تحتفل البلاد العربية في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية، وهو اليوم الذي أنشأت فيه جامعة الدول العربية جهازها الاقليمي لمحو الأمية عام 1966م وفي عام 1970م انضم هذا الجهاز إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باسم الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار. إن الهدف الأساسي من الاحتفال بهذا اليوم هو بث الوعي بمشكلة الأمية وأخطارها وأبعادها على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في الوطن العربي فقد أصبح من المسلمات البديهية أنه لا يمكن حشد الطاقات البشرية العربية في مواجهة تحديات الأعداء والتحديات الحضارية التي تواجهها أمتنا معاً، دون تحرير المواطن العربي من اسار الجهل، وتزويده بالحد الأدنى من المعرفة. ولقد شهد الوطن العربي جهوداً مكثفة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار منذ منتصف العقد السابق وحتى الآن ومع ذلك فما زالت الأمية بحاجة إلى المزيد من بذل الجهود ومن أبرزما أسفرت عنه هذه الجهود نظرية المواجهة الشاملة للأمية باعتبارها خطراً يهدد جميع مكونات المجتمع أسراً وأفراداً ومؤسسات اقتصادية واجتماعية حيث أنها تعرقل وتعطل طاقات الإنسان عن الإسهام في تدعيم برامج وخطط التنمية الشاملة، كما تحرمه من القدرة على معايشة العصر والافادة من أفضل ما يقدمه للإنسان من منجزات. وقد بدأت المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد على خمسين سنة في تكريس الجهد، وتوفير جميع الامكانات لمحو الأمية وتعليم الكبار، إيماناً منها بالدور الأساسي الذي يلعبه العلم في مجال تقدم الأمم وازدهارها، ولم تكتف بأن تكون محو الأمية اختيارياً بل أصدرت نظام محو الأمية وتعليم الكبار بالمرسوم الملكي رقم 22/م وتاريخ 9/6/1392ه لمحو الأمية الذي يتم تنفيذه في إطار حملة شاملة لمحو الأمية، كما أتاحت الفرصة واسعة للكبار لمواصلة العلم في المرحلتين المتوسطة والثانوية وأضافت إلى برامج التعليم التي تعطى للكبار برامج ثقافية واجتماعية متنوعة وخصصت كثيراً من الحوافز المادية والمعنوية مما يعين على ذلك.