أنا لا أقول إذا الأحبة قالوا: ضاع الرجاء وخابت الآمال أنا لا أقول مُنى العروبة أُزهقت يا أمتي أو ساءت الأحوال بل أستمد العزم من إسلامنا فبه لنا كم تضرب الأمثال وإذا تفرّق جمعنا في تونس وتعارضت فيها لنا الأقوال ورمى الخلاف بسهمه آمالنا وقضى عليها ذلك القتّال فلسوف أرقب قمة عربية فيها يطيب القول والأفعال فيها يتم تآلف وتعاون وبها يزول الخلُف والإشكال *** إن الخلاف وباؤنا يا أمتي وبه لعمري الضعف والإذلال هو سر شقوتنا وسر هُزالنا وهو البلاء وانه لعضال وهو الذي قتل الكرامة عندنا وبه أتتنا تركض الأهوال وبه تحقق للعدو مراده ولنا تحقق خيبة وضلال ثم ادّعى كذبا وقال أتيتكم بسياسة فيها الرجاء ينال فيها مساواة وعدل بينكم وتكافل وتراحم وكمال إني أعاهدكم وأقسم إنني لكروب يعرب كلها حلال ما جئت إلا مصلحاً لنظامكم ولتثمر الآمال والأعمال ما جئت إلا للسلام وزرعه في أرضكم ولتهدأ الأحوال *** هذه دعاواه ويعلم أنها محض افتراء كلها وخيال ما جاء إلا غازياً متسلطاً ويهمه البترول والأموال ويهمه ألا يكون لجيشنا قدرات حرب إن ألمّ قتال وكيان إسرائيل رغم فساده حق له التأييد والإجلال حق له هدم البيوت ونسفها حتى تكون كأنها الأطلال حق له سجن البريء وقتله ظلماً وليس يهمه العذال ومن الذي خلف الجرائم كلها إلا القوي الماكر المحتال آوى وأيّد عصبة شريرة تلك التي لمعوق تغتال يا قادة العرب الأكارم إننا كنا نؤمّل أن تسر الحال كنا نؤمّل في اللقاء بتونس تحقيق ما تدنو به الآمال تحقيق ما تهواه أُمٌّ برة وأب لنا والعم والأخوال كنا نؤمّل في لقاء قيادة بشرى الوفاق وان يموت جدال كنا نبشّر أهلنا وصحابنا بمحبة تزهو بها الأجيال كنا نؤمّل أن يسود تآلف وتكاتف فيه الخلاف يُزال *** حملت زهور الحب كل شعوبكم والبِشر تنشده لنا الأطفال وأتت بأشعار جميل وقعها فيها تُحيا القادة الأبطال وبها تناقلت العروبة فرحة غنى بها للملتقين رجال وبها تباشرت النساء وزغردت فرحاً وفيها رُدّد الموال كان الرجاء بأن تشيد وحدة ويسود حب بيننا فعّال ويُقام جسر محبة وتعاطف لا يعتريه الضعف والإخلال ويرى الذي يسعى إلى تفريقنا أنا أمام العاديات جبال أنّا الأباة ولن يلين صمودنا غدر العدو ويخسأ الأذيال *** وليسكت الجبناء منّا من هم باعوا المبادئ خشية وأزالوا ما هم أعدوه سلاحاً فاتكاً حتى يفوزوا بالرضا وينالوا وأتوا بقربان إلى أعدائهم وإلى الذي تهوى العدا قد مالوا ورضوا الحياة ذليلة واستسلموا كيلا تحل عقوبة ونكال *** عاش الذي عشق الحياة مناضلاً إن الحياة عقيدة ونضال إن الحياة كرامة وشهامة ومبادئ تُهدى بها الأجيال وإذا الحياة من الكرامة أقفرت يحلو الممات ويعذب الترحال لا خير في عيش الذليل وإن بدا رغداً وفيه الأمنيات تُنال