سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع الحاجة لدعم الاستثمار السياحي وخصوصاً في مجال الخدمات الفندقية المقومات الطبيعية للسياحة في منطقة جازان
د. عاطف معتمد عبد الرحيم
(قسم الجغرافيا-كلية التربية-جازان) 6/4
نحو تطوير منطقة فيفا سياحياً أفادت المشاهدات الميدانية بالمنطقة بأنه من الضروري الاضطلاع ب: - إعداد خريطة بالمقاصد السياحية الطبيعية التي يمكن منها أخذ لقطات فوتوغرافية ومتحركة للمعالم النادرة للتسويق السياحي سواء للمكاشف الصخرية المعراة والمجواة أو للمدرجات الزراعية أو للأودية. - دراسة لجدوى إقامة ترفيه التنقل بالتليفريك بشكل عمودي على أودية منطقة فيفا للتمتع برؤية المناطق الخلابة بها. - إنشاء مجمع تجاري لتنمية دوافع سياحة التسوق والشراء، وتعد المنطقة الواقعة غربي بلدة العيدابي نموذجاً مناسباً لمثل هذا المشروع، ومن المفترض أن يعرض هذا المجمع للمنتجات المحلية لمنطقة فيفا وجازان(للوافدين من خارج المنطقة)، وقد يستند إلى توفير سلع من خارج المنطقة (للوافدين من منطقة جازان نفسها). - تنمية السياحة العلاجية بجبال فيفا، سواء كان الهدف الاستشفاء لمرضى الأمراض الصدرية أو النفسية بإقامة منتجعات صحية في مناطق مختارة على جبال فيفا، أو لمرضى الأمراض الجلدية بتطوير منطقة العين الحارة بوادي ضمد. - دعم الجهود المبذولة للتوعية بمنطقة جازان التي ما تزال الصورة عنها مرادفة للتخلف والبدائية، وفي هذا الصدد قد تكون بدائية وبرية جبال فيفا مصدر جذب في حد ذاتها لسكان المدن المزدحمة شديدة التقدم العمراني بالمملكة. وعلى خلاف الصورة المغلوطة عن تأخر منطقة جازان فإن مزيداً من التوعية الإعلامية يمكن أن تقدم صورة حقيقية (محسنة) عن المنطقة وإمكاناتها السياحية الطبيعية منها في المقام الأول. - تشجيع الاستثمار الإقليمي والمحلي وتوجيهه نحو منطقة فيفا التي ما زال الاستثمار الفندقي فيها في أولى خطواته. كما أن ميدان الاستثمار في الخدمات الترفيهية ما زال بعيداً عن المنطقة. - تدعيم المراقبة الحكومية لزراعة وتسويق القات، ولسوء الحظ يمثل القات لدى البعض أحد المغريات التنزهية في منطقة فيفا وخاصة للقادمين من سهل تهامة بمنطقة جازان. ومن المنتظر - بتطوير البنية الأساسية السياحية وتنويع المغريات الترفيهية بها - أن يتلاشى دور القات بأضراره الصحية كمصدر للجذب في جبال فيفا. - تشجيع الدراسات الميدانية المدرسية والجامعية إلى منطقة فيفا لفهم الموضوعات الجغرافية النظرية وخاصة لدى طلاب وطالبات كليات التربية والمعلمين والعلوم الاجتماعية الذين يدرسون مواد جغرافية وثقافية وحضارية. كما يمكن أن تكون جبال فيفا مجالاً لتدعيم النشاط الثقافي والأدبي بمنطقة جازان. - تنمية إمكانات قيام سياحة رياضية في منطقة سفوح جبال فيفا وبطون أوديتها، ويمكن أن تضطلع بذلك إدارات الخدمات الفندقية التي يمكنها إعداد رحلات رياضية عبر جبال فيفا مع مرشدين مؤهلين وأدلة من البدو المحليين. - إقامة متحف للآثار بمنطقة جبال فيفا يمكن أن يكون نقطة جذب لزوار الإقليم، وبنفس المنهج يمكن تشجيع إقامة حفلات للفنون الشعبية في المراكز التجارية الترفيهية المقترح إقامتها في المنطقة. - دعم الاستثمار السياحي وخاصة في مجال الخدمات الفندقية فتكلفة إنشاء الوحدة الفندقية على جبال فيفا