رُزئت الدعوة السلفية بفقد أحد أبنائها الكرام ممن بذلوا في نشرها والذود عن حماها كل غال ونفيس. ذلكم الرجل هو فضيلة الشيخ عبدالسلام بن برجس البرجس -رحمه الله- صاحب المؤلفات الشهيرة التي أفاد منها شُداة العلم النقي وطلاب العقيدة الصحيحة، وما تزال مؤلفاته -رحمه الله- تقف سداً منيعاً أمام أهل الأهواء من حملة الأفكار المنحرفة، خاصة مؤلفاته التي تتعلق بمنهج السلف في مسائل السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين. وثمة مؤلفات أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها في رد بعض المحدثات في الدعوة الاسلامية، كالتمثيل والأناشيد المبتدعة، حيث بين في هذه المؤلفات خطر الانحراف عن السنة إلى البدعة، وبين أن الدعوة لا تكون صحيحة حتى تكون موافقة لما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا بد من رجوع العالم والمتعلم والداعية والمدعو إلى منهج سلفنا الصالح حيث لا صلاح ولا فلاح لمن تنكب سبيلهم واغتر بهذه الفرق التي يموج به العالم الاسلامي اليوم. ولا أفشي سراً عندما أقول: إن ما يوجد من نسخ مؤلفات الشيخ عبدالسلام - رحمه الله- في الأسواق قليل جداً، بل نادر، وذلك لشدة الإقبال عليها لما تحويه من بيان لأصول أصيلة في معتقد أهل السنة والجماعة، ومن هذه الكتب مثالاً لا حصراً: - معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة. - قطع المراء في حكم الدخول على الأمراء. - عقيدة أهل الاسلام فيما يجب للإمام. - المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده. - إيقاف النبيل على حكم التمثيل. ويمكن لمن أراد الاطلاع على مؤلفات الشيخ -رحمه الله- الاطلاع عليها في موقع (شبكة سحاب) في مكتبة الموقع، على هذا العنوان sahab.net، ولا يفوتني في هذه العجالة ان أذكر أبياتا فاضت بها قريحة فضيلة الشيخ علي بن يحيى حدادي -حفظه الله- في رثاء الشيخ عبدالسلام -رحمه الله- حيث يقول: لم يمت عبدالسلام فهذا علمه في الطروس غضا طريا لم يمت عبدالسلام فقد أبقى من بعده الثناء زكيا أرجو له الخير العظيم و سر الرجاء موته سلفياً نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، كما نسأل الله عز وجل أن يغفر للفقيد وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، والله أعلم وأحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.