الفقر والفقراء سنة كونية ربانية، وهذه السنة الكونية موجودة في كل الأزمان وفي كل البلدان.. والفقراء محتاجون للأغنياء كما الأغنياء محتاجون للفقراء، قال تعالى: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا}. لذا لا حرج ولا غضاضة أن يعمل الفقير خادماً لدى الغني؛ فقد عمل فقراء الصحابة في الرعي وغيرها من الحرف والخدمة المنزلية. بل هي ظاهرة في جميع بلدان العالم، فمثلاً في أمريكا ودول أوروبا تجد الخدم من فقراء البلد، وأحياناً ممَّن يحملون مؤهلات علمية وتربوية، وكذا الحال في معظم بلدان العالم العربي والإسلامي؛ حيث الخدم من فقراء البلد. فلماذا لا يفتح المجال في بلدنا -بلد الإسلام والتكافل- وبطريقة منظَّمة للفقراء ليعملوا في المنازل وفق معايير خاصة؛ فالجمعيات الخيرية لديها قوائم بأسماء العديد من الفقراء المُعدمين، فلماذا لا يتم التنسيق بين القائمين على تلك الجمعيات وبين مكاتب الاستقدام لمساعدة هؤلاء الفقراء على الكسب الحلال والعمل الشريف؟! فهناك العديد من راغبي الاستقدام يتمنَّى لو عمل في بيته امرأة من أهل البلد أو سائق أو مزارع؛ لما في ذلك من المصالح الشيء الكثير، ومنها على سبيل المثال: 1- فقراء البلد محل ثقة في الغالب؛ حيث لدى الجمعية كل المعلومات الخاصة بهم، كما أنهم بعيدون كل البعد عن الخرافات والأمراض التي تجلبها العمالة الوافدة، والتي تضرَّر منها الكثير من الأطفال، وكذلك العادات السيئة والسلوكيات الغريبة. 2- التخفُّف من الكثير من المصاريف، فالخادمة قد تجيء في الصباح وتعود في المساء، وليست بحاجة لتكاليف استقدام وإقامة وتذاكر سفر.. إلخ. 3- فيه من التكافل الاجتماعي؛ حيث الأغنياء يشعرون بحاجة فقراء البلد، فينالهم شيء من الصدقات والزكاة، وكذلك الفائض من الملابس والطعام. كما أن فقراء البلد سيعملون في البيوت وكأنها بيوتهم من حيث الأمانة والنصح وحسن التدبير. ختاما: من الممكن أن تُوضع بعض الشروط والمعايير؛ فالخادمات وفق سن معين ك(40-50)، وتذهب صباحاً وتعود مساءً، ويشرف القائمون على هذه الجمعيات على عملهنَّ للتأكد من المنفعة للطرفين.