(رحم الله البطل الشهيد).. اغتالت أيدي الغدر والخيانة أيدي الجبن والعدوان المناضل الفلسطيني الكبير والشيخ الجليل أحمد ياسين وهو عائد من المسجد بعد أداء صلاة فجر يوم الاثنين 1-2-1425ه. ما أكرمها من قتلة ولا أقول موتة لأن الله أمرنا أن نسمي من يستشهد في سبيل الله بالحي، يقول تبارك وتعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} (154) سورة البقرة، وقال سبحانه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} (169-170-171) سورة آل عمران. ولن أشرح الآيات فالمجال لا يسع لكنني أقول يكفي ما يلقاه الشهيد عند الله من الأجر والثواب. وهو أي الجهاد أفضل الطاعات البدنية وأشقها على النفوس لكونه مؤدياً إلى القتل وعدم الحياة. لقد أخبر الله تعالى أن من قُتِل في سبيله بأن قاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر لا لغير ذلك من الأغراض فإنه لم تفته الحياة المحبوبة، بل حصل له حياة أعظم وأكمل. وهل هناك أعظم من حياة متضمنة للقرب من الله تعالى، وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة، والرزق الروحي، وهو الفرح والاستبشار وزوال كل خوف وحزن، وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا. لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح الشهداء في أجواف طيور ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. الله أكبر نعم والله لم تمت يا شيخ أحمد ياسين وأنت مقتول في سبيل الله على يد قتلة الأنبياء والرسل إخوان القردة والخنازير. لقد نال الشيخ ما تمنى وحقق ما يريد، نحسبه كذلك والله حسيبه. لقد قتل دفاعاً عن وطنه وكرامته وأمته ومقدساته، ما أكرمها من قتلة. هي أمنية كل مسلم يعيش ظروف الشيخ السياسية. لقد شجب واستنكر قتله كل منصف في العالم على اختلاف الملل والنحل. لماذا لأنهم يرونه على الحق المبين. وفي المقابل نرى اليهود يطبلون فرحين بمقتله. نعم لأنه إرهابي يرهب أعداء الله وأعدائه. ان الإرهاب الذي تزعمه اسرائيل هو الذي تمارسه في حق الفلسطينيين الأبرياء ومن ضمنهم الشيخ الشهيد - رحمه الله- نعم يا شيخ أحمد لم تمت، ولك سلف صالح قُتلوا كما قُتِلت فما وهنت أمتهم وما استكانت. رحمك الله رحمة واسعة ولحقنا وإياك ووالدينا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وعزائي للأمة الإسلامية بهذا المصاب الجلل (إنَّا لله وإنَّا إليهِ رَاجِعُون).