في مثل هذا اليوم من عام 1953 توفي جوزيف ستالين، قائد الاتحاد السوفيتي منذ عام 1924، في موسكو، ومثل نظيره من الجناح اليميني، هتلر، الذي ولد في النمسا، لم يكن جوزيف ستالين من المواطنين الروس الأصليين وحكم بالقبضة الحديدية. ولد ايزوب دزهوجاشيفلي في عام 1889 في جورجيا التي كانت تشكل جزءاً في ذلك الوقت من الامبراطورية الروسية. وكان أبوه يقوم بضربه بدون رحمة أما أمه فكانت متدينة. وتعلم ستالين الروسية التي تحدث بها بلكنة ثقيلة طوال حياته، وذلك في مدرسة تديرها الكنيسة الاورثوذكسية. وأثناء دراسته لكي يصبح كاهناً بمعهد التعليم اللاهوتي في تيفليس ، بدأ سراً في القراءة لكارل ماركس والمفكرين الثوريين اليساريين الآخرين. وتقول القصة الشيوعية (الرسمية) أنه طرد من المعهد بسبب ثورته الفكرية، ولكن في الحقيقة قد يكون ذلك بسبب صحته السيئة.قام ستالين بأول انشقاق كبير له في عام 1912، عندما عينه لينين الذي كان في ذلك الوقت في منفاه بسويسرا ليعمل في أول لجنة مركزية للحزب البلشفي وهو كيان مستقل عن الديموقراطيين الاشتراكيين. وفي السنة التالية، قام ستالين ،الذي تخلى عن اسمه القديم واتخذ اسم ستالين المشتق عن الكلمة الروسية (ستيل) أو (الحديد) بالعربية، بنشر أول مقالة له عن دور الماركسية في مصير روسيا. وفي عام 1917، فر من منفاه في سيبيريا وقام بالانضمام مع لينين وثورته ضد حكومة الديموقراطيين المتوسطي الدخل التي قضت على حكم القيصر. واستمر ستالين في الترقي بالحزب، من مسؤول عن الجنسيات إلى السكرتير العام للجنة المركزية وهو دور قام بتزويده بمركز سلطته الديكتاتورية وسيطرته على الحزب والاتحاد السوفيتي الجديد. وقد شهد اندلاع الحرب العالمية الثانية محاولة ستالين التحالف مع ادولف هيتلر لاسباب شخصية بحتة، وبالرغم من الخطأ السياسي لقيام شيوعي بتوقيع تحالف مع فاشي، الا انهما وقّعا معاهدة لعدم العنف سمحت لكل ديكتاتور بسلطة حرة في نطاق نفوذه الخاص به. وبعد ذلك بدأ ستالين في الاستيلاء على اجزاء من بولندا ورومانيا وفينلندا واحتلال استونيا ولاتيفيا وليثوانيا. وفي مايو 1941، نصّب نفسه رئيساً لمجلس الشعب الشيوعي، حيث اصبح الآن رئيس الحكومة وليس فقط رئيساً للحزب. وبعد شهر واحد، قامت المانيا بغزو الاتحاد السوفيتي وحققت اختراقات هامة، وعند اقتراب القوات الالمانية، ظل ستالين في العاصمة يقوم بتوجيه السياسة الدفاعية وممارسة سيطرة شخصية على استراتيجيات الجيش الاحمر. ومع تقدم الحرب، جلس ستالين في مؤتمرات الحلفاء الرئيسية وتشمل طهران (1943) ويالتا (1945). وقد مكنته قبضته الحديديه ومهاراته السياسية البارعة في لعب دور الحليف المخلص بينما لم يتخلَ ابدا عن نظرته للتوسع في الامبراطورية السوفيتية بعد الحرب. وفي الواقع، بعد استسلام المانيا في ابريل 1945، ستالين استمر في احتلال والسيطرة على الكثير من اوروبا الشمالية بغض النظر من وعود الانتخابات الحرة في تلك الدول.