كان يوم أمس يوماً دامياً على العراقيين عندما استهدفت أكثر من منطقة يحتفل فيها الشيعة بيوم عاشوراء وسقط أكثر من 145 قتيلاً ومئات الجرحى التي ضجت بهم المستشفيات بين الكاظمية وكربلاء وذلك عندما تزامن هجومين على مناطق احتفالات الشيعة في هاتين المدينتين. ففي الكاظمية قتل أكثر من 75 شخصاً وجرح ما لا يقل عن مائة آخرين في الانفجار الذي وقع صباح أمس قرب قبر الإمام الشيعي موسى الكاظم كما أكد مسؤول في مستشفى الكاظمية. وقال عبد الله حاتم المسؤول عن ثلاجات حفظ الموتى في المستشفى (لحد الآن استلمنا 75 جثة قتيل ومعظمهم أصيبوا إصابات مباشرة وبليغة في الرأس والبطن). وأضاف ان (العديد من الجثث أنزلت من سيارات الإسعاف إلى الثلاجة مباشرة ولم تمر إلى شعبة الطوارئ لهذا فالعدد الصحيح هنا في هذا المكان). وأوضح عبد الله حاتم ان (الثلاجة الكبيرة لدى المستشفى لم تعد تستوعب الجثث لذلك بدأت بوضعها أمام الثلاجة في الخارج). وشاهد مراسلو الصحف والمحطات الفضائية العديد من سيارات الإسعاف تحضر جثث القتلى والجرحى إلى المستشفى والعشرات من عوائل وذوي وأقارب القتلى والجرحى وهم يجوبون طوابق المستشفى. وفي كربلاء هزت خمسة انفجارات على الأقل المدينة وقتل أكثر من 70 وجرح المئات فيما اكتظت الشوارع بالشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء. وقال مصدر صحفي تواجد في المدينة ان أطراف البشر والدماء تناثرت في شارع في وسط كربلاء بعد الانفجارات. وأضاف ان الناس كانوا يبكون في ذعر. وأكد الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة كربلاء رحيم مشاوي ان الانفجارات التي وقعت في مدينة كربلاء الشيعية كانت نتيجة قيام مجهولين بإطلاق قذائف من شمال المدينة. وقال مشاوي ان (الانفجارات التي حصلت في كربلاء كانت نتيجة إطلاق ما لا يقل عن ست قذائف هاون من منطقة الهيابي شمال المدينة باتجاه مرقد الإمام العباس). وأضاف ان (الشرطة العراقية قامت وبالتعاون مع القوات البولندية المسؤولة عن القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في المنطقة بغلق جميع منافذ المدينة من خلال إشراك عدد من المروحيات). وأكد مشاوي ان (قوات الشرطة العراقية ألقت القبض على أحد الأشخاص الإيرانيين الذي يشتبه بكونه كان من بين العناصر التي اشتركت في تنفيذ هذه الانفجارات). وأشار إلى ان (التحقيق معه لا يزال جاريا لمعرفة ما إذا كانت له صلة مباشرة بالعملية التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء). وفي نفس الشأن أعلن متحدث باسم الجيش البولندي ان أجهزة الأمن في كربلاء ضبطت (إرهابيين بالجرم المشهود) واعتقلتهما لمشاركتها في الاعتداءات التي شهدتها المدينة أمس الثلاثاء وأسفرت عن مقتل خمسين شخصا. وقال الكولونيل جيسلاف غناتوفسكي المتحدث باسم هيئة أركان الجيش البولندي انهما (اعتقلا بالجرم المشهود) بينما كانا يستعدان لاطلاق قذائف أخرى. يذكر ان كربلاء تقع في المنطقة الخاضعة لإشراف بولندا في العراق. وكان الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة كربلاء رحيم مشاوي أكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان (قوات الشرطة العراقية ألقت القبض على أحد الأشخاص الإيرانيين الذي يشتبه بكونه كان من بين العناصر التي اشتركت في تنفيذ هذه الانفجارات). وأشار إلى ان (التحقيق معه لا يزال جاريا لمعرفة ما إذا كانت له صلة مباشرة بالعملية التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء). ويقدر ان أكثر من مليوني شخص تجمعوا في شوارع كربلاء لاحياء ذكرى يوم عاشوراء المقدس حسب التقاليد الدينية الشيعية. ويعتقد المراقبون أن هذه الانفجارات المتزامنة لا يمكن أن يخطط لها بهذه الطريقة إلا من قبل جهات خارجية قادرة على التخطيط والتمويل والتنفيذ بهذه الطريقة الواسعة، والأسئلة كثيرة ولكن السؤال الأهم من المستفيد من تفجير الصراعات العرقية والطائفية في العراق؟ ومن جانب آخر قال متحدث باسم الجيش الأمريكي ان 3 جنود أمريكيين قتلوا واصيب آخرون بإصابات خطيرة عندما ألقى رجال المقاومة قنبلة على مركبة عسكرية أمريكية صباح أمس الثلاثاء. وأضاف المتحدث ان القنبلة دمرت المركبة التي كان الجنديان يقودانها في بغداد وهي من طراز همفي.
