قال تعالى: {كٍلٍَ مّنً عّلّيًهّا فّانُ . وّيّبًقّى" وّجًهٍ رّبٌَكّ ذٍو پًجّلالٌ وّالإكًرّامٌ}. ترتجي السطور، وتذرف العيون، وتفقد الكلمات توازنها عند ذلك الشعور شعور الفراق، حياتنا نحن البشر رحلة طريقها إلى الآخرة، وكل إنسان مهما طال عمره فمصيره إلى دار الآخرة. فالموت كأس وكل ذائقه. ولقد غيّب الموت الشيخ محمد بن صالح العذل في يوم الأربعاء 11/9/2003م رحل عن هذه الدنيا الزائلة، رحل إلى دار القرار وجوار الرحمن، رحل مَنْ أحْسنَ التربية، ومن ينفق في سبيل الله ولا تعلم شماله ما تنفق يمينه، رحل في رحلة لن يعود بعدها مثلما تعودنا حينما يغيب في رحلاته، الا أن رحيله هذه المرة مختلف، حيث انه رحيل لا لقاء بعده في الدنيا، لقد تجرعنا «المر» بفراقه الا ان إيماننا بالله جعلنا نؤمن بأن هذا حق. لقد حضرت جموع غفيرة للصلاة عليه، والدعاء له، ومن يرى هذه الجموع يعرف مكانته ومحبته عند الخالق والمخلوقين، فمن أحبه الله أحبه خلقه وهذه الجموع والحشد الكبير دليل على ما كان عليه من أخلاق فاضلة وصفات جليلة. إن العين لفراقه لتدمع، وان القلب ليحزن، وان فراقه لهو ابتلاء وامتحان من الله ليرى مدى صبرنا وثباتنا، فليس لنا أمام القدر الا التسليم. رحم الله أبا صالح رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب الدعاء.