جرت محاولة لإيقاف انتفاضة الأقصى بعد بدئها بعدة أسابيع بعد فشل مؤتمر كامب ديفيد عام 2000م وزيارة شارون المشؤومة للمسجد الأقصى. وتمثلت هذه المحاولة فيما يعرف بخطة أو تقرير ميتشل نسبة إلى جورج متشل زعيم سابق للأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي. جاء تقرير ميتشل الذي أعد بناء على توصيات قمة شرم الشيخ التي عقدت بتاريخ 17 أكتوبر 2000م بعد انقضاء أكثر من أسبوعين على اندلاع الانتفاضة في 29 سبتمبر 2000م. ضمت هذه القمة كلاً من الرئيس بل كلينتون والملك عبدالله والرئيس الفلسطيني وايهود باراك وخافير سولانا وكوفي عنان. تقرر عن هذه القمة تشكيل لجنة لبحث الأوضاع في فلسطينالمحتلة بعد اندلاع الانتفاضة واستخدام القوة المفرطة من قبل الجيش الصهيوني. ضمت هذه اللجنة كلاً من: جورج متشل رئيساً للجنة وقد كان عضواً سابقاً ورئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي وعضوية سليمان ديمريل رئيس سابق لتركيا وثوربرن جقلاند وزير خارجية النرويج وورن ردمان عضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي. وخافير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. George J.Mitchell, Suleyman Demirel, Thorbjoern Jagland Warren B. Rudman, Javier Solana ويمكن إيراد مقتطفات وربما ملخص لأجزاء من هذا التقرير يوضح مدى تضييع الوقت في نظري واستغلال الإسرائيليين ذلك الوقت في قمع الفلسطينيين.. (*). في ختام قمة شرم الشيخ تحدث الرئيس حسني مبارك والرئيس بكل كلينتون نيابة عن المشاركين الآخرين حيث قال الرئيس بل كلينتون: إن الولاياتالمتحدة ستطور بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية وبالتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة لجنة لتقصي الحقائق عن الأحداث التي جرت خلال الأسابيع الماضية وكيفية عدم تكرارها مرة ثانية. وسيطلع على التقرير رئيس الولاياتالمتحدة وأمين الأممالمتحدة والأطراف الأخرى قبل نشره. تسلمت اللجنة خطاباً من الرئيس كلينتون في 6 نوفمبر ذكر فيها اللجنة بأهداف قمة شرم الشيخ والمتمثلة العمل إيقاف العنف وعدم ظهوره مرة أخرى والعودة إلى طريق المفاوضات. وحدد الخطوط العريضة لتحقيق هذه الأهداف لعمل اللجنة في هذه الرسالة. ومنها أن تكافح اللجنة ولا تنقاد إلى تعميق الاتهامات المتبادلة والإشارة بأصابع الاتهام بين الطرفين. وألا تصبح اللجنة قوة نصح أو بؤرة رئيسية للوم والاتهام، بل تعمل لتجب العنف والمواجهة. يجب ألا تكون اللجنة محكمة لتحديد المذنب والبريء سواء من الأفراد أو من الأطراف وإنما لجنة تقصي حقائق هدفها تحديد ماذا حدث وأوجد العنف لكي يمكن تجنب حدوثه في المستقبل. ركزت توصيات هذه اللجنة التي عرفت فيما بعد بخطة أو تقرير متشل على ما يلي حسب ما جاء في مقدمة وحيثيات هذه الخطة بناء على نتائج قمة شرخ الشيخ والتي صاغ خطوطها العريضة الرئيس بل كلينتون في رسالة أرسلها للجنة: أولا: أنهاء العنف: على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الالتزام بتعهداتهما تجاه الاتفاقات الحالية وأن يأخذا على عاتقيهما وبدون شروط إنهاء حالة العنف حالاً والبدء مباشرة في التعاون الأمني. ثانيا: بناء الثقة: إن على الطرفين العمل سوياً على تنفيذ بناء الثقة والبدء في الجهود التي تحقق تحديد وإدانة وعدم التشجيع والتحريض على أي شكل من أشكال العنف وعدم الثقة. كما أن على الفلسطينيين والإسرائيليين اتخاذ إجراء واضح ومشدد على السواء بشجب العنف وإنه غير مقبول وأن على السلطة الفلسطينية أن تبذل 100% من الجهود لكي تمنع العمليات الإرهابية وتعاقب المنفذين لها. على الحكومة الإسرائيلية أن تجمد كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي للمستعمرات الموجودة. كما أن على الجيش الصهيوني أن يتخذ ويفرض السياسات والإجراءات التي تشجع عدم استخدام الوسائل المميتة تجاه المتظاهرين العزل لتقليل الإصابات والانقاسامات بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي. كما أن على السلطة الفلسطينية أن تمنع المسلحين الفلسطينيين من اطلاق النار من داخل المناطق الفلسطينية المأهولة على المناطق الإسرائيلية المأهولة ومواقع الجيش الإسرائيلي. على الحكومة الإسرائيلية أن ترفع الحصار على المدن الفلسطينية وتحويل مبالغ الضرائب للسلطة الفلسطينية. أن تسمح للعاملين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون داخل الأراضي المحتلة بالعودة لأعمالهم، والتأكيد على أن قوات الأمن والمستوطنين يمنعون من تدمير المنازل والطرق وكذلك الأشجار والممتلكات الزراعية في الأراضي الفلسطينية. مع اعترافنا (أي اللجنة) بأن المواقف والإجراءات التي اتخذها الجيش الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين كانت لأسباب أمنية. على الطرفين أيضاً المحافظة على الأماكن المقدسة للمسلمين واليهود والمسيحيين. وعلى الطرفين أيضاً مساندة المنظمات غير الحكومية من الجانبين للمبادرات التي تقوم بها هذه المنظمات لتوثيق الصلة بين الجانبين. ثالثاً: العودة للمفاوضات: توصي اللجنة على ضوء قمة شرم الشيخ عامي 1999 و 2000م وعلى ضوء تعهدات الطرفين والتزاماتهما بأن يلتقي الطرفان لتأكيد التزاماتهما تجاه الاتفاقات الموقعة وهذا هو الأساس للعودة لتفاوض كامل وذي معنى. http://electronicintifada.net/referencelibrary/ keydocuments/doc-pag