قال رئيس اللجنة الدولية لتقصي الحقائق السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل إن لجنته ستبذل كل ما في وسعها "للخروج بتقرير كامل وعادل ومحايد في المستقبل القريب"، مشيراً إلى أن ذلك هو ما طلبه الرئيس الاميركي بيل كلينتون من اللجنة وكذلك رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك والرئيس ياسر عرفات. وكان الرئيس المصري حسني مبارك استقبل في القاهرة امس اللجنة التي تشكلت بقرار من قمة شرم الشيخ. وبعد اللقاء رد ميتشل على أسئلة الصحافيين بشأن انتقادات وُجهت للجنة لعدم نزولها إلى الشارع للحصول على الحقائق بقوله ان هذه الزيارة هي الأولى للمنطقة "وسنعود عدة مرات"، مشيراً إلى أن "هدف الزيارة الأولى فقط هو الالتقاء بالزعماء وقد حققنا ذلك". وأوضح ميتشل أنه التقى أول من أمس مع حوالى 40 من ممثلي المجتمع الفلسطيني منهم أطباء ومحامون وأساتذة جامعات وغيرهم، وقال: "لقد عقدنا عدة لقاءات على مدى يوم كامل مع مسؤولين من الجانبين وأعتقد أننا قد تفهمنا الموقف من جانب الزعماء وسنعود بشكل منتظم إلى المنطقة حتى ننتهي من مهمتنا، ونتوقع الحصول على معلومات في الزيارات المقبلة من أكبر شريحة ممكنة من المصادر المختلفة". ورداً على سؤال من سيكون أول من يتلقى التقرير النهائي للجنة قال ميتشل إن القادة طلبوا من اللجنة إعداد التقرير وتقديمه لكلينتون وباراك وعرفات، للحصول على ملاحظاتهم ثم يعود التقرير مرة أخرى الى اللجنة متضمنا تلك الملاحظات لكي نضعها في اعتبارنا، وبعد ذلك تقدم اللجنة التقرير النهائي للرئيس الاميركي في آذار مارس المقبل وسيعلن البيت الابيض التقرير على الرأي العام. وأكد ميتشل مجدداً على أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ستكون لديهما الفرصة لإبداء ملاحظاتهما قبل إعلان التقرير للرأي العام. وقال ميتشل إن اللجنة "ستفعل كل ما هو مطلوب لكي نعد تقريراً كاملاً وعادلاً ونزيهاً"، و"لم نحدد بعد كيف سنقوم بعملنا"، نافياً ما تردد عن وثائق ومقابلات. وأوضح: "سنعود الى المنطقة وسنحصل على معلومات من مصادر ومستويات مختلفة حتى نصل إلى التقييم الصحيح في الوقت المحدد". وعما اذا كانت اللجنة ستلتقي زعيم حزب ليكود الاسرائيلي اليميني ارييل شارون رد ميتشل بان اللجنة لم تحدد بعد بمن ستلتقي، وأشار إلى أن كلينتون كان أوضح في شرم الشيخ أن هدف اللجنة لن يكون إلقاء اللوم ولكن معرفة اسباب ما حدث وكيفية منع تكراره في المستقبل. وشدد ميتشل على أنه ليس في نية اعضاء اللجنة اشعال الموقف أو إلقاء اللوم. ومن جهته لاحظ مفوض الشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا استمرار العنف منذ قمة شرم الشيخ، ولكن بدرجة أقل، وقال: "سنبذل كل ما في استطاعتنا للمساهمة في تقليل حدة التوتر"، معرباً عن اعتقاده بأن من الصعب الدخول في محادثات السلام أو التوصل الى حل اذا استمر التوتر على أرض الواقع. وقال إن باراك وعرفات أبلغا اللجنة بأنهما سيفعلان كل ما في وسعهما لتقليل العنف. من جهة أخرى دعا وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي حضر لقاء مبارك وأعضاء اللجنة إلى عدم استبعاد امكانية العودة الى التفاوض ولكنه أشار الى أن هذه الخطوة ستحتاج الى خطوات لإعادة الثقة، وشدد على ضرورة عدم اضاعة الوقت. وأعرب موسى عن قناعته بأهمية اتخاذ رئيس وزراء إسرائيل سياسة تجاه اقامة سلام عادل ودائم إذا ما أراد أن ينجح في الانتخابات، ونبه إلى ضرورة الانتظار وإعطاء الفرصة والوقت للإسرائيليين لينتخبوا رئيس وزرائهم. وأكد موسى في اشارة إلى ما يجري في مجلس الأمن الآن ،على ضرورة وجود مراقبين واضفاء حماية دولية على المدنيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ووصلت لجنة تقصي الحقائق امس الى عمان والتقت الملك عبدالله الثاني.