تقيم رابطة الأدب الإسلامي العالمية في أوطان مكاتبها المتعددة في العالم العربي والإسلامي مؤتمرات وملتقيات دورية تجمع أعضاء الرابطة من مختلف الأقطار للالتقاء والتعارف وتبادل الرأي ودراسة مستجدات قضايا الأدب الإسلامي في عالم متغير وأمة تتعرض لهجمة شرسة تنال من عقيدتها، وتحط من ثقافتها، وتتجاهل أدبها ورسالته السامية. وموضوعات مؤتمرات الأدب الإسلامي تخضع في معظم الأحوال للظروف التاريخية التي تمر بها الأمة، وانعكاس هذه الظروف على الأدب، ففي مؤتمر الإسكندرية سنة 1410ه ناقش المؤتمر (قضية الأدب الإسلامي). وانعقد بجامعة عين شمس بالقاهرة مؤتمر يناقش القضايا نفسها بعدما استشكل على البعض فهم معنى الأدب الإسلامي. وفي مؤتمرين بلكنو بالهند نوقشت (قضايا القصة الإسلامية) و(أدب الصحوة الإسلامية) في عامي 1418-1419ه. وفي مؤتمر الزرقاء بالأردن كان موضوع (الأدب الإسلامي.. الدافع والطموح). وفي القاهرة انعقد مؤتمر (الملتقى الأول للأدبيات الإسلاميات) سنة 1420ه، وفي السنة نفسها نوقش (أدب الطفل المسلم) وقضاياه في مؤتمر بالهند سنة 1421ه. وفي جامعة الملك فيصل بتشاد كان مؤتمر (نحو أدب إسلامي فاعل) سنة 1423ه، وفي السنة نفسها كان بالقاهرة مؤتمر (تقريب المفاهيم عن الأدب الإسلامي). وفي الجامعة الإسلامية بالنيجر كان موضوع (الأدب الإسلامي الإفريقي المكتوب باللغة العربية)، وفي سنة 1424ه عُقدت في الخرطوم (ندوة الأدب الإسلامي في السودان). تلك هي بعض أنشطة مكاتب رابطة الأدب الإسلامي ومؤتمراتها العامة في البلدان العربية والإسلامية. ويعد مكتب رابطة الأدب الإسلامي بالمملكة المغربية من أنشط هذه المكاتب؛ فقد انعقدت بالمغرب ثلاثة ملتقيات دولية للأدب الإسلامي، كان هذا الأخير رابعها، انعقد مؤخراً في فاس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة سيدي محمد بن عبدالله بعنوان (أدب الحركة الإصلاحية.. مفاهيم وقضايا - دورة علال الفاسي). تحذير وتذكير وقد حيَّا فضيلة الدكتور عبدالقدوس أبو صالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية هذه الجهود في كلمة الافتتاح، وعبر عن اعتزازه بهذه الملتقيات المغربية المشرقية، وقال: (ولقد قلت في الملتقى الدولي الأول لهذا الملتقى الكبير في مدينة وجدة: إنه يمثل جسراً يربط بين المشرق العربي والمغرب العربي في إطار الأدب الإسلامي، وقد توطدت دعائم هذا الجسر في الملتقى الثاني في الدار البيضاء، وفي الملتقى الثالث في مدينة أغادير؛ حيث شهدْتُ من إقبال الأدباء والمثقفين ومن الكهول والشباب ما لم أر مثله من قبل، وهو ما يشهد بنجاح مسيرة هذه الملتقيات، وما يعزز مسيرة الأدب الإسلامي الذي أثبت وجوده في الساحة الأدبية في العالم العربي والإسلامي، وأصبح له عشرة مكاتب إقليمية يصدر عنها 7 مجلات باللغة العربية والتركية والأوردية والبنغالية والإنجليزية). وأعاد رئيس الرابطة التذكير بالثوابت التي يقوم عليها (الأدب الإسلامي)، وقال: إن (قاعدته الفكرية التي ينطلق منها هي الإسلام، وهو أرقى وأشمل في نظرته للكون والإنسان من كل الفلسفات المثالية والعقلية والمادية التي قامت عليها المذاهب الأدبية المختلفة). بل لقد رحب عدد من الدول العربية والإسلامية بإقامة مكاتب رئيسية وإقليمية للرابطة؛ لأن نظامها الأساسي ينص على (الالتزام بالابتعاد عن الصراعات السياسية والحزبية، ولأنها التزمت بمنهج مؤسسها سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي، وهو المنهج القائم على قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وهو