في دياجير الظلام يشع بصيص الأمل المغلف بالتفاؤل ليضير الطريق لكل التائهين، وليوقد لهم أضواء ساطعة ليستطيعوا السير من خلالها في هذه الحياة. وتحدثي عن هذا الموضوع ليس وليد الساعة وإنما شدني للتحدث عن هذا الموضوع ماخطه يراع الأخ (حازم الشرقاوي) بعنوان (صبر عبدالرحمن الإنسان)، وكانت المقالة تتحدث عن صبر ذلك المعاق الذي أمضى سنوات عمره في المستشفى معاقاً ومع ذلك لم تمنعه اعاقته من السير قدماً في هذه الحياة والقيام بدوره على خير وجه. فإعاقته تلك لم تسلمه لليأس بل كافح ولازال يكافح لإثبات نفسه والوقوف ضد إعاقته، فقام بما لم يقم به بعض الأصحاء من حفظ أجزاء القرآن الكريم، فقد تحدي إعاقته وغسل الأحزان بمسحوق النسيان وأزال تلك الهموم من طريقه، واذا تطرقت في حديثي لهذا الشخص فماذاك إلا اعجاباً به وبأمثاله، فقد حلّق في آفاق النجاح متحدياً تلك الصعوبات التي تواجهه. ومن خلال ذلك سيغير المجتمع نظرته القاتلة للمعاق، إذ لا فرق بين معاق وسليم، فالعمل في شتى المجالات لم يخصص للسليم فالإنسان بقدرته وتفاؤله وأمله يستطيع الوقوف ضد مايواجههن وهذا الشاب نموذج رائع من هؤلاء الشباب الذين حرموا كثيراً من النعم ولكن الله هيأ لهم قلوباً تعقل وآذاناً تسمع الحق فالبصيرة تستطيع معرفة ورؤية مالايستطيع المبصر أن يراه، وصدق الحق حيث قال {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحج. ولو تساءلنا ما الذي يجعل بعض المعاقين يخوض حياة هادئة مثله مثل غيره راضياً ومقتنعاً بما أصابه لوجدنا أن قوة الإيمان أولاً يتبعها الأمل ثايناً هما الدافعان لهذا المعاق، فالأمل ذلك الخط الرفيع الذي يربطنا بالحياة له أثر ايجابي ومفعول سحري في التأثير على أي معاق.. الأمل: ذلك النبراس المنير الذي ينير آفاق الحياة. الأمل: تلك الكلمة التي تعج بالمعاني السامية والأحلام الوردية. فمن خلال الأمل انبعثت لهذا الإنسان خيوط الشمس لتعم له الضوء الوهاج وليسير على ضوء هذا الأمل حت يحقق مراده، فقد تعلم هذا الإنسان من قسوة الإعاقة الصمود ومواجهة الحياة فأصبح فرداً ناجحاً في المجتمع فيجب علينا أن نقف وقفة تقدير لأمثال هؤلاء، ولكل معاق نسي الإعاقة ووقف كالطود الشامخ أمام معترك الحياة .كما يجب علينا أن نقف وقفة تشجيع حتى يسير البقية على نهجه، حينها ستمحى كلمة الإعاقة من قاموسنا. فالكل سواء بسواء، وحينها ستشرق شمس الأمل وتعكس أشعتها الذهبية على مسار هؤلاء فتتألف في صفحة حياتهم وتدخل البهجة وترسم البسمة على شفاههم. وأخيراً: اللهم إن كنت قد اخترت لنا من الدروب أشقاها وأصعبها فهب لنا من لدنك صبراً جميلاً يعيننا على مصاعب الحياة ويكون طوق نجاتنا.. آمين..