أعلن مساعد قائد العمليات العسكرية في العراق الجنرال مارك كيميت أمس الاثنين مقتل 700 عراقي وسبعين عسكرياً من قوات التحالف منذ الأول من نيسان - أبريل. وقال كيميت متحدثاً للصحافة في بغداد ان (خسائر التحالف بلغت حوالي سبعين (جندياً) قتلوا في المعركة منذ الأول من نيسان - أبريل)، وأن الخسائر في صفوف المقاتلين العراقيين تبلغ (عشرة أضعاف) هذا الرقم. وأفاد أنه ليس لديه حصيلة ذات مصداقية للخسائر في صفوف المدنيين. من جهة أخرى استؤنفت محادثات في الفلوجة أمس على الرغم من اشتباكات أثناء الليل خرقت هدنة غير رسمية في المدينةالعراقية. وسمع سكان دوي انفجارات واطلاق نيران من منطقة في الفلوجة لمدة ثلاث ساعات قبيل الفجر في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر أمريكية في الأجواء. وألقى مقاتلون عراقيون باللوم على الأمريكيين في خرق الهدنة. وقالوا إنهم ما زالوا مستعدين للاجتماع مع وسطاء عراقيين في محاولة لتعزيز الهدنة. وخفت حدة الاشتباكات أثناء الصباح وقالت مصادر سياسية إن محادثات الهدنة استؤنفت. ويقول الجيش الأمريكي إنه مستعد (لمواصلة العمليات الهجومية) إلا إذا أحرز تقدماً في المحادثات التي لا يشارك بها بشكل مباشر. وتصارع القوات الأمريكية التي تواجه أعنف مقاومة منذ احتلال بغداد من عام لقمع المقاومة التي يقوم بها السنة في وسط العراق والمقاومة الجديدة التي يقوم بها الشيعة ويقودهم مقتدى الصدر في العديد من المناطق في جنوبالعراق. وخطف مقاتلون عراقيون أو قتلوا العديد من الأجانب ولكنهم أطلقوا سراح بعض الرهائن. من جهته أعلن وسيط استناداً الى مصادر استشفائية سقوط أكثر من 600 قتيل و1250 جريحاً من العراقيين خلال العملية التي شنتها القوات الأميركية منذ أسبوع على المقاتلين في مدينة الفلوجة. وقال علاء مكي المسؤول في الحزب الإسلامي العراقي الذي يشارك في وساطة بين قوات التحالف والمقاتلين العراقيين ان (اكثر من 600 عراقي قتلوا و1250 جرحوا في الفلوجة منذ بدء المعارك). وأوضح أن الحصيلة أعدتها مستشفيات الفلوجة بعد أسبوع من المعارك الضارية في المدينة الواقعة على مسافة 50 كلم غرب بغداد. وكان علاء مكي المسؤول في الحزب الإسلامي العراقي الذي يشارك في وساطة قد قال ان وقف إطلاق النار بين المقاتلين وقوات التحالف في مدينة الفلوجة السنية غرب بغداد مدد 24 ساعة. وأضاف (كان من المفترض أساساً ان ينتهي وقف إطلاق النار صباح أمس لكن الطرفين قررا تمديده لمدة 24 ساعة). وقال (كنا على اتصال مع الفلوجة حيث يخيم الهدوء على ما يبدو)، موضحاً ان (ثلاثة عراقيين جرحوا ليل الأحد الاثنين ونعتقد انه عندما يتحرك رجال المارينز يبدأ المسلحون بإطلاق النار فيتعرضون للرد). وتزعم القوات الأمريكية ان جنودها في الفلوجة لا يقاتلون إلا دفاعاً عن النفس فقط. وتفرض القوات الأمريكية حصاراً على الفلوجة منذ أسبوع، حيث سدت الطرق المؤدية من وإلى المدينة وأرسلت وحداتها الى داخل المدينة. من ناحية أخرى كشف استطلاع للرأي العام أجراه مركز البحوث التربوية النفسية التابع لجامعة بغداد أن 80 في المئة من العراقيين فقدوا الثقة بالسياسيين معتبرين أنهم يسعون للوصول إلى الحكم. وأكَّدت نتائج الاستطلاع الذي شمل عينة عشوائية ضمت أكثر من 1200 شخص من مختلف مناطق بغداد ونشرتها أمس الاثنين صحيفة الشراع (أن 75 في المئة من المستطلعة آراؤهم يشعرون بخوف شديد من المستقبل المجهول بينما يعتقد 41 في المئة أن حرباً أهلية ستنشب عاجلاً، في حين يرى 30 في المئة أن العراق سيتحول إلى فلسطين أخرى وسيهاجر العراقيون من أراضيهم). فيما أبدى 45 في المئة من أفراد العينة تخوفهم وقلقهم من تفكيك المجتمع جراء سياسيات الانفتاح الوافدة مع الاحتلال. من جانب آخر افتتح في بغداد مركز لتقديم المساعدة والعناية النفسية للمعتقلين السياسيين السابقين في العراق الذين تعرضوا للتعذيب في سجون صدام حسين وأسرى الحرب الإيرانيةالعراقية السابقين. وقالت ميسم ميثاق إحدى عالمي النفس العاملين في المركز أمس (إننا نستقبل معدل ثلاثة مرضى يومياً). وأوضحت (أنهم يأتون من كل مناطق العراق لأننا في الوقت الحاضر المركز الوحيد من هذا النوع في البلد. وهم بصورة عامة معتقلين سياسيين سابقين تعرضوا للتعذيب في عهد النظام البعثي، كما لدينا أيضا أسرى حرب بقي بعضهم قيد الأسر في إيران لمدة عشرين عاماً). والمركز تابع لمنظمة غير حكومية مركزها في لندن وهو برعاية وزارة الصحة العراقية. ويعمل فيه إضافة إلى عالمي النفس بحسب ميثاق مستشاران في علم النفس ومحاميان وفريق متنقل يزور ضحايا الأسر والتعذيب في منازلهم. ويقوم العاملون في المركز في مرحلة أولى بالاستماع إلى (الذين يأتون طوعاً ليرووا تجاربهم الفظيعة مثل التعذيب الجسدي وكذلك النفسي أو حتى الجنسي). وقالت عالمة النفس إن (العديد منهم يعانون من اضطرابات نفسية قوية ويجدون صعوبة في النوم أو يصابون بنوبات صرع. إن حملهم على الإحساس بالثقة يستغرق وقتاً طويلاً، وخصوصاً أنه لم يكن يحق لهم في ظل النظام السابق التحدث عن التعذيب الذي تعرضوا له أو سنواتهم في الاعتقال). وأضافت (على كل حال، لا نسألهم إطلاقاً عن اسمهم). ويتكلم مرضى المركز لحوالي ساعة يتوقفون بعدها وقد أنهكوا تماماً.