في هذا اليوم من عام 1944 م أعلنت الحكومة المؤقتة في المجر رسمياً الحرب ضد ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية لتنهي بذلك التعاون المعلن أحياناً والمستتر أحيانا بين المجر ودول المحور التي تقودها ألمانيا أثناء الحرب. وكان الوصي على العرش والديكتاتور الفعلي في المجر في ذلك الوقت ميكلاس هوثي من أشد المناهضين للشيوعية وفي الوقت نفسه كان يتمنى لو استطاع إبقاء بلاده بعيدا عن لهيب الحرب ولكنه لم يستطع وكان يتعاون مع الزعيم الالماني أودلف هتلر بصورة مترددة في عام 1940، وعلى الرغم من أن ميكلاس لم يكن معجبا بهتلر على المستوى الشخصي إلا أنه كان يأمل في أن يضمن له التعاون مع هتلر حماية بلاده من الوقوع في قبضة الاتحاد السوفيتي الشيوعي بزعامة جوزيف ستالين وفي الوقت نفسه يضمن لنفسه مواجهة الاحزاب المؤثرة في بلاده والتي تعارض نفوذه. وفي يناير عام 1943 أدت معركة فورونيزا ضد الاتحاد السوفيتي إلى وقوع الجيش الثاني المجري بالكامل في مواجهة الاتحاد السوفيتي وظهرت أهمية المجر من الناحية العسكرية في معارك الجبهة الشرقية بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي. وهنا وضع هتلر ميكلاس أمام خيار واحد هو إما التعاون الكامل مع ألمانيا أو خضوع المجر للاحتلال الألماني، وقد اختار ميكلاس التعاون مع الالمان والذي كان يعني في الوقت نفسه قمع الاجنحة اليسارية في الاحزاب المجرية وزيادة الضغط على اليهود المجريين. وفي الوقت الذي بدأ في السوفييت احتلال المزيد من الاراضي المجرية وقع ميكلاس بصورة منفصلة عن هتلر اتفاق هدنة مع السوفييت، وعندما أعلن الوصي على عرش المجر توقيع اتفاق الهدنة في الاذاعة خطفه الالمان وأجبروه على التنازل عن العرش. وفي 15 أكتوبر عام 1944 تولى فبرينك سزلاسي زعيم حزب السهم العابر الفاشي رئاسة المجر حيث لم يكن أكثر من مجرد دمية في يد الالمان، وقد اشتهرالرجل بالارهاب الذي مارسه ضد اليهود المجريين لحساب الالمان. وفي ديسمبر عام 1944 تمكن السوفييت من تحرير الجانب الاكبر من الاراضي المجرية من الاحتلال الالماني. وفي 31 ديسمبر عام 1944 أعلنت الجمعية الوطنية المؤقتة التي تشكلت من الشيوعيين الموالين للاتحاد السوفيتي الحرب على ألمانيا رسمياً، وفي يناير عام 1945 وقَّعت الجمعية اتفاق هدنة مع كل دول الحلفاء.