تفوق بعدة مرات نظيرتها في المنطقة الساحلية المجاورة. وفي هذا الصدد تعد طبيعة السياحة الموسمية إلى المنطقة عائقاً أساسيًا في وجه حسابات الاستثمار السياحية التي تواجه ارتفاع تكلفة الإنشاء. وهي نقطة يبدو أنه من اللازم أن تسهم في علاجها تخصصات علمية أخرى على رأسها الاقتصاد السياحي لتحليل التكلفة والعائد Cost-Benefit analysis. - تدعيم الطرق وتكسيتها وتوسعتها، وإذا كانت تكلفة توسعة الطريق على حساب الجانب الصخري من الطرق بالغة التكلفة وتصل في بعض الحالات إلى الاستحالة، فإن الأسلوب المتبع حالياً في بعض قطاعات الطرق هو توسعة الطرق بإقامة دعائم خرسانية على جزء من المنحدر الجبلي المتجه صوب بطن الوادي الذي قد يكون بديلاً ولو لفترة مؤقتة. وفي مجمل الأمر فلابد من اعتماد خطة حقيقية (أو تنفيذ الخطط الموضوعة بالفعل) لمد شبكة المواصلات المناسبة على منحدرات هذه الجبال بشكل يترجم إمكانات المنطقة الطبيعية إلى هدف سياحي في متناول الساعين إليه من السائحين ولا يحبسها في حدود الرحلات الفردية والأسرية من منطقة جازان دون غيرها. السياحة الشاطئية يحتل أرخبيل فرسان - بجزره التي تزيد عدداً عن المائة - موقعاً بالغ الأهمية في جنوب غرب المملكة؛ ويقع الأرخبيل في حدود دوائر لا يزيد نصف قطرها عن 40 كم بالنسبة لساحل جازان الرئيسي (راجع شكل 7). مورفومتريا تفوق مساحة جزر الأرخبيل مجتمعة 70 ألف هيكتار، وتعد جزيرة فرسان الكبرى أكبرها مساحة ( 38 ألف هيكتار بنسبة 54 % من إجمإلى مساحة الأرخبيل) تليها في المساحة جزيرة السقيد او فرسان الصغرى بمساحة تبلغ 15 ألف هيكتار بنسبة 21 % من مساحة الأرخبيل، أي أن جزيرتي فرسان الكبرى والصغرى تمثلان ما نسبته 75 % من إجمالي مساحة جزر الأرخبيل والنسبة الباقية تشملها أكثر من مائة جزيرة متناثرة . جيولوجيا تنكشف التكوينات السطحية لجزر فرسان عن حجر جيري شعابي Coral limestone متوسط ارتفاعه بين الصفر والعشرين متراً، وتعتمد الأدبيات الجيولوجية التي تناولت الجزر (انظر على سبيل المثال الوليعي 1996، ص 203) على فكرة مفادها أن الجزر ولدت نتيجة اندفاع كتل ضخمة من الملح المايوسيني الذي ترسب على السطح في صورة قباب صخرية حملت معها إلى أعلى الرواسب الأقدم التي ترسبت خلال الزمن الثالث. وفي الزمن الرابع وبالتحديد في البلايستوسين شهد حوض البحر الأحمر توسعاً عبر حركات من الانكسار والتصدع طالت جزر فرسان فأدت إلى رفعها، ثم تعرضت لعمليات غمر بحري تركت آثارها في صورة مصاطب بحرية على سطح الجزيرة وعلى طول سواحلها. تضاريسياً سطح الجزر مستو إلى تلال متوسط ارتفاعها 15 متراً ولا تزيد اعلى التلال ارتفاعا عن 100 متر. والارسابات السطحية في أساسها حصوية - رملية ذات مظهر سبخي. وتخط التلال مسيلات وأخوار مائية قليلة العمق مثل وادي مطر الذي يصب في جنوب جزيرة فرسان الكبرى. أما سواحل الجزيرة فيتقاسمها نمطان رئيسيان من أشكال السطح: الجروف الصخرية، والشواطئ بأنواعها (الرملية، الحصوية، السبخية، الصخرية). مناخياً تقع منطقة الأرخبيل ضمن الإقليم المناخي القاري بسماته الحارة الرطبة صيفاً الدافئة المعتدلة شتاء. ومن مراجعة قيم المتغيرات المناخية لمحطة جيزان يتضح أن المتوسط العام لدرجات الحرارة يبلغ 30 درجة مئوية (متوسط الحرارة العظمى 35 ومتوسط الحرارة