منهج الاعتدال والبعد عن التطرف). وحذَّر رئيس الرابطة من المفاهيم المغلوطة للأدب الإسلامي؛ حيث يظن البعض بأن الأدب الإسلامي أدب دعائي أو دعوي مباشر لا يمت للفن بصلة. وأكَّد أن كون الأدب الإسلامي أدباً هادفاً ملتزماً فإن ذلك لا يرفع عن الأديب الإسلامي ضرورة الالتزام بالتعبير الفني، وأن الالتزام الإسلامي عند الأديب لا يعفيه من هذه الضرورة. وقد أكَّدت رابطة الأدب الإسلامي على الجانب الفني في تعريفها للأدب الإسلامي بأنه (التعبير الفني الهادف عن الإنسان والحياة والكون وفق التصور الإسلامي). وأوضح رئيس الرابطة فكرة (الالتزام) في (الأدب الإسلامي) بقوله: (وفي وصف هذا الأدب بأنه (أدب هادف) نجد أن الأدب الإسلامي يأخذ بمبدأ الالتزام في الأدب، وهو التزام عفوي ينبع من إيمان الأديب الإسلامي، وهذه العفوية في الالتزام لا تفسد تجربة الأديب، ولا تجعل أدبه أدباً دعائياً مصطنعاً كما يقول كروتشه عن أدب الواقعية الاشتراكية الذي قام على الإلزام القسري، أو ما يُسمَّى بالجبرية الشيوعية في الأدب أو ديكتاتورية الواقعية الاشتراكية). وعن معنى (الإصلاح) الذي يهدف إليه الأدب الإسلامي قال: وما دام الالتزام في الأدب الإسلامي صادراً عن قاعدته الفكرية التي هي الإسلام كما قلنا آنفاً، فهذا يعني أنه أدب يهدف إلى الإصلاح الذي هو الهدف الأكبر للإسلام {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}، سواء كان هذا الإصلاح دعوةً إلى العبودية الخالصة لله، وهي تعني تحرير الإنسان من الخضوع إلى طاغوت الأهواء والغرائز، وطاغوت المال والجاه، وطاغوت استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، أم كان هذا الإصلاح دعوةً إلى الأخلاق الفاضلة {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، (إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق)، أم كان دعوةً إلى الإنسانية على جناح الرحمة الشاملة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} أو دعوةً لتحقيق الكرامة الإنسانية {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}). قضايا الإصلاح واشتمل المؤتمر على إحدى عشرة جلسة، شارك فيها أدباء وشعراء ونقاد وباحثون من مختلف الجامعات من المغرب والجزائر وليبيا ومصر والسودان وسوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن وفلسطين وقطر وباكستان وبانجلاديش وتركياوماليزيا، وعالجت البحوث والعروض المقدمة خلال الملتقى موضوعات شائقة ومتنوعة ضمن المحاور الثمانية التالية: - تحديد المفاهيم. - أدب الإصلاح. - شعر الإصلاح. - من أعلام أدب الإصلاح. - من أعلام شعر الإصلاح. - الإصلاح والنقد. - علال الفاسي المصلح. - علال الفاسي الأديب الشاعر. وقد تخللت الجلسات قراءات شعرية متنوعة، وأُعلن خلال الملتقى عن نتائج مسابقة الأدباء الشباب التي دأب على تنظيمها المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في المغرب. وقد شهد الملتقى تفاعلاً إيجابياً بين مختلف المشاركين، عرضاً وتحاوراً ونقاشاً، أتاح الفرصة لتبادل الرأي في مختلف القضايا المرتبطة براهن الأمة، وخاصة منها المتصلة بالأدب الإسلامي وقضاياه. وكانت القضية المركزية في هذا التفاعل هي أدب الحركة الإصلاحية من حيث المفاهيم والمواضيع والنماذج والشخصيات والمؤثرات. ومن أبرز الشخصيات التي تُنوولت بالدرس والتحليل شخصيات الشيخ الإمام محمد عبده، وبديع الزمان النورسي، ومحمد البشير الإبراهيمي، وأبو الحسن الندوي، ومحمد الغزالي، وعبدالله كنون. وخُصَّ المفكر المصلح الأديب الشاعر