عهدنا من ولاة أمر هذا البلد الطيب حمل لواء أمانة المقدسات الإسلامية والعمل الدؤوب في خدمة ضيوف الرحمن، فما يكاد ينقضي موسم كل حج حتى يبدأ الاستعداد للموسم الذي يليه وتجند كافة الإمكانات في هذا السبيل، وفي الحقيقة أن هذا الجهد ليس بمستغرب على قادتنا سدد الله خطاهم فحسب ضيوف الرحمن وخدمتهم في سويداء قلوبهم، وليس أدل من جهود خادم الحرمين أَمَد الله بعمره وحفظه من كل مكروه في توسعة الحرمين الشريفين بجهد لم يسطر له التاريخ مثيلا وطباعة المصحف الشريف، وليس الحديث هنا في معرض المديح وكيل الثناء وإنما بيان الحقائق بمناسباتها. ولا يخفى على إنسان أهمية الإعلام في خدمة الفكر والتأثير في الرأي العام، وما أود طرحه هنا والتنبيه عليه هو أهمية الاستعداد المبكر لتوعية ضيوف الرحمن بكافة المجالات، إذ لا يخفى أن أشهر الحج تبدأ من غرة شهر شوال ويبدأ الحجاج بالتوافد باكراً فما ينتصف شهر ذي القعدة إلا وقد أوشك الحجاج على الاستقرار بمكة المكرمة أو طيبة الطيبة، وفي نظري أن الوقت الذهبي لتوعية الحاج يفترض له أن يبدأ في منتصف شهر شوال إلى نهاية ذي القعدة، وتلفزيون المملكة ولله الحمد قد دخل بيوت المسلمين في أرجاء المعمورة وهم يتابعون برامجه على مدار العام والعرض المبكر يفيد جداً في استفادة الحاج من البرامج سواء كان في بلده أو بعد وصوله وقبل انشغاله في تأدية مناسك الحج، ومن الملاحظ أن التلفزيون كل عام يتأخر في تقديم البرامج التوعوية للحجاج فلا يبدأ العرض إلا في غرة ذي الحجة وقد بدأ الحجاج بالانشغال في تأدية المناسك فلا يستفيدون مما يعرض، أيضاً من الملاحظ التكرار فنجد في اليوم الواحد يعرض أكثر من حلقة تشرف عليها أكثر من جهة وفي موضوع واحد مما يؤكد شيئاً من عدم التنظيم ونجد بعض الحلقات تعرض ثم نفاجأ بقطع المتحدث دون سابق إنذار أو اعتذار وهذا ملاحظ في برنامج التوعية الإسلامية في الحج الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية، ومن الملاحظات أيضاً اقتصار التوعية على اللغة العربية فقط.. أين باقي اللغات؟ وهل كل الحجاج يفهمون اللغة العربية؟ هذا شيء يسير من الكثير من الملاحظات حول تلفزيوننا وبرامج الحج وهو دعوة للقائمين على التلفزيون لإعادة النظر في برامجهم وندواتهم والمشاركة المنشودة التي تليق بهذا البلد، مع أنني أقدِّر للتلفزيون ما يبذله من جهد لا يخفى على أحد ولكنا نريد المزيد.