الصغرى 26 درجة) والحرارة المثالية في منطقة الجزر (26 درجة مئوية) يشهدها شهرا يناير وفبراير وهي فترة ذروة انخفاض الحرارة في مناطق جبال فيفا وبني مالك والعارضة ومنطقة عسير والطائف ومكة المكرمة والرياض التي تعد المنابع الأساسية لتدفق السائحين إلى المنطقة. ولعل أكثر العوائق التي تعيق الجذب السياحي على أسس مناخية في المنطقة هي ارتفاع الرطوبة النسبية التي يبلغ متوسطها 67 % وتبلغ ذروتها في أشهر الشتاء حينما تفوق 72 %، وإن لم يمنع هذا من وجود معدلات دنيا تدور حول 40 % خلال أشهر الشتاء. وإن كانت القاعدة الأساسية أن العلاقة عكسية بين درجات الحرارة وقيم الرطوبة النسبية حيث تنخفض الرطوبة صيفاً وترتفع شتاءً. والرياح جنوبية غربية إلى غربية على مدى فترات السنة وهو ما يجعل السواحل الغربية للجزر الأكثر تعرضاً لحركة الأمواج وتأثيرها إلا في مناطق الخلجان المحمية. (لتفاصيل القيم المناخية انظر وزارة الشؤون البلدية والقروية 1996). الإغراء السياحي بجزر فرسان (منظور جيمورفولوجي) أفاد المسح الميداني الذي قامت به الدراسة الحالية ( أواخر شهر فبراير 2003) في اكتشاف التنوع المورفولوجي لجزر فرسان رغم ما قد يبدو ظاهرياً من بساطة ورتابة في معالم السطح. فظاهرياً تبدو جزر فرسان ذات ثنائية مورفولوجية عمادها: - سطح متماوج إلى مستو من الصخور الجيرية المرجانية وبقايا عمليات النحت المائي بنوعيه (البحري والسطحي) التي طبعت بصماتها في الصخور الجيرية الغنية ببقايا الكائنات الحية والقواقع البحرية. واستطاعت عمليات النحت المائي - خاصة على مقربة من سواحل الجزر - أن تترك آثارها في الإذابة وتشكيل المسيلات المائية الضحلة والقصيرة. - سواحل صخرية ورملية تتفاوت عليها عمليات النحت والإرساب مع وجود بعض النباتات الساحلية. وفي بعض من القطاعات تشرف المدرجات البحرية قليلة المنسوب (مدرج 5م) على البحر في صورة جروف حادة إلى قائمة الزوايا. ورغم ما في هذه الثنائية من حقيقة تتجلى بالمسح الميدانى في جزر الأرخبيل، إلا أن تلك البساطة تخفي وراءها تنوعاً كبيراً يشكل منظومة بيئية تمثل جذباً سياحياً من الدرجة الأولى. ويمكن التعرف على ذلك من الزوايا التالية: أولاً: ظاهرات النحت البحري. تخط السواحل الغربية لجزيرتي فرسان الكبرى والصغرى (السقيد) قطاعات متصلة لعشرات الكيلو مترات من الجروف النشطة Active cliffs وشبه النشطة. ولعل في النظر إلى هذه القطاعات على أنها (أراضٍ ضائعة) من النشاط السياحي يعد تصنيفا غير منصف لمميزات هذه السواحل الديناميكية التي تمثل لدى كثيرٍ من السائحين مصدر جذب. وفي هذا الصدد تنتشر عديد من ظاهرات النحت البحري التي تمثل مقاصد سياحية مهمة مثل: 1- الجروف الغاطسة Plunging cliffs وتتعدد أشكالها بين جروف غاطسة مستقيمة والسنة صخرية وخلجان بينية استطاعت الأمواج وتتابع حركتي المد والجزر استغلال الشقوق والفواصل المنتشرة في صخور المدرج البحري بالجزيرة في تكوين ملامح مورفولوجية فريدة يقصدها السائحون (راجع صورة 11). 