتبر اتباع الحمية هو عامل مشترك ومهم في كل طرق العلاج. مضاعفات مرض السكري: 1- إن هذا المرض يؤثر على كل خلية من خلايا الجسم من المخ إلى أخمص القدم، لماذا؟ لأن الجلوكوز تحتاجه كل خلايا الجسم، فالخلل في نقله إليها يجعلها تبحث عن بديل مناسب لتصنيع الجلوكوز منه. 2- مضاعفات على الجهاز العصبي مما يضعف القدرة على الإبصار، ويقلل الإحساس بالأشياء الملموسة، بالذات في الأطراف. لهذا يحدث التنميل في الأطراف عندما تمر فترة طويلة على الإصابة بالمرض، وقد يؤدي الى مضاعفات أكبر. 3- مضاعفات على الجهاز الدوري، كارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. تغذية مرضى السكري: * يعتقد البعض أنه يجب عدم تناول الأرز والمكرونة والخبز والبطاطس مثلا، وهذا خطأ فيمكن تناول ما ذكر باعتدال ان لم يكن معدل السكر في الدم مرتفعاً. * يمكن تناول المواد البروتينية باعتدال سواء كانت مصادرها حيوانية أو نباتية. * أما الدهون فيفضل التقليل من الدهون الحيوانية والتقليل من الأغذية المقلية ولو بالزيت النباتي. * المهم الإكثار من أكل الخضراوات والفواكه، والبعض يعتقد أن تناول العصائر يغني عن تناول الفواكه وهذا خطأ، فالمفروض أن يتجنب مريض السكر بعامة العصائر المعلبة غير الطازجة، ثم أن تناول الفواكه يعطي أليافاً غذائية مهمة جدا فهو أفضل من العصائر ولو كانت طازجة. * اذا كان المصاب بالسكري طفلاً فالطريقة السليمة لتقليل الغذاء غير المرغوب للأطفال أياً كان نوعه سواء الحلويات او الكولا والشوكولاتة هي عدم جلبه للمنزل، وليس منع الطفل من تناوله بعد إحضاره. إن الطفل يكتسب معرفة الصحيح والخطأ في الغذاء والعادات من الأبوين والاخوة ثم الأقارب والأصدقاء عندما يكبر الطفل. فكلما كانت هذه البيئة مساعدة للتصحيح كان للطفل المقدرة على اتباع العادات السليمة. ولكن أكثرها تأثيراً وبلا منازع قناعة الوالدين وسلوكهما. فكما يقول المثل: (كل ممنوع مرغوب). فمنع الطفل من أي غذاء أو عادة لا يفلح في تقويم مثل هذه العادات.