محمد علال الفاسي الذي اتُّخِذَ شعاراً لهذه الدورة المباركة بجلستين كاملتين اشتملتا على بحوث ومناقشات حول شخصيته وأدبه ومعالم الإصلاح في كتاباته. ولأهل المغرب سنَّة حميدة؛ إذ يربطون مؤتمراتهم وملتقياتهم بتكريم شخصياتهم الأدبية والفكرية والوطنية، فالمؤتمر الدولي الثالث الذي انعقد في أغادير حمل شخصية العلامة الفقيه الأديب المختار السوسي، وحمل هذا الأخير اسم علال الفاسي، بحيث يكون هناك يوم من أيام المؤتمر تُخصَّص فيه الأبحاث لدراسة الشخصية التي حمل المؤتمر اسمها. وهذا أفضل أنواع التكريم. الدراسة العلمية للشخصية أفضل من مؤتمرات كيل المديح وإلقاء الخطب والقصائد الحماسية التي يزول مفعولها في حينها، وكان نصيب المجاهد الإصلاحي المغربي علال الفاسي حوالي ربع أبحاث المؤتمر. أما جل موضوعات المؤتمر فتناولت قضايا ورواد الحركات الإصلاحية الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. وقد أحسنت رابطة الأدب الإسلامي صنعاً بهذا الاختيار الذي جاء في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة للإصلاح ورجاله الذين تفتقد أمثالهم في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي نواجه فيها هجمة شرسة تحاربنا في ديننا وأراضينا وسياستنا وأعلامنا وأدبنا. وكان الأدب بمضامينه التجديدية وأهدافه الإصلاحية من صلب اهتمام هؤلاء الأعلام الرواد الذين قادوا حركات الإصلاح في المجتمعات العربية والمسلمة. روَّاد الحركة الإصلاحية وتعدُّ الأبحاث التي قُدِّمت لدراسة الشخصيات الإصلاحية الأدبية واتجاهها الإسلامي حوالي نصف أبحاث المؤتمر، جاء نصفها لحسن الحظ من الشخصيات المغربية التي يحتاج أبناء المشرق للتعرف عليها، ومنها (المضمون الإصلاحي في أدب الإبراهيمي) د. محمد زرمان، جامعة باتنة- الجزائر، و(الشيخ أحمد سحنون الكاتب المصلح والشاعر الداعية) د. مصطفى بلقاسمي جامعة تيزي وزو - الجزائر، و(الخطاب الإصلاحي عند عبدالله كنون) د. محمد الأمين، جامعة سيدي محمد بن عبدالله- المغرب، و(أدب الحركة الإصلاحية عند الإمام عبدالجبار وأبنائه) د. الحسين رحمون، كلية الآداب، وجدة- المغرب، و(أدبية النص القرآني عند الإمام النورسي) د. مصطفى تاج الدين، الجامعة الإسلامية - ماليزيا، و(بعض جوانب الإصلاح في شعر محمد العيد آل خليفة) د. عبدالرحمن حوطش، جامعة محمد الأول- المغرب)، و(إسلامية النقد عند عبدالله كنون) د. سعيد الغزاوي، كلية الآداب ابن لمسيك البيضاء- المغرب. أما الشخصيات المشرقية، وهي الأقل، فقد كانت هناك دراسة بعنوان (مفهوم الإصلاح في آثار محمد عبده) د. مصطفى اليعقوبي، كلية الآداب، وجدة- المغرب، (توظيف الأدب في جهود أبي الحسن الندوي الدعوية) د. محمد حسن الزير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الرياض، و(الشيخ الغزالي مصلحاً ومجدداً) د. عبدالحليم عويس، جامعة الأزهر- مصر، و(شعرية النص الإصلاحي عند الرافعي) د. عبدالسلام أقلمون، المغرب. وقدَّم د. سعد أبوالرضا (المقالة الإصلاحية في أدب الشيخ محمود شاكر)، ود. وليد قصاب (أدب الحركة الإصلاحية عند محمود الوراق). وفي قضايا النقد والأدب الإسلامي ورسالته الفنية والإصلاحية تحدث الناقد الكبير د. عماد الدين خليل عن (مفهوم الأدب الإسلامي - إشكالية العمق التراثي). واقتصرت الأبحاث الأخرى على بحث المفهوم الإصلاحي في الأدب العربي الإسلامي الحديث؛ مثل (مفهوم أدب الإصلاح) د. محمد الواسطي، كلية الآداب، فاس- المغرب. و(مفهوم الكتابة الإصلاحية) د. أحمد زيادي، المركز التربوي، الدار