2- الجروف شبه النشطة Semi active التي وصلت عمليات النحت البحري بها إلى بدايات مرحلة الشيخوخة والتي صارت عمليات التعرية الهوائية وتأثير الرذاذ الموجي هي المشكل الرئيسي بعد تراجع الجروف بقدر كافٍ يحول بينها وبين تأثير عمليات المد وما لها من فاعلية في تتابع البلل والجفاف. وتمثل هذه المناطق من الجروف ما يمكن تسميته بالكهوف المحمية Sheltered caves التي تعد مقاصد مهمة للسائحين في ظل ما تتمتع به جزر فرسان من إشعاع شمسي شديد. 3- قمم مستوية للجروف تنحدر تجاه البحر بنحو 3 إلى 5 درجات يسهل في كثير من الأحيان مد المدقات عليها لتسهيل حركة سيارات السائحين وتعتبر منطقة رأس القرن مثالاً جيداً لذلك خاصة على أسطح الجروف التي تؤدي إلى الجيوب الشاطئية في خليج جنابة. 4- موائد صخرية بحرية Marine mushroom Rocks تشكلت في البدء عبر انفصال كتل صخرية من الجروف ثم توالى تأثير المد والجزر عليها فأذيبت قواعدها فظهرت بشكل مستدق مقارنة بأعاليها. وفي منطقة ميناء فرسان يتعرف السائحون على عديد من هذه الموائد الصخرية على طول الطريق المتجه من الميناء إلى مدينة فرسان وذلك سواء كانت الموائد نشطة ما زالت المياه تشكلها، أو أمام جروف ساكنة Inactive تسهم الرياح في تشكيلها. 5- تطور ظاهرات فريدة لافتة لنظر السائحين والزوار كالجروف الناتجة عن عمليات التقويض السفلي Undercutting wave action المتوغلة وظهور الجروف المعلقة Hanging cliffs التي سرعان ما تسقط أمام عديد من قطاعات السواحل الغربية لجزيرة فرسان الكبرى والسقيد وقماح. 6- تأثير تعاقب المد والجزر على سواحل جزر فرسان بما يؤدي إلى ظهور ملامح مورفولوجية فريدة على رأسها جروف الشفاة والفجوات Visor -Notch، ومع وصول هذه الظاهرة لمرحلة متقدمة في التطور وتبعد عن تأثير الموج تنمو أمامها جيوب من الشواطئ تحتضنها هذه الفجوات. والأمثلة على ذلك كثيرة في جزيرة السقيد خاصة في سواحلها الجنوبيةالشرقية. ثانياً: ظاهرات الإرساب البحري. إذا كنا قدمنا ظاهرات النحت البحري كمعالم مورفولوجية جاذبة لقطاع مهم من السائحين غير التقليديين فإن ظاهرات الإرساب البحري تعد موطن جذب لكافة فئات السائحين دون تمييز، وتزدهر على سواحل جزر فرسان عديد من الظاهرات الإرسابية التي تمثل مصادر جذب من الدرجة الأولى، وعلى رأس هذه الظاهرات الشواطئ الناضجة والتي تستحوذ على غالبيتها مناطق الخلجان المحمية من تأثير أمواج العواصف وعلى رأس هذه الخلجان: 1- خليج جنابة الذي يتخذ شكل خلجان نصف القمر Half moon bay ومحصور بين رأسي شدى والقرن، وترجع أهمية هذا الخليج إلى حمايته من قبل سلسلة من الجزر المتراصة على طول محور واحد يمتد مع اتجاه الصدوع الرئيسية التي أسهمت في تكوين جزر فرسان وهو المحور الشمالي الغربي الجنوبي الشرقي، وتشمل هذه السلسلة جزر: زفاف وعشاقي وأبو شعفة، دوشك وأبكر وسلوبة ودومسك، أما أقرب الجزر إلى خليج جنابة فهي جزيرة قماح التي تنعم بالحماية كذلك بفضل الجزر السابقة. وتعد شواطىء جنابة الشهيرة مقصداً مهماً للسائحين خاصة ما تتسم به من شواطئ ناضجة نظيفة ساهمت في قيام فندقة سياحية متميزة. ومن أفضل صور الاستغلال البشري لخليج جنابة هو معسكرات الغطس التي يأتي إليها سائحون عديدون ليس فقط من داخل المملكة ولكن من دول أوروبا الغربية كذلك. وينتظر سياحة الغوص في منطقة خليج جنابة مستقبل كبير نظراً لصفاء المياه وخلوها من الملوثات النفطية إضافة إلى امتداد مجموعة من الشعاب الحية أمام هذا الخليج. 