لم يجد الفلسطينيون عزاء يخفف من شعورهم بالحزن والمرارة من خلال فتح الباب أمام إمكانية توليهم حكم غزة بعد أن أيدت الولاياتالمتحدة احتفاظ إسرائيل بأجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية. وفي تحول تاريخي في السياسة الأمريكية دعم الرئيس جورج بوش مزاعم إسرائيل حول الاحتفاظ ببعض مستوطنات الضفة الغربية وسحق الامل الضئيل لدى اللاجئين الفلسطينيين في امكانية العودة يوما ما إلى ديارهم التي اجبروا على تركها منذ عدة عقود. حتى في غزة لم تكن هناك احتفالات لان أقوى دولة في العالم أقرت خطة إسرائيلية لسحب قواتها واجلاء مستوطنين يهود من القطاع الصحراوي. وقال علي خليل الذي كان يجلس في مقهى بمدينة غزة لماذا نكون سعداء وقد اعطونا غزة وابتلعوا الضفة الغربية، ومضى يقول: عندما يلغون حقنا في العودة ويجهضون حلم قيام دولة فلسطينية كيف نصبح سعداء؟. وبكى بعض الفلسطينيين فيما حملق البعض الآخر بوجوه خالية من أي تعبير على شاشات التلفزيون التي تبث تصريحات بوش من البيت الابيض وهو يقف بجوار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون. وقال فلسطينيون إنهم لم يشعروا بفقدان الأمل على هذا النحو منذ بداية الانتفاضة في عام 2004 عندما تعثرت مفاوضات قيام دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الاراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967م. وقالت أمينة أبو شارخ التي تبلغ 72 عاما: شارون قتل حلم الشعب الفلسطيني في ان تكون له دولة، وقالت إنها نكبة أخرى في اشارة الى ما يصفه الفلسطينيون بنكبة تأسيس إسرائيل ونزوح 700 ألف لاجئ فلسطيني أثناء حرب عام 1948م، وأمينة مثل كثير من سكان غزة الذين أجبروا على ترك ديارهم أثناء القتال. وقارن بعض الفلسطينيين كلمات بوش باعلان وزير الخارجية البريطاني ارثر بلفور في عام 1917 الذي وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين الذي ترتب عليه قيام إسرائيل، وتوعد الناشطون الفلسطينيون بتصعيد الحرب ضد إسرائيل، لكن بعض الفلسطينيين قالوا انهم ليس لديهم افكار تذكر كيف يمكن تحدي إسرائيل وهي تتمتع بمثل هذا التأييد الراسخ من الولاياتالمتحدة. وفي غزة قالت أمينة انها مازالت تحتفظ بحلمها، وقالت وهي تبكي بينما احاط بها11حفيدا (سوف نعود إلى المكان الذي أجبرنا على تركه).