المكرم المشرف على مدارات شعبية بجريدة الجزيرة الغراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لكم جزيل الشكر على الجهود التي تبذلونها لتعريفنا أكثر وأكثر بتراثنا الشعبي... لقد نشرت صفحتكم التي هي صفحتنا المحبوبة إلى الكثير من القراء قصة مشهورة يوم الاثنين 20 من ذي القعدة 1424ه وكان عنوان القصة «بكت زوجة لقلة الحال فأكرم السدحاني ضيفه الغائب» التي مرجعها كتاب حكايات من الماضي لمحمد بن زبن بن عمير رحمه الله ناقلاً عن إبراهيم اليوسف. وأنا أقرأ تفاجأت باسم صاحب البيت الغائب الذي ذكرتم في القصة انه علي السرحاني فاندهشت، لقد سمعت القصة عدة مرات ومن رجال كبار السن ان صاحب البيت الغائب مطير الحمزي السويدي الشمري فقلت لنفسي لابد أن أعود الى مكتبتي وابحث في الكتب التي لدي كلها حتى أرى اين الصواب لأننا لا نريد وضع طيب أحد لأحد آخر وأعلم أنكم احرص مني بمثل هذه الأمور وها أنا أبحث رغم وجود اختبارات علي ولكن استمررت بالبحث حتى وجدت كتاباً اسمه «شاعر من نجد» للشاعر الاسمر خلف الجويعان والديوان بقلم: ضيف الله مطلق الرويلي.وها أنا أصور لكم القصة من نفس كتاب «شاعر من نجد». وفي القصة لم يذكر بأن صياح المرتعد سأل زوجة صاحب البيت هل يوجد لديك سمن فقالت لا ما عندي سمن قال ماعون سمن والمقصود بالماعون «العكة» قالت عندي ولكن لا يوجد بها شيء فأمرها باخراجه وتسخينه على النار فأخذ بعصره ويدهن يديه وعصاه هو ورفاقه وأيضاً ذكر انها ناقة وهي شاة معروفة لدى الجميع ولكم القصة حب ما رواها لي العديد من كبار السن رجال ونساء وحسب ما كتب في كتاب «شاعر من نجد». القصة كما وردت في كتاب «شاعر من نجد» كان صياح المرتعد شيخ الايمنه من ولد سليمان من عنزة على رأس قوم حلوا ضيوفا على جماعة من السويد من شمر فتفرقوا على البيوت الموجودة وحل صياح وبعض رفاقه على احد البيوت وكان صاحبه غائباً فلما جلسوا أوجس صياح من صاحبة البيت بعض التضجر والمضايقة وهي تصفق وتفرك يديها فقام إليها صياح وسألها عن السبب فقالت والله لا يوجد عندي ما أقدمه لكم من طعام فقال لها هوني على نفسك فنحن قد جربنا قساوة الدنيا هل يوجد لديك سمن فقالت ما عندي فقال ما عون سمن فقالت عندي ولكن لا يوجد به شيء فأمرها باخراجه وتسخينه على النار فأخذ يعصره ويدهن يديه وعصاه هو ورفاقه فلما جاء الصباح سلكوا طريقهم واجتمع هو ورفاقه فقاموا يتساءلون عن قرى معازيبهم لهم وأخذ كل يخبر بما قدم لهم من طعام. أما صياح فقال انظروا إلى وجوهنا وعصياننا فرأوها مدهونة ولرائحة سمن فظنوا انهم مقدم لهم سمن وهذا أحسن ما يقدم عند العرب بعد الذبيحة، فلما حضر صاحب البيت اخبرته زوجته بذلك فأخذ ذبيحة من الغنم وشهد عليها بأنها ذبيحة صياح المرتعد وعلى نصيبه هي واللي تلد فتكاثرت وأصبحت أغناماً كثيرة فأوصى مطير بن مطير الحمزي السويدي وهو صاحب البيت للمرتعد بأخذ غنمه فحضر المرتعد وقام بقسمها ثلاثة أقسام قائلاً: قسم لنا وقسم للقلطة الثانية والآخر لصاحبة البيت فأخذ قسمه وذهب. فقال الشمري هذه القصيدة يا لمرتعد واجبك حق وصايب حق على اللي يفهمون المواجيب وسمتها بحضور كل القرايب ذبيحتك يا منقع الجود والطيب لو ما بغينا ما علينا غصايب لا شك ضيف البيت له حق مصيب جملتنا يا شوق ضاق الذوايب ذي عادت الطيب بستر المعازيب يفداك منه ضاريا بالسبايب اليا ضاف علق بالمعزب كلاليب فرد عليه المرتعد الطيب بحجاج المشبب وهايب طيب الفتى من عند ربه مواهيب ثلث لنا وثلث لبيتك حلايب مقسوم بين الضيف وهو والمعازيب ومعزبتنا يا فتى وأنت غايب نشيمة تسوى كثير الرعابيب نشمية تسوى كثير الحبايب لو غبت ما يدخلك شك ولا ريب من جرب الدنيا وشاف النوايب تراه ما يشنا ولا يطرى العيب واللي يسب لشبعة البطن خايب أصل القرى زين النبا والتراحيب تحياتي لكم.. ولكم جزيل الشكر..