في مثل هذا اليوم من عام 1956، قام نيكيتا خرشوف باتهام جوزيف ستالين بأنه طاغية مستبد. وفي حديث مثير أمام الاجتماع العشرين للحزب الشيوعي رسم السيد خرشوف صورة لنظام (الشك والخوف والرعب) الذي بناه الديكتاتور السابق الذي توفي منذ ثلاث سنوات. وقال أنه يريد كسر (عبادة ستالين) التي وضعت المواطنين السوفيت في العبودية لمدة 30 عاماً. وقام بوصف عمليات التطهير التي جرت في الفترة من 1936 إلى 1938، وذكر أن واحداً من أكثر مساعدي ستالين الموثوق بهم وهو كيروف تم اغتياله في عام 1934 بأمر من الزعيم. وقال خرشوف أن ستالين قام في ذلك الوقت بعمل سلسلة محاكمات لأعضاء المكتب السياسي وحكم على البعض منهم بالإعدام بسبب مقتل كيروف، منهم زينوفايف وكامينيف ورايكوف. وأن ستالين قام بإذلال واضطهاد ضباط وأعضاء المكتب السياسي الذين لم يكونوا على هواه. وكشف عن أنه في عامي 1937 و1938، تم اغتيال 98 عضواً من مجموع الأعضاء البالغ عددهم 139 عضو في اللجنة المركزية بأوامر من ستالين.كما انتقد الزعيم أيضاً سياسة ستالين الخارجية خلال الحرب العالمية الثانية. وقال أنه بسبب محالفة ستالين لأدولف هتلر، رفض الاعتقاد بأن ألمانيا ستقوم بغزو الاتحاد السوفيتي، رغم تحذيرات وينستون تشرشل والسيد ستا فورد كريبس، السفير البريطاني في موسكو، وذلك ضمن تحذيرات أخرى.وعندما بدأ الهجوم، أمر ستالين الجيش الأحمر بعدم الرد زاعماً بأن الهجوم ليس سوى عمل (غير منظم) من قبل بعض وحدات هتلر. كما قام السيد خرشوف أيضاً بوصف السيرة الذاتية لستالين بأنها (كتاب قبيح) يشير فيه ستالين إلى نفسه على أنه (زعيم العمال العبقري) وأنه (شخص خجول ومتواضع). كما قال إنه في وصيته الأخيرة، نصح لينين بعدم استبقاء ستالين كسكرتير عام للحزب الشيوعي. وقال خرشوف إن هذه المعلومات التي أذاعها يجب أن يتم إعلام الشعب عنها تدريجياً، حيث قال: (أنتم تفهمون أيها الرفاق أنه لا يمكننا نشر هذه المعلومات على الملأ مباشرة، ويمكن أن يتم نشرها بصورة مفاجئة أو بصورة تدريجية، وأنا أعتقد أن الأصح أن يكون نشرها تدريجياً).