البيضاء- المغرب. و(الأدب الإصلاحي.. قراءة في الأبعاد) د. آمال لواتي، جامعة الأمير عبدالقادر- الجزائر. أما ما تبقى من (أبحاث القضايا) فقد اهتمت بدراسة ظاهرة الأدب الإصلاحي في الأوطان العريبة والإسلامية، نالت منه أوطان المغرب العربي (المغرب والجزائر) النصيب الأكبر، وهذا جانب همة عالية يُشكر عليها نقاد المغرب، فقُدِّمت أبحاث عن الشعر الإصلاحي الحديث والمعاصر من د. إدريس نقوري، كلية الآداب، عين الشقا- الدار البيضاء، ود. قطب الريسوني، كلية الآداب- تطوان، ود. محمد يزامي، كلية الآداب- فاس. كما كان هناك موضوعان عن (الحركة الإصلاحية في عهد الحماية بالمغرب)؛ أحدهما عن (الصحافة) د. محمد قاسمي، كلية الآداب- وجدة، والآخر عن (الشعر) د. محمد خليل، كلية الآداب- الدار البيضاء. وحظي الأدب الإصلاحي في الجزائر بثلاث دراسات، (أدب الحركة الإصلاحية في الجزائر)، د. ليلى العوير، جامعة منتوري- قسنطينة، و(نظرية الشعر الإصلاحي الجزائري) د. عبدالرحمن تبدماسين، جامعة محمد خيذر- بسكرة، و(الأدب في برنامج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) د. محمد هيثور- جامعة وهران. ومن الدول العربية والإسلامية الأخرى كانت أبحاث (أدب الإصلاح في تركيا) د. أديب الدباغ، و(المضمون الإصلاحي للأدب الإسلامي في السودان) د. عوض السيد موسى، جامعة النيلين- الخرطوم، و(الحركة الإصلاحية في الشعر العراقي) د. منجد مصطفى بهجت، الجامعة الإسلامية- ماليزيا، و(شعر الانتفاضة نموذجاً للأدب الإصلاحي) د. عبدالرزاق الحاج، جامعة الملك فهد للبترول، الظهران- السعودية، و(ملامح حركة الإصلاح في كتب شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث) د. مأمون فريز جرار، جامعة العلوم التطبيقية- الأردن. وتم تكريس اليوم الأخير من أيام الملتقى لعلال الفاسي مصلحاً، قُدِّم فيه أحد عشر بحثاً عن شخصية علال الفاسي فكره الإصلاحي الإسلامي، ودراسات في شعره وأدبه واتجاهاته؛ مثل (مبادئ الإصلاح في فكر علال الفاسي) د. أحمد العلوي العبدلاوي، كلية الآداب- فاس، (سمات الإصلاح التربوي عند علال الفاسي) د. محمد مساعد، الدار البيضاء. (النقد الأدبي عند علال الفاسي) د. علي لغزيوي، محافظ خزانة القرويين- فاس. (مفهوم الشعر عند علال الفاسي) د. محمد أزهري، كلية الآداب- بني ملال، (إصلاح الناشئة في شعر علال الفاسي) د. أحمد بلحاج، مراكش. التوصيات والملاحظات وأسفرت الجلسات واللقاءات والمشاورات التي تمت بين فعاليات هذا الملتقى عن عدة توصيات، أهمها: 1- طَبْع البحوث المقدمة خلال هذه الدورة، مع الاستفادة في ذلك من المناقشات التي كانت عقب العروض. 2- بذل المزيد من الجهود لدعم الأدب الإسلامي طباعةً ونشراً وتوزيعاً وتعريفاً، عن طريق تنظيم الندوات والمعارض والإهداءات، ولفت أنظار الطلبة الباحثين إلى الأدب الإسلامي وقضاياه وهمومه وأعلامه، والإسهام والمساعدة في طَبْع إنتاجات الأدباء ونشرها وتوزيعها. 3- وإذ يُقدِّر الملتقى الجهود القائمة والمبذولة لتشجيع الأدباء الشباب يدعو إلى المزيد من العناية بهم وبإنتاجهم بحثاً وإبداعاً، عن طريق تنظيم المسابقات الأدبية، والاستمرار المنتظم في إقامة الملتقى الصيفي التكويني والتحسيسي الذي ينظمه المكتب الإقليمي في المغرب، وتعميمه في بقية المكاتب والفروع. 4- العناية بأدب الأطفال نشراً وتعريفاً، وتشجيع العاملين في مجاله والمهتمين به. 5- العمل على تخليص الأدب الإسلامي مما يعانيه من عقبات وصعوبات عامة، وعلى المستوى الإعلامي خاصة. 6- يُذكِّر الملتقى بضرورة إقامة مكتبات للأدب الإسلامي في مختلف مكاتب الرابطة وفروعها؛ لدعم جهود الباحثين في الأدب الإسلامي وتسهيل عملهم. 