محمد علي البيز رجل في الأربعينات مولع بالتراث والأثريات غير ان مقتنياته ليست من الأواني أو قطع الزينة القديمة على سبيل المثال إنما هو عاشق للصحف والمجلات وأجهزة الراديو العتيقة التي مضى عليها عشرات السنين فهو إن قرأ إعلاناً عن بيع مطبوعات قديمة فان ذلك بالنسبة له بشرى وهو بين حين وآخر يزور حراج بيع الاشياء القديمة وعينه لا تبحث إلا عن مطبوعات أو أجهزة الراديو -حسب قوله- ومع ذلك فهو مستعد لبيع مقتنياته ولكن بشرط سيذكره في حديثنا معه: * هل هي هواية أم تعلق بالماضي؟ - بما أني أهوى جمع المقتنيات الاثرية وبالاخص ما يتعلق منها بالاعلام فإنني احرص على شراء الصحف والمجلات القديمة سواء السعودية منها أو العربية بالاضافة إلى بعض أجهزة الراديو ولكن الدافع لا أفهمه فأنا أهوى جمع هذه المطبوعات وربما كنت سأصبح صحفياً مثلك ولكن الامواج اخذتني إلى شطآن أخرى.. أقول (ربما). * هل أنت قارىء أم تهوى القديم وحسب؟ - في الحقيقة إنني كنت قارئاً للكتاب والصحف والمجلات وأحب التفاعل مع الآخرين ولكن الانترنت أخذتني مع إنني لازالت امارس القراءة والكتابة على الانترنت ولكن في مجالات فنية مع إنني اجلس امام هذه الصحف واقرأ فيها عن الاوضاع الساسية ثم اتحسر على الماضي كثيراً. * لماذا؟ - يا أخي العرب اصبحوا في وضع صعب امام العالم بسبب تفككهم وابتعادهم عن التضامن الحقيقي.. عندما اقرأ أين كنا واقارنه بما اصبحنا اشعر ان مهمتنا هي التفريط والتفريط إلى آخر ما نستطيع تصوره ولك أن تقرأ العنوان الرئيسي في صحيفة المدينة السعودية يوم الجمعة 26 جمادى الأولى 1384ه الموافق الثاني من اكتوبر 1964م متضمناً (نص وثيقة السوق العربية المشتركة) ونشرت نص الوثيقة كاملا تنفيذا لاحكام اتفاقية الوحدة الاقتصادية بين دول الجامعة العربية ولك ان تتخيل ان اكثر من أربعين عاما مضت ولم يجر تطبيق هذه الاتفاقية ولك أن تتخيل ايضا لو انه جرى تنفيذها منذ ذلك الحين ولقد أحزنني هذا العنوان الذي لم يتم تطبيقه حتى الآن. * هل تهتم بجميع الصحف السعودية فقط؟ - لا أبداً فجميع ما أجده من المطبوعات السعودية وغير السعودية أحاول الحصول عليه وكذلك الصور التاريخية وأجهزة الراديو القديمة وكما ترى ان معظم مقتنياتي من المطبوعات ليست سعودية. * كيف تحافظ على مقتنياتك؟ - على الرغم من اني اعتبرها كنزاً ثميناً إلا إنني عاجز بصراحة عن توفير وتطبيق وسائل الحفظ الصحيحة من تغليق وإضافة بعض المواد التي تحافظ على هذه المقتنيات وتخصيص مكان لها بدرجات حرارة معينة وما إلى ذلك ولذا اقلق عليها ولكني لا ادري ماذا افعل إزاء إمكانياتي المحدودة. * هل تبيعها لو عرض عليك؟ - بصراحة نعم إذا كان المشتري قادرا على المحافظة عليها بطريقة أفضل من طريقتي فانا لا اقتنيها لقيمتها المادية في الواقع إنما لما لها من أهمية تاريخية عن مرحلة عاشتها بلاد العرب بحلوها ومرها وبالتالي فإن غايتي هي الحفظ سواء كانت عندي أم عند غيري. * اذكر لنا أسماء المطبوعات التي تحتفظ بها؟ - من السعودية: جريدة الجزيرة، المدينةالمنورة، (جريدة) اليمامة، الندوة، جريدة الرائد الأسبوعية، جريدة القصيم، البلاد، قافلة الزيت. أما الصحف العربية فاحتفظ ببعض الأعداد من جمهورية مصر، الخليج العربي وبعض الصحف التي لا يحضرني اسمها الآن. وهناك مجلات عربية منها: مجلة الوعي المصرية، مجلة الأحد اللبنانية، مجلة الخواطر اللبنانية، مجلة الموعد اللبنانية، صوت الحكيم، الجمهور الجديد، صوت عمان، مجلة الأخبار (تصدر عن مكتب المعلومات الأمريكي في لبنان (1957م)، العالم العربي المصرية. احتفظ ببعض الاصدارات الخاصة على شكل مجلات مثل (لقاء الزعيمين) عن زيارة الملك فيصل إلى الباكستان ولقائه مع الرئيس محمد أيوب خان. ومجلة الحج، ونشرة الرسالة وهي أسبوعية مصورة تصدر عن إدارة الصحف والإعلام لحكومة ألمانيا الاتحادية (باللغة العربية)، كما احتفظ بنشرة صدرت بشكل خاص كلائحة لنظام الاندية الرياضية في المملكة في 28-1-1381ه، وتتراوح فترات صدور جميع هذه المطبوعات السعودية والعربية اعتبارا من 1954م أي منذ أكثر من خمسين عاماً.