تم بعون الله خلال الأربعة أسابيع الماضية بمركز الكبد بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض إجراء خمس عمليات زراعة كبد كان آخرها لطفلة صغيرة عمرها 9 سنوات وجميع هذه العمليات تمت بنجاح كامل وأوضاعهم الصحية ممتازة وقد خرج أربعة منهم من العناية المركزة في وقت قياسي. وما يدعو إلى الفخر أن جميع هذه العمليات أجريت على أيدي استشاريين سعوديين من الجراحة وأمراض الكبد الباطنية. وقد كانت هذه الحالات الخمس لثلاثة رجال وامرأة وطفلة. وأوضح الدكتور عبدالمجيد بن عبدالرحمن العبد الكريم رئيس مركز الكبد أن المركز قد قام منذ إنشائه بإجراء (180) زراعة كبد وخلال العامين الماضيين فقط قام المركز بإجراء (21) زراعة كبد ونتائجها وصلت إلى 100% من النجاح ولم تحدث وفاة لأي مريض. وهذه النتائج تعتبر رائدة في هذا المجال حيث ان النسب العالمية هي ما بين 58% إلى 90% كما أنها كانت في المركز لا تتعدى 90% في السنوات الماضية. وأضاف الدكتور عبدالمجيد أنه من الحالات ال(180) تم عمل (17) عملية من متبرع حي بالغ لآخر بالغ وخلال السنة الماضية قمنا بعمل (7) حالات من متبرع حي وجميع المتبرعين والمرضى الذين تمت الزراعة لهم بحالة صحية جيدة. وأشاد الدكتور عبدالمجيد بالتحسن الحاصل والاقدام من قبل أقارب المرضى بالتبرع لهم بجزء من الكبد من الأبناء أو البنات أو الاخوان أو العائلة الأقربين.وقال إن الحاجة الماسة لا تزال موجودة للمزيد من المتبرعين وزيادة الوعي بأهمية الموضوع وخصوصاً أن مريض الفشل الكبدي له خصوصية تختلف عن مريض الفشل الكلوي مثلاً، وكما ان هناك جهودا مشكورة وفي مكانها وتركيز كبير في الإعلام على مرض الفشل الكلوي والحاجة إلى الغسيل وأجهزة الغسيل وزراعة الكلى فنرجو أن يكون هناك توعية حول الفشل الكبدي ليعلم الجميع ان الذي يصاب بفشل كبدي ليس أمامه جهاز غسيل، ليس أمامه سوى الوفاة خلال شهور بينما مريض الفشل الكلوي يمكن أن يعيش على أجهزة الغسيل فترة طويلة بإذن الله. بالتالي يجب أن نلفت انتباه الإعلام والناس بأن الفشل الكبدي ليس له بديل سوى الزراعة. وطمأن الدكتور عبدالمجيد الجميع بأن عمليات التبرع بجزء من الكبد تعتبر كبرى ولكن نسبة خطورة الوفاة من الناحية الإحصائية قد تصل إلى حالة وفاة لكل ثلاثمائة أو أربعمائة متبرع لا قدر الله وهذا الرقم حسب التجربة العالمية وأغلب هذه الوفيات حدثت في بداية التسعينات أي في بداية إجراء مثل هذه العمليات، لكن مع زيادة التجربة والخبرة قلت هذه الوفيات شيئاً فشيئاً وهي عموماً لا تخلو من بعض المضاعفات. وختم الدكتور العبدالكريم بالقول إن أهم شيء لدى المركز حالياً هو تطوير عملية زراعة الكبد من الأحياء الأقارب، وكذلك سيقوم المركز حالياً بخطوات متأنية لعمل زراعة البنكرياس في البداية ستكون بزراعة العضو كاملاً من متوفى دماغياً ثم سيكون هناك إن شاء الله تطوير زراعة خلايا البنكرياس والتي لا تتطلب زراعة العضو بكامله ولكن زراعة الخلايا فقط.