7- يدعو الملتقى كافة المشتغلين والمهتمين بالأدب الإسلامي إبداعاً وبحثاً ودراسةً ونقداً إلى جعل الأدب الإسلامي أكثر اتصالاً بوقع الأمة، وأكثر تعبيراً عن همومها الراهنة وقضاياها اليومية. 8- تيسير التواصل بين الرابطة وبين أعضائها، وبين الأدباء الإسلاميين بعضهم البعض في أنحاء العالم، واستثمار الوسائل المتاحة وشبكات الاتصال الدولية. 9- يوصي الملتقى الرابطة ومكاتبها وفروعها وأعضاءها بأن يتداولوا بينهم أخبار الأنشطة العلمية والندوات والمؤتمرات واللقاءات والمهرجانات والتظاهرات الأدبية أو الفكرية والثقافية التي تقام في أي بلد، وأن يتم الإخبار بذلك في وقت مناسب يُمكِّن الباحثين والأدباء الراغبين في المشاركة من الإعداد العلمي والإداري. 10- تنظيم الملتقيات القادمة وفق منهج تقديم شخص واحد لورقة عمل في محور معين، ثم تدور المناقشات والتدخلات حول فحوى تلك الورقة. 11- إيلاء أدبية القرآن والحديث عنايةً متميزةً بتخصيص ندوات ودورات ومسابقات في الموضوع. 12- تنظيم الملتقى الدولي الخامس في مدينة مراكش خلال ربيع سنة 1428-2007 ويحدد موضوعه وشعاره فيما بعد بما يناسب المرحلة. وقد حيَّا المشاركون في الملتقى الدولي الرابع للأدب الإسلامي صمود الشعب الفلسطني والشعب العراقي وسائر الشعوب المكافحة المتطلعة للتحرر والرقي والازدهار، ويدعون الأدباء الإسلاميين إلى دعم جهادهم بالكلمة الطيبة والمسؤولة، كما عبَّروا عن ابتهاجهم بالجو العلمي والروح الأخوية التي خيَّمت على الملتقى في جميع مراحله وأطواره، وتقدموا بالشكر والامتنان لرئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية؛ ظهر المهراز، وكافة الأطر الإدارية والتربوية التي أسهمت في تنظيم هذا الملتقى أو ساعدت عليه، وأكَّدوا تقديرهم لرابطة الأدب الإسلامي العالمية والمكتب الإقليمي في المغرب واللجنة المنظمة وسائر الفاعلين والمساعدين على الجهود التي بذلوها من أجل إنجاح الملتقى وتحقيق أهدافه. وقد نجح الملتقى بكل المقاييس، سواء من حيث الحضور أو التفاعل بين الجمهور والملقين، ومن حيث المناقشات الجادة التي أَثْرَتْ موضوعات الملتقى وأضافت إليها، ومن حيث الجهد والتنظيم وحسن الضيافة التي عُومل بها المؤتمرون في المغرب الشقيق من قِبَل اللجنة المنظمة بمكتب الرابطة هناك. ومع ذلك، ولأن الجهد البشري لا يخلو من جوانب قصور، لا بد من التنبيه إليها، وهو ما ينحصر في ازدحام الجلسات بالأبحاث؛ فقد كان يُقدَّم في كل جلسة صباحاً ومساءً ما بين خمسة إلى ستة أبحاث، وكانت هناك إطالة من بعض الباحثين تحولت إلى قراءة من الورق، وقد أدخلت الإطالة والقراءة نوعاً من الملل على بعض الجلسات. ومن ناحية أخرى، أدى ازدحام برنامج الملتقى صباحاً ومساءً إلى عدم تمكين الملتقين من الفسحة والتجول والترويح الذي يحتاجونه فرادى بعيداً عن برامج التجوال الرسمي الجماعي. وما عدا ذلك فقد كان الملتقى إضافةً حقيقيةً لجهود رابطة الأدب الإسلامي العالمية في خدمة أدب الأمة وفكرها واستنهاض هممها للإصلاح في هذه المرحلة التي يقوم فيها أعداؤها في الداخل والخارج بتخريب كل شيء والتشكيك في كل شيء. وكانت هناك جولات سياحية في تاريخ مدينة فاس العريقة؛ العاصمة التاريخية للمغرب، وكانت هناك جلسات غداء وعشاء خارج الفندق بنكهة مغربية أصيلة، وكان هناك عشاء في منزل د. الشاهد البوشيقي؛ الناقد المغربي المعروف، فيه حسن ضيافة وكرم وحديث شجي عن الأدب الإسلامي وهمومه.