الحادث الفاجعه الذي وقع في المدينةالمنورة وتسبب فيه أحد الشباب المتهورين، وراح ضحيته طالبتان في المرحلة الثانوية واصيبت سبع أخريات لا يمكن فصله عن حوادث سابقة وربما لاحقه سيقوم بها شباب متهورون وضحاياها طلاب وطالبات، وهؤلاء المتهورون يستغلون الثغرات المرورية، فعندما تغفل عين الرقيب المروري عن الشارع يكثر هؤلاء الخطرون على انفسهم وعلى الاخرين. والغياب قد لا يكون حسيا ولكنه غياب الهيبه، فالمتهورون في الاصل لا يجدون في انفسهم أي خوف من المرور ورجاله! الحادث المأساة وقع امام بوابة المدرسة بعد جولة تفحيط مثلما يحدث في كل شوارعنا وكل مدننا في ظل غياب الانظمه المرورية الرادعه والحاضرة في ذهن المخالفين.. رجال المرور وكعادتهم كانوا حاضرين ولكن (بعد) الحادث و (بعد) فوات الاوان و (بعد) وفاة طالبتين في عمر الزهور، كانت احداهن تستعد لتكون عروسا. الرقيب سعد الفاو من مرور المدينة قال لصحيفة عكاظ ان المرور كثف دورياته حول المدرسة المنكوبه!! و (سوف) يعمل على منع المتهورين من المرور أمام المدرسة، كما قال ايضا اننا (سوف) نقوم بمعاقبة من يخالف النظام فورا!! (اذا فات الفوت ما ينفع الصوت) كلام الرقيب سعد كثيراً ما نسمعه بعد كل مصيبه يكون احد أسبابها ان المرور لا يتواجد الا بعد الحادث! ولكن الشباب المتهورين يؤكدون لرجال المرور ودورياتهم جهارا نهارا، انهم يضربون عرض الحائط بكل الانظمه المرورية ! واذا كان المرور لن يفرض التزام الناس بالنظام الا بوجود مكثف فهذه مشكلة تعني أن المرور سيظل مقصراً في حمايتنا وابنائنا من المتهورين، لانه لا يملك جنودا وسيارات بعدد المدارس ولا عدد الشوارع والاشارات! لكن المرور اذا اكتفى بردود الافعال وترك المبادرة الاولى للمفحطين كما تعودنا فسيستمر المتهورون الاشاوس في مزاولة هواياتهم في التفحيط في الشوارع وامام المدارس، وتظل لعبة القط والفار بين المرور وبينهم قائمة، والضحية اناس ابرياء توقعوا ان المرور سوف يؤمن لهم الامن واذا هو فقط يباشر الحادث بعد وقوعه ليكتب تقريرا وليرسم كروكي الحادث ويصرح احد مسؤليه بمثل تصريح الرقيب سعد! وبعد عدة أيام تعود المياه إلى مجاريها والدوريات إلى اماكنها، وعند كل حادث دهس قادم تذكروا فقط ان للمرور دوراً كان يمكن ان يؤديه في صد هجمات المتهورين بان يزرع في قلوبهم هيبة النظام!! فالهيبة المرورية مهمة وهيلن تأت الا بتطبيق انظمه رادعه وقاسية جدا مع من يتعمدون الاساءة للناس باستخدامهم للسيارات كأسلحة فتاكة مثلما يحدث أمام بوابات المدارس والشوارع!!.