لقد أمضيت الأسبوع الماضي متنقلاً بين رياض نجد وشعابها وأوديتها ومواضع الربيع الخضراء حتى حفر الباطن التي ازدهرت هذا العام بالخضرة والجمال حيث الأجواء الربيعية الجميلة، ولقد حبا الله بلادنا بطيب ونقاء هوائها وخصوبة أرضها وفي هذه الأيام حينما يخرج المرء للصحراء يشعر ان لها جمالها وطبيعتها الخلابة وجمالها الربيعي وحفيف رياحها الجميلة وجمالها الطبيعي، خصوصاً بعد أن هطلت الأمطار هذا العام بغزارة وأدركت رحمة الله الكثير من الرياض والأودية وتبدلت الأرض واهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج وتحولت إلى جنان خضراء مختلفة النبات جميلة المشاهد والمناظر حيث تمرح العيون في جمال الطبيعة حين ترى الجبال والرياض مكسوة بالاخضرار والتلال تعلوها الأزهار والرياض تفيض بجمال الربيع كما قال البحتري: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما وكانت فرصة طيبة للذهاب والتجول بين رياض نجد ومرابعها وسفوحها ومنحدراتها وجمالها المبهج بجمال النبات ومواضع البهاء والحسن مما يثير في النفس البهجة والانشراح والمسرة والحيوية والابتهاج والحبور والنشوة والسرور مما ذكرني بقول الشاعر: الأرض قد كسبت رداء أخضرا والطل ينثر في رباها جوهرا وقال الآخر: سقى الله نجداً والمقيم بأرضها سحاباً غواد خاليات من الرعد وقال الشاعر: ألا يا حبذا نجد وطيب ترابه وأرواحه إن كان نجد على العهد وبالقرب من مدينة المجمعة حيث الرياض الجميلة والنباتات البرية حيث تتعطر الأرض بأريج الخزامي والقرقاص، والحوذان، والبسباس، والعرار، والشيح، والنصي، والنفل، وغير ذلك من النباتات والحمد لله على هذا الخير الكثير مما جعلني أردد قول الشاعر: سقى الله نجدا من ربيع وصيف وماذا ترجى من ربيع نجد وكنت أرنو لتلك الأرض والأودية والشعاب ومشاهدة تلك الهضاب ومخابئ (الكمأة) مستعرضاً أقوال الشعراء كقولهم: تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار وقول الآخر ولعله حافظ إبراهيم: ولا تنس نجداً إنها منبت الهوى ومرعى المها من سائحات ورتع إن طبيعة المكان تضفي على النفس البشرية حبوراً وابتهاجاً وتتميز المجمعة بكثرة الأودية والرياض المحيطة بها والقريبة منها، وفي الربيع تكسوها الأعشاب وتزينها الورود ومياه السيول مما زاد في جمالها مما يجعلنا ننتقل بين تلك الرياض مثل: روضة مطربة والنظيم والخفيسة والكظيمة وصبحا وسدحا ونباء وحطّابة وزيدة والمزيرعة وأم حجول وروضة أم شبرم والزلعا والمجمع وأم الذيابة وطاسات والقاعية وغيانة والشرارية والأمعر وأم هشيم وروضة نورة والحقاقة والخشم وغيرها ولقد كسيت هذه الرياض بحلة خضراء مزدانة بأنواع شتى من النباتات والزهور ذات الرائحة الشذية والنسائم الصافية والهواء العليل، ولله در القائل: ونجد إذا جادت به رهم الحيا رأيت به المكنان والنفل الجعدا ولقد قيل: ربيع نجد إذا طابت منابته يفوق في حسنه حمص ولبنان أجل هذه رياض نجد جميلة معطاءة سخية إذا باكرها الغيث وتوالت عليها الأمطار حيث تجود بالنباتات العطرة الجميلة والأزهار اليانعة الباسمة فلله الحمد من قبل ومن بعد على ما أعطى، ولقد استمتعنا بمشاهدة هذه الرياض الخلابة وكذا الاستمتاع بالبحث عن نبات الكمأة (الفقع) بأنفسنا حيث يوجد بكميات كثيرة هذا العام وفي كل مناطق الربيع مما يملأ العين بهجة وسروراً ولقد قيل (إذا ظهر الفقع صر الدواء وإذا ظهر الجراد انثر الدواء) ويوحي هذا القول ويدل على دلالات متنوعة ينبغي الانتباه إليها. حقاً ما أجمل بلادنا وما تحفل به من مناظر خلابة ورياض خضراء وما فيها من نباتات وزهور برية.