2- خليج هدار ويقع على الجهة العكسية من جزيرة فرسان الكبرى فيما بينها وبين جزيرة السقيد، والشواطئ التي يحتضنها هذا الخليج نمت بصورة متطورة أمام جروف متراجعة ساكنة. ويعتبر انتشار نباتات المنجروف ( الشورة) أهم الملامح المورفولوجية في هذا الخليج. وليس أبلغ عن مدى انتشار هذه النباتات على تسمية تلك الجزيرة الصغيرة بجزيرة الشورة الواقعة على الشاطئ الجنوبي الشرقي لجزيرة السقيد. وتعد الشورة Avicennia marina أهم أنواع المانجروف في جزيرة السقيد، ويشهد خليج هدار هدوءاً شديداً في حركة المياه ، الأمر الذي ساعد على ترسيب أكثر المواد الشاطئية نعومةً وهي مواد تصل درجة دقتها إلى الطمي والصلصال وبصفة خاصة في منطقة مقدمة الشاطئ الأمامي Fore shore. ولا يزيد ارتفاع الشورة في خليج هدار عن المتر الواحد وان كانت مناطق أخرى خاصة في جزيرة الشورة ذاتها يصل ارتفاع النبات فيها إلى ثلاثة أمتار. وتمثل منطقة خليج هدار والشورة إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في جزر فرسان خاصة موقعها على مقربة من الجسر الرئيسي الذي يربط جزيرة فرسان بالسقيد. 3- خور المعادي كان خور المعادي يعد قناة بحرية بين جزيرتي السقيد وفرسان إلى أن تم مد جسر بري بين الجزيرتين فصار أقرب إلى الخليج منه إلى القناة. والشواطئ التي نمت على ساحل هذا الخور تطورت خلفها فرشات رملية عبر سلسلة من التصيد الرملي قامت به النباتات الساحلية فأعطت للساحل مظهر الكثبان المنخفضة النباتية Low vegetated dunes إضافة إلى تجمعات نبكية متصلة. وأهم هذه النباتات السويد Suaeda monoica والمليح Halopeplis perfoliata والشليل Limonium axillare، والحماز Zygophyllum coccineum والهرم Z. album، والحرم Z. simplexوالعكرش Aeluropus lagopoides. (الوليعي 1997 ص 199-203). ولا يمنع وجود هذه النباتات من تميز سواحل خور المعادي بنمط من الشواطئ تعد الأكثر جاذبية في جزر فرسان الكبرى. ومن الملاحظات التي تسجل على طبيعة السياحة الشاطئية في منطقة الشورة أن ما تتميز به من وفرة في المواد الرملية الناعمة التي تصل في كثير من شواطئ المنطقة إلى مستوى المسطحات الطينية Mud flats يعد في ذات الوقت عائقاً بسبب غوص الأقدام في هذه المسطحات اللزجة ويتطلب الأمر توغلاً نسبياً في المياه للوصول إلى أعماق مناسبة للسباحة. 4- خور قماح تمثل جزيرة قماح إحدى الجزر الفريدة في منطقة الأرخبيل ،الأمر الذي يرجع إلى صفاء المياه أمام سواحلها، وعدم انتشار السكان فيها إلا في مساكن مبعثرة للصيادين. وهي إحدى الجزر البكر في المنطقة التي لم تمتد إليها يد الإنسان بتعديل يذكر. ويعتبر خليج قماح أهم معلم مورفولوجي في هذه الجزيرة نظراً لفائدته التطبيقية الكبرى المتمثلة في استغلاله كمرفأ لمراكب الصيد الصغيرة التي تلتجئ إليه للحماية من أنواء البحر. أما الشواطئ في جزيرة قماح فتوجد في الجانب الشمالي من الجزيرة وهي شواطئ تتداخل مع رمالها الطحالب والأعشاب والقواقع البحرية. وفي عمومها تعد جزيرة قماح إحدى المناطق البكر التي تنتظر التنمية في منطقة فرسان وان كان لا يوجد اتصال منتظم بينها وبين جزيرة فرسان الكبرى إلا عبر مراكب الصيد. 5- خليج السقيد ويقع شرقي جزيرة السقيد وتتوسط جزيرة منظر شاطئه البعيد offshore. ويحتوى هذا الخليج على قطاعات شاطئية ناضجة تحتفظ في ظهيرها الداخلي بغطاء نباتي عماده حدائق النخيل الواقعة خلف شواطئ بلدة السقيد.