ما أعظم فجيعة موت الفجأة فقبل لحظات من الموت لم يكن أحد يتوقع أن تغيب للنهاية، ولكن لا راد لقضاء الله وقدره. بعد أداء العمرة والعودة للمنزل وبعد راحة بسيطة ترجلت مضاوي بنت عبدالرحمن بن حمد المصيريعي (55 سنة) من جواد الحياة إلى الدار الآخرة وطوت صفحة ناصعة من الدماثة والتواضع والخُلق الجم. إنَّ القلب حزين بالفراق وإنَّ العين هطَّالة بالدمع وإنَّ الحزن يلف الوجوه. حزن وهم وسيف ساطع وقنا كالسُّحب كالسيل كالزلزال كالجبلِ لكم مكان مدى الأيام يحضنكم في مهجة القلب في الشريان في المُقلِ لقد خطفت يد المنون بأمر الله وقدرته عزيزة وغالية شعرنا بعدها بفراغ كبير وألم عميق. فقد غادرت الدنيا معتمرة وصائمة وساجدة ترجو الآخرة فكانت من أبناء الآخرة وتركت الدنيا بلا عودة بجلطة قلبية مُفاجئة. صُدِمنا من هول خبرها وصُعقنا بفراقها بلا مقدمات. هكذا الدنيا نزول وارتحال ومصير المرء فيها للزوال كل انسان عليها هالك كتب الموت علينا يا عيال رحم الله الذي كان له في قلبي المحزون حب وظلال فعزائي مع دعائي راجياً لذوي مضاوي صبراً واحتمال لقد تركت لنا رصيداً كبيراً من السمعة الحسنة والسيرة الزكية والذكرى العطرة. عفيفة اللسان أبيَّة النفس من نوادر النساء ومن أنجح ربات البيوت فهي الزوجة والأم والأخت والبنت المثالية كسبت كل القرابات فجمعت النبل والسخاء والوفاء. أحبَّّها الناس فأحبُّوها. رحلت ونحن بأشد الحاجة لها. رحل صوتها ونصحها وورعها غابت كالطيف.. وعاشت وماتت كالحلم. وبقيت في القلوب ذكرى لن يغيب. رحمك الله يامضاوي المصيريعي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وأسأل الله العظيم أن يجمعنا واياك في جنات الفردوس، وعزاؤنا لزوجها عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد بن ناصر السعدي وابنها وليد وابنتها وجيرانها في المعذر الشمالي بالرياض الذي ضمها فيه منزلها المتواضع وها هي الآن تضمها مقبرة النسيم بعد أن صلّى عليها حشد كبير بجامع الراجحي بالربوة مخرج 15. تقبّل الله دعاء الجميع وجزاهم الله خيراً على حرصهم في وداع (أم وليد) لسفرها للدار الآخرة بعد أن قَدِمَتْ من السفر في الدنيا. وهيهات فسفر الدنيا يعود صاحبه وأما سفر الآخرة فتأشيرة نهائية بلا عودة. {إنا لله وإنا اليه راجعون}.