السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت ما كتبه د. عبد الرحمن بن عبدالله الحبيب تعليقاً على ما قاله الشيخ صالح اللحيدان يوم الخميس 13 محرم 1425ه بعنوان (لم أعد قادراً على الصمت) وقد انتقد فيه الشيخ صالح ورد عليه من باب استشعار سعادته الحاجة الشديدة إلى الرد وعدم السكوت لأن الأمر تجاوز الحد وأصبحت القضية استهتارا كما يزعم ولي وقفات مع هذا التعليق وصاحبه د. عبد الحميد فأقول: ما أحوجنا جميعاً إلى من ينصح ويقوِّم ويقول للمخطئ: أخطأت في كذا وكذا حسبما يظهر لي فما هو قولك - بارك الله فيك - ؟ ربما إنني أسأت فهم كلامك يقول ذلك بكل أدب واحترام ولكن رحم الله الأدب ورحم الله طلاب العلم الصادقين فقد كان يحضر عند الإمام أحمد في حلقات العلم خمسة آلاف طالب منهم خمسمائة يتلقون العلم والبقية يتعلمون من هديه وخلقه وسمته انظر إلى أهمية الأدب والتربية والأخلاق القويمة فهي أهم عند السلف حتى من العلم نفسه يا دكتور عبدالحميد ياليتنا نشتغل بعيوبنا عن عيوب الناس فمن اشتغل بعيوبه وعلم أن ما فيه يلهيه كان تعامله مع الناس حسناً ووجد لكل إنسان عذرا وكان له تميز في تواضع وبعد عن التوافه وإقبال على الإصلاح وانشغال بالمهم وتفكير في الأهم وبعد عما يضر. شَرِّ الْوَرَى بِعِيُوبِ النَّاسِ مُشْتَغِلٌ مِثْلَ الذُّبَابِ يُرَاعِِي مَوْضِعَ الْعِلَلِ ولنعلم أنه ليس من الذوق أن تنتبه إلى عيب غيرك وأنت لا تخلو أبداً من العيوب وإن لم تكن مثلها لأن طالب التميز يجب أن يكون صفياً نقياً منزها عن الدنايا والأفعال غير اللائقة والأقوال غير المهذبة، واعلم ان من النقص ان تستصغر اساءتك وتستكبر اساءة غيرك أما النصح فلا يدخل في هذا الباب ولكن بشرط ان يتبع فيه أصول الذوق والحكمة قال بعض الحكماء: إذا رأيت من أخيك عيباً فإن كتمته عنه فقد خنته وإن قلته فقد اغتبته وإن واجهته به أوحشته . فقيل: كيف نصنع؟ قال تكني عنه وتُعرض وتجعله في جملة حديثك أما قولك حفظك الله (وحيث اعتبر نفسي من المختصين في الطب النفسي بحكم التخصص والشهادة التي أحملها أرى أنه من الواجب عدم السكوت على مثل هذه الجرأة الشديدة التي يمتلكها الشيخ) فإننا نقدر فيك حرصك على تخصصك في الطب النفسي وياليتنا استفدنا منك في تعقيبك على الشيخ بشيء من الملاحظات الموثقة بالأدلة والإقناعات وتصحيح الأخطاء التي وردت في إجابات الشيخ على قراء صفحته وفندتها بطريقة علمية وعرضت ذلك بأدب واحترام لعقول القراء الذين قلت إنه من المفترض على الجريدة احترام عقولهم ولكنك وقعت في تناقض عجيب حيث إنك لم تحترم عقل القارئ فيما كتبت لا في الاسلوب ولا في المضمون. لَا خَيْلَ عِنْدَكَ تَهْدِيهَا وَلَا مَالَ فَلْيَسْعَدُ النُّطْقُ إِنْ لَمْ تَسْعَدِ الْحَالُ ثم يا دكتور، إذا كانت جريدة (الجزيرة) لا تحترم عقل القارئ فمن هو الذي يحترمه؟ هل هو من يطرح رأيه ووجهة نظره وردوده وكأنها يقينيات كبرى يجب على القراء أن يصدقوا بها ويعملوا بمقتضاها، ثم يطالب الجريدة بإعادة النظر في هذه الصفحة او يطلب من الشيخ الاجابة في حدود تخصصه وفات عليه - عفا الله عنه - ان الجريدة الناجحة المتألقة في سماء السمو والإبداع برئيس تحريرها الموفق الأستاذ خالد المالك وزملائه المخلصين لم يختاروا هذه الصفحة إلا بعد دراسة متأنية ومعرفة تامة بنفعها وحاجة القراء وجميع شرائح المجتمع لها وعرفوا أن الشيخ صالح اللحيدان هو الرجل المناسب فطلبوا منه تحرير هذه الصفحة وهي المكان المناسب. وكرأي شخصي لي أرى ان هذه الصفحة من احسن وامتع صفحات هذه الجريدة الموقرة التي تحترم عقول قرائها وتهتم بنشر مقالاتهم وكتاباتهم وتتقبل اقتراحاتهم وانتقاداتهم لأنها منهم وإليهم واقترح ان تضاف إليها صفحة اخرى لاهميتها وعظم نفعها وأرى - حسب وجهة نظري - ان الاخ عبدالحميد قد تسرع عندما طالب الجريدة بأن تعيد النظر في هذه الصفحة عندما لاحظ حسبما ظهر له ان فيها اخطاء وتجاوزات وكأنها ليس فيها صواب أبدا ولا خير قط، وهذا من الاجحاف والجور وعدم الانصاف فاربأ بنفسك يا دكتور - أحسن الله إليك - عن هذا فأنت أهل لكل خلق فاضل بإسلامك - إن شاء الله تعالى - وردي على قولكم عن إجابة الشيخ عن سؤال ورد في أربعة أسطر واستطاع بقدرات خاصة إعادة قراءة الرسالة اكثر من مرة استطاع اكتشاف وتحديد شخصية الرجل وابرز ما فيها وعيوبه بأنك تعلم ان التصرفات والكلمات والمواقف التي ذكرها صاحب الرسالة هي التي تحدد معالم شخصيته وتعطي صورة عن نفسيته وذلك لأنها انما هي نابعة من غرائز وطبائع في نفس الانسان وأظن ان ادنى معلومات يسيرة عن علم النفس تمكن الإنسان من معرفة ذلك. زيد بن فالح الربع